الجمعة 10 مايو 2024

كنوز‭ ‬الإبداع‭ ‬المصرية


عبد الرازق توفيق

مقالات10-7-2022 | 19:38

عبد الرازق توفيق

مشروع‭ ‬قومى‭ ‬للتنقيب‭ ‬عن‭ ‬المواهب‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭.. ‬ليعيد‭ ‬للوطن‭ ‬ريادته‭ ‬ويستعيد‭ ‬توهج‭ ‬قواه‭ ‬الناعمة‭.. ‬ويطرد‭ ‬كل‭ ‬مظاهر‭ ‬القبح‭ ‬والتدنى‭ ‬والفن‭ ‬الاستهلاكي‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬اطلاق‭ ‬الرؤية‭ ‬المصرية‭ ‬لاكتشاف‭ ‬المبدعين‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭.. ‬مرحلة‭ ‬فاصلة‭ ‬لاستكمال‭ ‬مشوار‭ ‬النجاح‭ ‬الذى‭ ‬تحقق‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬بعودة‭ ‬الدراما‭ ‬المصرية‭ ‬إلى‭ ‬الريادة،‭ ‬لتعبر‭ ‬عن‭ ‬حال‭ ‬وطن‭ ‬يتقدم‭ ‬بثقة‭ ‬وثبات،‭ ‬نحو‭ ‬بلوغ‭ ‬التقدم،‭ ‬فمصر‭ ‬ثروتها‭ ‬الحقيقية‭ ‬فى‭ ‬الانسان‭ ‬الذى‭ ‬أبدع‭ ‬وتفوق‭ ‬بجدارة‭ ‬واستحقاق‭ ‬وعلم‭ ‬الدنيا‭ ‬الفنون‭ ‬والحضارة‭ ‬والطب‭ ‬والهندسة‭ ‬والتوحيد‭.‬


مصر‭ ‬ولادة‭ ‬وغنية‭ ‬بالعباقرة‭ ‬والمبدعين‭ ‬والمواهب‭.. ‬ولأن‭ ‬ثروتنا‭ ‬فى‭ ‬أفكارنا‭ ‬الخلاقة،‭ ‬وإبداعنا‭ ‬المنتظر‭ ‬سيصنع‭ ‬الفارق‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية،‭ ‬وعلى‭ ‬جميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬أن‭ ‬تتحرك‭ ‬صوب‭ ‬تحقيق‭ ‬واستنهاض‭ ‬الإبداع‭ ‬داخل‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬مصري‭.. ‬ونكشف‭ ‬عن‭ ‬الكنز‭ ‬الحقيقى‭ ‬فى‭ ‬أعماقنا‭.‬

كنوز‭ ‬الإبداع‭ ‬المصرية

إذا‭ ‬كانت‭ ‬مصر‭ ‬محدودة‭ ‬فى‭ ‬ثرواتها‭ ‬ومواردها‭ ‬فهى‭ ‬غنية‭ ‬وثرية‭ ‬بأبنائها‭ ‬وقد‭ ‬عانت‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬بسبب‭ ‬بُعدها‭ ‬عن‭ ‬التنقيب‭ ‬على‭ ‬مواردها‭ ‬البشرية‭ ‬التى‭ ‬تجرى‭ ‬فى‭ ‬دمائهم‭ ‬جينات‭ ‬الحضارة‭ ‬والريادة‭ ‬والمواهب‭ ‬والإبداع،‭ ‬فثروة‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬أبنائها‭ ‬هى‭ ‬من‭ ‬بنت‭ ‬أعظم‭ ‬الحضارات‭ ‬فى‭ ‬العالم،‭ ‬وتسيدت‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬قرون‭ ‬عالمها‭ ‬وإقليمها‭ ‬ومنطقتها‭ ‬وصدرت‭ ‬لهم‭ ‬فن‭ ‬الحياة‭ ‬والرقى‭ ‬والإبداع‭ ‬وعلمت‭ ‬الدنيا‭ ‬الطب‭ ‬والهندسة‭ ‬والبناء‭ ‬حتى‭ ‬عبادة‭ ‬الإله‭ ‬الواحد،‭ ‬فما‭ ‬بين‭ ‬أيدينا‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬وكنوز‭ ‬وميراث‭ ‬يكشف‭ ‬بوضوح‭ ‬عظمة‭ ‬الانسان‭ ‬المصري‭.‬


