يوافق اليوم ذكرى رحيل الأديب الفلسطيني غسان كنفاني، والذى استشهد في 8 يوليو عام 1972 ، بانفجار سيارة فخخها عملاء إسرائيلون في بيروت بلبنان، وراح ضحية قوات الاحتلال الغاشمة معه ابنة أخته لميس نجم، والتي لم تتجاوز في ذلك العام 17 عامًا.
كان غسان كنفاني إنسانا محبا لوطنه، مناضلا من أجله، واستخدم قلمه بكل وقوة وجرأة دون خوف، لينقل بعيونه لنا ، وعبر سطوره، ولأجيال العصر الحديث، جميعهم، تفاصيل الحياة في وطنه الغالي فلسطين.
وكان كنفاني، شاهدا على معاناة شعبه، مشاركا معه في الألم، وعبر بقوة عن ذلك النزيف الذي طال فلسطين طوال الوقت، وخصد بسبب ذلك على ألقاب عديدة منها أيضًا أسطورة العشق الفلسطيني، ورائد الثقافة الفلسطينية في القرن الـ20، والأديب الثائر.
الميلاد والنشأة
وُلد غسان كنفاني في 9 إبريل 1936 بمدينة عكا التي تقع في شمال فلسطين، وعاش في يافا حتى شهر مايو من عام 1948 شاهدًا ومتضررًا هو وعائلته من آثار شبح النكبة التي حلت على فلسطين من قبل العصابات الصهيونية، والتي يطلق عليها الفلسطينون نكبة المأساة الإنسانية، وأجبر هو عائلته لمغادرة فلسطين مهاجرًا إلى لبنان ومن ثم سوريا والكويت
رسول الثقافة الفلسطينية
يعد غسان كنفاني من أشهر الصحفيين والكتاب في القرن العشرين، فهو روائي وقاص وصحفي فلسطيني، تميزت رواياته وقصصه وكتاباته بالعمق الشديد في الثقافة الفلسطينية وقضيتها والثقافة العربية بشكل عام.
ثمار الرحلة
وقدم غسان كنفاني العديد من الروايات المتميزة رغم رحيله المبكر منها:«رجال تحت الشمس» عام 1963، وهي الرواية التي أصبحت فيلمًا سينمائيًا حمل عنوان «المخدوعين»، «ما تبقى لكم»، ورواية «عالم ليس لنا» عام 1965، ورواية «الشيء الآخر»، «القنديل الصغير»، وقدّم أشهر رواياته «عائد إلى حيفا» وتحولت مسلسلا عبر الشاشة الصغيرة التلفزيون وقدمها كمسلسل سوري المخرج باسل الخطيب.
وكتب كنفاني روايات لم تكتمل منها : «الأعمى»، و«الأطرش»، و«العاشق»، و«برقوق نيسان».
أبو الفنون
وللمسرح حضورٌ قوي في أدب المبدع غسان كنفاني، ومن أهم مسرحياته « الباب» ، و«القبعةوالنبي»، و«جسر إلى الأبد»
جوائز وتكريمات
نال كنفاني جائزة أصدقاء الكتاب في لبنان، عن روايته «ما تبقى لكم» وذلك عام 1966. أما ما تبقى من جوائز، فقد مُنحت لاسمه بعد استشهاده، وأهمها جائزة منظمة الصحافة العالمية عام 1 1974، وجائزة اللوتس عام 1975. كما مُنح وسام القدس عام 1990.
صاحب القلم الثائر
حمل غسان كنفاني على عاتقه معاناة القضية الفلسطينة مثله مثل أي مواطن فلسطيني يحب وطنه، ولم يقم غسان بأي عملية فدائية بل كان يترك الأمر لقلمه، الذي كان بمثابة مائة مدفع يرتعب منه باغضي الأوطان ومحتليها، فقد كان لقلمه تأثير شديد على قضيته الفلسطينية وعلى العرب جميعهم
القضية الفلسطينية
كتب غسان كنفاني طول حياته القصيرة مئات المقالات والدراسات الثقافية والسياسية التي كانت تبحث في شأن القضية الفلسطينية ورحلة كفاح ومعاناة الشعب الفلسطيني، وأصدر حوالي 18 كتابًا، ما بين الرواية والقصص القصيرة والمسرح، كما ترجمت أعماله إلى لغات كثيرة عبرت وطافت أغلب بلدان العالم.
سفيرا لفلسطين وقضاياها
وقدم كنفاني، من خلال غالبية كتاباته قضايا الشأن الفلسطيني، وأبدع بكتاباته من خلال موهبته المتميزة، واستطاع بقلمه أن يكون سفيرًا لبلده من خلال كتاباته عنها في جميع العالم.
كاتب وصحفي مهم
أصبح غسان كنفاني كاتبا مهما يتسم بالعالمية، يهابه كل من قرأ أعماله، ويتعاطف معه كل من له قلب رحيم، فكتاباته لم تكن فقط أعمال أدبية فقط، بل كانت بمثابة وسيلة اتصال قوية كالتلفزيون، ينقل المشهد الفلسطيني في صور في غاية البلاغة والدقة ونقل المشهد بكامل تفاصيله وأدقها.
رحيل مبكر مؤلم
ورحل عن عالمنا الكاتب الفلسطيني الكبير والعظيم، في أعين العرب والعالم أيضًا، وهو في شبابه، في عمر 36 سنة، عقب عملية اغتيال في الثامن من شهر يوليو في عام 1972 في بيروت بلبنان جراء إنفجار عبوة ناسفة وضعت في سيارته على أيدى عملاء إسرائيليين أودت بحياته هو وابنة أخته معًا، لتنطلق روح القوة ونبض القلم الفلسطيني، سلاح القضية الحقيقي