السبت 11 مايو 2024

ارفع رأسك يا أخي لقد مضى عهد الاستعباد

23-7-2017 | 13:09

خمسة وستون عاما مرت على ثورة 23 يوليو المجيدة، التي قامت لتخلص مصر من فترة عصيبة، عانت خلالها من الرشوة والفساد والفقر والجهل والمرض .

قاد تلك الثورة العظيمة رجال شرفاء من أبناء الجيش المصري، مجموعة من الضباط الأحرار بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، هؤلاء الأبطال وضعوا رؤوسهم على أكفهم من أجل الوطن، ومن أجل الغالبية العظمى من المصريين الذين عانوا سلطة وسطوة الملك وحاشيته، وسُخرة الإقطاعيين والرأسماليين، في مجتمع النصف في المئة - النصف في المئة فقط كان يحكم ويملك وينهب - والسواد الأعظم من الشعب لا يجد قوت يومه!.

قامت ثورة 23 يوليو من أجل الفقراء والمقهورين والضعفاء، أسست مبادئها على الاشتراكية وتحالف قوى الشعب العاملة، ورفعت شعارات نبيلة كنا في أمس الحاجة إليها، ووضعت أمامها أهدافا عظيمة طالما حلمنا بها، ولطالما طالب بها المصريون.. ويعود الفضل للثورة في بناء جيش قوي أصبح الآن درع الأمة وسيفها، كما يرجع إليها الفضل في إقامة حياة ديمقراطية سليمة وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين الناس، والقضاء على الإقطاع وسيطرة رأس المال .

لقد رفعت ثورة 23 يوليو شعار "التعليم كالماء والهواء.. حق مجاني لكل المصريين"، وكذلك العلاج الذي كان لا يقدر عليه إلا الأغنياء، نعم أصبحت مصر بخيراتها ملكا لكل المصريين وليس لحفنة سيطرت على كل مقدراتها .

نعم.. لا يُنكر أفضال ثورة 23 يوليو على مصر كلها إلا جاحد أو جاهل، كلنا تنعمنا بمكاسب هذه الثورة، لولاها ما تعلم أبناء الفقراء والبسطاء وما تقلدوا المناصب الكبرى التي ظلت عقودا طويلة حكرا على الأثرياء والأكابر!.

 

لقد ردت الثورة اعتبار الفلاح المصري وكرامته، الفلاح الذي كان يروي أرض الإقطاعي بعرقه، ويذهب خيرها كله لذلك "الجبار" وحده.. ردت الثورة للعامل المصري اعتباره وكرامته وأجبرت صاحب العمل على منحه كل حقوقه.

مكاسب الثورة جد عظيمة، جنينا ثمارها ومازلنا نجني حتى الآن، ولا نبالغ إذا قلنا أنها أدخلت مصر عصر النهضة الكبرى "الزراعية والصناعية والثقافية والفنية"، ووضعتها في مصاف الدول القوية ورسخت زعامتها للأمة العربية مرة أخرى، زعيمها الخالد جمال عبد الناصر، الذي أمم قناة السويس وجعل خيرها لمصر وليس للفرنسيين أو لغيرهم، زعيمها ناصر الحرية والوطنية وصوت الأمة العربية، هو صاحب قرار بناء السد العالي ومصانع الحديد والصلب والغزل والنسيج، وغيرها من الصناعات الوطنية.

وإذا تشدق البعض بوجود سلبيات للثورة، فهذا أمر طبيعي في كل الثورات، المهم أن الإيجابيات يذهبن السلبيات .

وفي الختام لا يسعني إلا أن أذكركم بمقولة الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر "ارفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستعباد".

 

    Dr.Radwa
    Egypt Air