مصر‭ ‬التى‭ ‬قادت‭ ‬منطقتها‭ ‬وقارتها‭ ‬وأمتها‭ ‬العربية‭ ‬فى‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬العلم‭ ‬والتعليم‭ ‬والفنون‭ ‬والثقافة‭ ‬والإبداع‭ ‬وقدمت‭ ‬رموزاً‭ ‬شامخة‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬المجالات،‭ ‬ربما‭ ‬تجد‭ ‬بصمة‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬ربوع‭ ‬العالم‭ ‬للمصريين،‭ ‬إنجازاً‭ ‬عبقرياً‭ ‬أو‭ ‬فناً‭ ‬وغناءً‭ ‬وإعلاماً‭ ‬وضع‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬أنواع‭ ‬الإبداع‭ ‬والفنون‭ ‬والتعليم‭ ‬والإعلام‭.‬


على‭ ‬مدار‭ ‬عقود‭ ‬قدمت‭ ‬مصر‭ ‬رموزاً‭ ‬فى‭ ‬الإبداع‭ ‬والفنون‭ ‬فمن‭ ‬ينسى‭ ‬ان‭ ‬مصر‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬وأول‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬تعرف‭ ‬السينما‭ ‬والإذاعة‭ ‬والتليفزيون‭ ‬والأوبرا‭ ‬والمسرح‭.. ‬فمن‭ ‬ينسى‭ ‬أيضاً‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬وأم‭ ‬كلثوم‭ ‬وعبدالحليم‭ ‬وشادية‭ ‬وفاتن‭ ‬حمامة‭ ‬وسعاد‭ ‬حسنى‭ ‬ونجيب‭ ‬محفوظ،‭ ‬وفايزة‭ ‬أحمد‭ ‬وصباح‭ ‬وفريد‭ ‬الأطرش‭ ‬وعبدالمطلب‭ ‬ومن‭ ‬ينسى‭ ‬أن‭ ‬أى‭ ‬فنان‭ ‬عربى‭ ‬من‭ ‬المحيط‭ ‬إلى‭ ‬الخليج،‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬ميلاده‭ ‬الفنية‭ ‬من‭ ‬مصر‭.‬


تراجعت‭ ‬مصر‭ ‬خلال‭ ‬الـ4‭ ‬عقود‭ ‬الماضية،‭ ‬لكن‭ ‬منذ‭ ‬8‭ ‬سنوات‭ ‬انطلق‭ ‬مشروع‭ ‬وطنى‭ ‬لبناء‭ ‬الانسان‭ ‬المصرى‭ ‬واستعادة‭ ‬أمجاده،‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬تنضوى‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬البيئة‭ ‬المناسبة‭ ‬والمقومات‭ ‬الأساسية،‭ ‬والظروف‭ ‬المواتية‭ ‬لبناء‭ ‬أجيال‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬المسئولية‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬ودفع‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬التقدم‭ ‬واستعادة‭ ‬الريادة‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬تسير‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬بوتيرة‭ ‬سريعة‭ ‬فى‭ ‬تخليص‭ ‬الإنسان‭ ‬المصرى‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬العقود‭ ‬الماضية،‭ ‬وتعيد‭ ‬له‭ ‬أنسب‭ ‬الظروف‭ ‬للعمل‭ ‬والإبداع،‭ ‬وتنفق‭ ‬بسخاء‭ ‬على‭ ‬تعليم‭ ‬وإعداد‭ ‬وتأهيل‭ ‬المواطن‭ ‬المصري،‭ ‬وربما‭ ‬قول‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬خلال‭ ‬افتتاح‭ ‬مشروعات‭ ‬مصر‭ ‬الرقمية‭ ‬إننا‭ ‬مستعدون‭ ‬لانفاق‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬إلى‭ ‬12‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬لإعداد‭ ‬وتأهيل‭ ‬وتدريب‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬شاب‭ ‬لالحاقهم‭ ‬بسوق‭ ‬العمل‭ ‬المحلى‭ ‬والإقليمى‭ ‬والدولى‭ ‬بعد‭ ‬إكسابهم‭ ‬مهارات‭ ‬ومتطلبات‭ ‬العصر‭ ‬بما‭ ‬يمنحهم‭ ‬الفرص‭ ‬الكثيرة‭ ‬فى‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭.‬


الشباب‭ ‬أيضاً،‭ ‬والأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬تحظى‭ ‬باهتمام‭ ‬رئاسى‭ ‬ورعاية‭ ‬ليس‭ ‬بالكلام‭ ‬ولكن‭ ‬باتاحة‭ ‬الفرص‭ ‬الكاملة‭ ‬فالدولة‭ ‬المصرية‭ ‬تتوسع‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬فى‭ ‬إنشاء‭ ‬وإقامة‭ ‬منشآت‭ ‬الإبداع‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬ومواكبة‭ ‬العصر‭ ‬ومتطلباته‭.‬


أخذت‭ ‬مجالاً‭ ‬مهماً‭ ‬اعتادت‭ ‬فيه‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬التميز‭ ‬والريادة‭ ‬عقوداً‭ ‬طويلة‭ ‬لكنها‭ ‬تعرضت‭ ‬فى‭ ‬الـ4‭ ‬عقود‭ ‬الماضية‭ ‬إلى‭ ‬إهمال‭ ‬وتجريف‭ ‬وغيبوبة‭ ‬فنية‭ ‬وإبداعية،‭ ‬وعدم‭ ‬الاهتمام‭ ‬بمجال‭ ‬الفنون‭ ‬والغناء‭ ‬والإبداع‭ ‬وافسحت‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬الغث‭ ‬والردئ،‭ ‬وطغى‭ ‬التدنى‭ ‬والابتذال‭ ‬وساد‭ ‬الفن‭ ‬الاستهلاكى‭ ‬التجارى‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬يتضمن‭ ‬أى‭ ‬قيمة‭ ‬أو‭ ‬رسالة‭ ‬وطنية‭ ‬أو‭ ‬أخلاقية،‭ ‬بل‭ ‬استشرت‭ ‬ثقافة‭ ‬الانتهازية،‭ ‬و«الديليفري‮»‬‭ ‬وتشويه‭ ‬المجتمع‭ ‬المصرى‭ ‬والاباحية‭ ‬والعرى‭ ‬والأصوات‭ ‬النشاز‭ ‬والايقاعات‭ ‬الغريبة،‭ ‬حتى‭ ‬اطلق‭ ‬عليها‭ ‬أحياناً‭ ‬الأغانى‭ ‬الشبابية‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬أسوأ‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬أغانى‭ ‬المهرجانات‭ ‬والميكروباصات‭ ‬والتكاتك‭ ‬حتى‭ ‬تعرض‭ ‬المواطن‭ ‬المصرى‭ ‬لحالة‭ ‬من‭ ‬الحصار‭ ‬الفنى‭ ‬المتدنى‭ ‬الذى‭ ‬يمهد‭ ‬لتدمير‭ ‬المجتمع،‭ ‬والإساءة‭ ‬للذوق‭ ‬العام‭ ‬وتفكيك‭ ‬الريادة‭ ‬المصرية،‭ ‬فلم‭ ‬نجد‭ ‬فناً‭ ‬ولا‭ ‬أدباً‭ ‬مرموقاً،‭ ‬وفقدت‭ ‬مصر‭ ‬توازنها‭ ‬الإبداعى‭ ‬وتحولت‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬للسباق‭ ‬فى‭ ‬إنتاج‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يسيء‭ ‬لمصر‭ ‬والمجتمع‭ ‬والإنسان‭ ‬المصري،‭ ‬وطغت‭ ‬سينما‭ ‬العشوائيات‭ ‬والمخدرات‭ ‬والعرى‭ ‬والخلاعة‭.‬


الموجة‭ ‬الفنية‭ ‬العاصفة‭ ‬والمدمرة‭ ‬التى‭ ‬ترسخت‭ ‬فى‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تصلح‭ ‬مع‭ ‬مصر‭ ‬التى‭ ‬انطلقت‭ ‬منذ‭ ‬8‭ ‬سنوات‭ ‬لتأسيس‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬العصرية‭ ‬المتقدمة‭ ‬القوية‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬مصحوبة‭ ‬بعلم‭ ‬وفكر‭ ‬وإرادة‭ ‬لاستعادة‭ ‬ريادة‭ ‬مصر‭ ‬الفنية‭ ‬والإبداعية‭ ‬فظهر‭ ‬مشروع‭ ‬وطنى‭ ‬يعيد‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬زعامتها‭ ‬الفنية‭ ‬والإبداعية،‭ ‬وبدت‭ ‬ملامح‭ ‬طريق‭ ‬جديد‭ ‬يتشكل‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬ثاقبة‭ ‬تستجمع‭ ‬فيه‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬قواها‭ ‬وامكاناتها‭ ‬وتحشد‭ ‬قدراتها‭ ‬عازمة‭ ‬على‭ ‬التنقيب‭ ‬عن‭ ‬كنوز‭ ‬الإبداع‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬مختلف‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭.‬


أسعدنى‭ ‬للغاية،‭ ‬حالة‭ ‬التصدى‭ ‬المصرية‭ ‬والمقاومة‭ ‬والحرب‭ ‬على‭ ‬الابتذال‭ ‬والتدنى‭ ‬فى‭ ‬الفن‭ ‬والإبداع،‭ ‬فعلى‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬حالة‭ ‬تطهير‭ ‬للفن‭ ‬والدراما‭ ‬المصرية،‭ ‬وبدأت‭ ‬كتائب‭ ‬الدراما‭ ‬والسينما‭ ‬المصرية‭ ‬تستعيد‭ ‬بريقها‭ ‬وتوهجها‭ ‬واحترامها‭ ‬لقيمة‭ ‬وعقل‭ ‬وحضارة‭ ‬الإنسان‭ ‬المصري،‭ ‬لذلك‭ ‬ظهرت‭ ‬موجات‭ ‬رائعة‭ ‬من‭ ‬المسلسلات‭ ‬الدرامية‭ ‬ذات‭ ‬المستوى‭ ‬الرفيع‭ ‬التى‭ ‬تتسم‭ ‬بالتنوع‭ ‬والفكر‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬وطنى‭ ‬يجسد‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬وتجلى‭ ‬قصص‭ ‬النجاح‭ ‬المصرية،‭ ‬وتضحيات‭ ‬أبناء‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬والشرطة،‭ ‬ويوثق‭ ‬مسيرة‭ ‬وطن‭ ‬كافح‭ ‬وناضل‭ ‬وضحى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬وجوده‭ ‬وخلوده‭ ‬وينجو‭ ‬من‭ ‬مؤامرة‭ ‬شيطانية‭ ‬حبكت‭ ‬بأصابع‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬وأعمال‭ ‬اجتماعية‭ ‬راقية‭ ‬لا‭ ‬تخدش‭ ‬الذوق‭ ‬العام‭ ‬وتؤكد‭ ‬على‭ ‬الثوابت‭ ‬المصرية،‭ ‬وتظهر‭ ‬الوجه‭ ‬الحضارى‭ ‬المشرق،‭ ‬وحالة‭ ‬التطور‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬التى‭ ‬تعيشها‭ ‬مصر،‭ ‬فاختلفت‭ ‬الصورة‭ ‬لتتخلص‭ ‬من‭ ‬القبح،‭ ‬إلى‭ ‬الجمال‭ ‬والإبداع‭ ‬والرقى‭ ‬وإنجازات‭ ‬دولة‭ ‬سابقت‭ ‬الزمن‭ ‬لكى‭ ‬تعيد‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬عصرية،‭ ‬ومواصفات‭ ‬ومعايير‭ ‬عالمية‭.‬


لم‭ ‬نعد‭ ‬نرى‭ ‬مسلسلات‭ ‬وأفلام‭ ‬المخدرات‭ ‬أو‭ ‬البلطجى‭ ‬البطل‭ ‬والقدوة،‭ ‬أو‭ ‬الانتهازية‭ ‬الموقوتة،‭ ‬أو‭ ‬الأعمال‭ ‬التى‭ ‬أسرفت‭ ‬فى‭ ‬تشويه‭ ‬المجتمع‭ ‬المصرى‭ ‬وكأنها‭ ‬مدفوعة‭ ‬وممولة‭.. ‬نجحت‭ ‬الدراما‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬تقويض‭ ‬كل‭ ‬مظاهر‭ ‬القبح‭ ‬والإساءة‭ ‬ومحاولات‭ ‬تفتيت‭ ‬مكونات‭ ‬الهوية‭ ‬والشخصية‭ ‬المصرية‭ ‬بأعمال‭ ‬راقية‭ ‬تخاطب‭ ‬كل‭ ‬الفئات،‭ ‬وتشمل‭ ‬كل‭ ‬الأنواع‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬وطنية‭ ‬واجتماعية‭ ‬وكوميدية‭ ‬راقية،‭ ‬وأعمال‭ ‬خاصة‭ ‬بالطفل‭ ‬تبنى‭ ‬ولا‭ ‬تهدم،‭ ‬تقدم‭ ‬الجمال‭ ‬وترفض‭ ‬القبح‭.‬


إلى‭ ‬هنا،‭ ‬كان‭ ‬لزاماً‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مشروعاً‭ ‬قومياً‭ ‬شاملاً‭ ‬يخلصنا‭ ‬من‭ ‬ثوابت‭ ‬الماضى‭ ‬بلا‭ ‬عودة،‭ ‬لذلك‭ ‬سعدت‭ ‬عندما‭ ‬بدأ‭ ‬تنفيذ‭ ‬توجيهات‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬بتكثيف‭ ‬اكتشاف‭ ‬المبدعين‭ ‬المصريين‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬واتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬لهم‭ ‬وتوفير‭ ‬كافة‭ ‬المقومات‭ ‬والدعم‭ ‬لرعايتهم،‭ ‬خاصة‭ ‬وان‭ ‬الانسان‭ ‬هو‭ ‬المكون‭ ‬الأساسى‭ ‬فى‭ ‬عملية‭ ‬الإبداع‭ ‬ومصر‭ ‬غنية‭ ‬بثرواتها‭ ‬البشرية‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات،‭ ‬لذلك‭ ‬جاء‭ ‬قرار‭ ‬الشركة‭ ‬المتحدة‭ ‬للإنتاج‭ ‬الإعلامى‭ ‬بانعقاد‭ ‬منتدى‭ ‬الإبداع‭ ‬قبل‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬الحالى‭ ‬وبدأت‭ ‬أعماله‭ ‬التحضيرية‭ ‬فور‭ ‬ختام‭ ‬الموسم‭ ‬الأول‭ ‬لبرنامج‭ (‬الدوم‭) ‬وماحققه‭ ‬من‭ ‬نجاحات‭ ‬أهمها‭ ‬تحقيق‭ ‬حلم‭ ‬عشرات‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬المبدعين‭ ‬يمثلون‭ ‬كافة‭ ‬المحافظات‭ ‬المصرية‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬بدأ‭ ‬البناء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬الكبير‭ ‬والتوسع‭ ‬فى‭ ‬اكتشاف‭ ‬وتقديم‭ ‬المبدعين‭ ‬المصريين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬قوة‭ ‬دفع‭ ‬كبيرة‭ ‬لحركة‭ ‬الإبداع‭ ‬المصرية‭ ‬ونحن‭ ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬شديدة‭ ‬لها‭ ‬لإعادة‭ ‬التوازن‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وطرد‭ ‬الغث‭ ‬والردئ‭ ‬وإعادة‭ ‬الريادة‭ ‬والجمال‭ ‬والرقى‭ ‬وتوهج‭ ‬الحركة‭ ‬الإبداعية‭ ‬المصرية‭ ‬بما‭ ‬يتسق‭ ‬مع‭ ‬طموحات‭ ‬وملامح‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجديدة‭.‬


الحقيقة‭ ‬وان‭ ‬كانت‭ ‬خطوة‭ (‬المتحدة‭) ‬جاءت‭ ‬فى‭ ‬توقيت‭ ‬مهم،‭ ‬واستكمالاً‭ ‬لنجاحات‭ ‬كبيرة‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الفنون‭ ‬والإبداع‭ ‬من‭ ‬دراما‭ ‬وسينما‭ ‬وإعلام،‭ ‬إلا‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬مؤسسات‭ ‬وطنية‭ ‬يجب‭ ‬عليها‭ ‬ان‭ ‬تواكب‭ ‬هذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬والطفرة‭ ‬الكبيرة،‭ ‬فلدينا‭ ‬مؤسسات‭ ‬ثقافية‭ ‬وفنية‭ ‬ورسمية‭ ‬مثل‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬ودار‭ ‬الأوبرا،‭ ‬ويمكن‭ ‬ان‭ ‬تتضمن‭ ‬الدعوة‭ ‬شركات‭ ‬الإنتاج‭ ‬الخاصة‭ ‬التى‭ ‬تعمل‭ ‬بروح‭ ‬وطنية‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬الربح‭ ‬فقط‭ ‬ولكن‭ ‬بهدف‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬الفن‭ ‬والإبداع‭ ‬المصرى‭ ‬واستعادة‭ ‬الريادة‭.‬


للأسف‭ ‬الشديد‭ ‬كانت‭ ‬الحركة‭ ‬المصرية‭ ‬الفنية‭ ‬فى‭ ‬عقود‭ ‬ماضية‭ ‬ارتجالية‭ ‬وعشوائية،‭ ‬حتى‭ ‬بات‭ ‬الفن‭ ‬ضحية‭ ‬التجار‭ ‬والمقاولين‭ ‬الذين‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬المال‭ ‬فقط‭ ‬ويتجاهلون‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الثوابت‭ ‬والأسس‭ ‬والريادة‭ ‬المصرية‭ ‬فأصبح‭ ‬الفن‭ ‬المصرى‭ ‬ضحية‭ ‬هؤلاء‭.‬


قصور‭ ‬الثقافة‭ ‬المنتشرة‭ ‬فى‭ ‬طول‭ ‬البلاد‭ ‬وعرضها‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬دورها،‭ ‬وماذا‭ ‬فعلت،‭ ‬وقدمت‭ ‬للارتقاء‭ ‬بالحالة‭ ‬والحركة‭ ‬الفنية‭ ‬والإبداعية‭ ‬المصرية،‭ ‬وهى‭ ‬موجودة‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬المحافظات‭ ‬فلماذا‭ ‬لا‭ ‬تعلن‭ ‬عن‭ ‬مسابقات‭ ‬كبيرة‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬الخبراء‭ ‬وكبار‭ ‬الفنانين‭ ‬والمطربين‭ ‬والموسيقيين‭ ‬والأدباء‭ ‬والشعراء‭ ‬لاكتشاف‭ ‬وتقديم‭ ‬مواهب‭ ‬مصرية‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المجالات‭ ‬تعيد‭ ‬التوهج‭ ‬للحركة‭ ‬الفنية‭ ‬والإبداعية‭.‬


‭(‬المتحدة‭) ‬اطلقت‭ ‬ضربة‭ ‬البداية‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالحركة‭ ‬الفنية‭ ‬والإبداعية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬أو‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭ ‬والعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المستقبل‭.‬


الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الإنسان‭ ‬المصرى‭ ‬الأفضل‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬ولا‭ ‬يتوانى‭ ‬عن‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬وتوفير‭ ‬مقومات‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬بمفهوم‭ ‬شامل‭ ‬وهناك‭ ‬اهتمام‭ ‬رئاسى‭ ‬باستعادة‭ ‬زخم‭ ‬الإبداع‭ ‬المصرى‭ ‬إيماناً‭ ‬بقيمة‭ ‬ومكانة‭ ‬مصر‭.‬


حالة‭ ‬التطور‭ ‬التى‭ ‬يشهدها‭ ‬الإعلام‭ ‬المصرى‭ ‬بوضعه‭ ‬على‭ ‬الطريقة‭ ‬العالمية‭ ‬بانشاء‭ ‬قناتين‭ ‬اخباريتين‭ ‬إحداهما‭ ‬دولية‭ ‬والأخرى‭ ‬إقليمية‭ ‬مع‭ (‬قطاع‭ ‬الأخبار‭) ‬على‭ ‬أحدث‭ ‬مستوى‭ ‬يتزامن‭ ‬مع‭ ‬تطوير‭ ‬الحركة‭ ‬الإبداعية‭ ‬والفنية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬تفاصيل‭ ‬الرؤية‭ ‬المصرية‭ ‬لاستعادة‭ ‬الريادة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬فقد‭ ‬جرى‭ ‬فى‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬وضع‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬لتطور‭ ‬محسوب‭ ‬بدقة‭ ‬وعلى‭ ‬مراحل‭ ‬استلهاماً‭ ‬لحالة‭ ‬النجاح‭ ‬التى‭ ‬تحققت‭ ‬وبالتالى‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬الفارق‭ ‬والتطور‭.‬


تحية‭ ‬إلى‭ ‬أشرف‭ ‬الرجال

إذا‭ ‬كان‭ ‬المواطن‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬يحظى‭ ‬بإجازة‭ ‬عيد‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬أسبوع،‭ ‬ينعم‭ ‬فيها‭ ‬بحالة‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬الشامل،‭ ‬سواء‭ ‬جلس‭ ‬فى‭ ‬بيته‭ ‬مع‭ ‬أبنائه‭ ‬آمناً‭ ‬مطمئنا،‭ ‬أو‭ ‬قرر‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬الأهل‭ ‬والأحباب،‭ ‬أو‭ ‬حجز‭ ‬فى‭ ‬أحد‭ ‬المصايف،‭ ‬وكل‭ ‬شيء‭ ‬أمامه‭ ‬متاح‭ ‬ومتوافر،‭ ‬حتى‭ ‬أهالينا‭ ‬من‭ ‬البسطاء‭ ‬والأكثر‭ ‬احتياجاً‭ ‬الدولة‭ ‬تبارت‭ ‬فى‭ ‬توفير‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أهل‭ ‬الخير‭ ‬من‭ ‬المصريين‭ ‬وجمهور‭ ‬التحالف‭ ‬الوطنى‭ ‬للعمل‭ ‬التنموى‭ ‬والذى‭ ‬يجوب‭ ‬كل‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد،‭ ‬الكل‭ ‬يقضى‭ ‬العيد‭ ‬بطريقته‭ ‬فى‭ ‬سعادة‭ ‬وأمن‭ ‬وأمان‭ ‬وراحة‭ ‬واستمتاع‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أبطالاً‭ ‬هم‭ ‬أشرف‭ ‬الرجال،‭ ‬عيدهم‭ ‬فى‭ ‬خدمة‭ ‬وطنهم‭ ‬يقفون‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬والثغور‭ ‬يراقبون‭ ‬أمن‭ ‬الوطن،‭ ‬ويحرسون‭ ‬مقدراته‭ ‬وثرواته،‭ ‬ويحفظون‭ ‬أمنه‭ ‬القومى‭ ‬وسلامته‭ ‬لا‭ ‬يبالون‭ ‬بشدة‭ ‬الحر،‭ ‬أو‭ ‬قسوة‭ ‬البرد‭.‬


هؤلاء‭ ‬الرجال‭ ‬من‭ ‬أبطال‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الباسلة‭ ‬والشرطة‭ ‬الوطنية،‭ ‬يحملون‭ ‬على‭ ‬عاتقهم‭ ‬حماية‭ ‬الوطن،‭ ‬يحمون‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬عيدهم‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬يروا‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬يأمن‭ ‬ويطمئن‭ ‬وشعب‭ ‬يتمتع‭ ‬بالكرامة‭ ‬والأمان‭ ‬فى‭ ‬نصرة‭ ‬وطن‭ ‬قوى‭ ‬وقادر،‭ ‬هؤلاء‭ ‬الشرفاء‭ ‬الذين‭ ‬تركوا‭ ‬ديارهم‭ ‬وأسرهم‭ ‬وأبناءهم‭ ‬ليقضوا‭ ‬العيد‭ ‬فى‭ ‬عمل‭ ‬وتنفيذ‭ ‬مهام‭ ‬وحماية‭ ‬كل‭ ‬شبر‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬يستحقون‭ ‬منا‭ ‬التحية‭ ‬والتقدير‭ ‬والاحترام،‭ ‬فما‭ ‬نشاهده‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬ربوع‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬العيد‭ ‬وسعادة‭ ‬الناس‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬نتاج‭ ‬تضحيات‭ ‬الرجال‭ ‬والأبطال‭ ‬من‭ ‬جيش‭ ‬وطنى‭ ‬مخلص‭ ‬وشريف‭ ‬وشرطة‭ ‬وطنية‭.. ‬والتحية‭ ‬أيضا‭ ‬لأرواح‭ ‬شهداء‭ ‬مصر‭ ‬الأبرار‭ ‬الذين‭ ‬قدموا‭ ‬أرواحهم‭ ‬لتهنأ‭ ‬مصر‭ ‬بالشموخ‭ ‬والقوة‭ ‬والقدرة‭ ‬والتقدم‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والبناء،‭ ‬تحية‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬مصرى‭ ‬شريف‭ ‬يؤدى‭ ‬عمله‭ ‬بتجرد‭ ‬وتفان‭ ‬وإخلاص‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬مصر‭ ‬جميعاً‭ ‬فى‭ ‬الصفوف‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬المتقدم‭.‬


تحيا مصر

Dr.Radwa
Egypt Air