مشروع قومى للتنقيب عن المواهب فى كل ربوع البلاد.. ليعيد للوطن ريادته ويستعيد توهج قواه الناعمة.. ويطرد كل مظاهر القبح والتدنى والفن الاستهلاكي.. لذلك فإن اطلاق الرؤية المصرية لاكتشاف المبدعين فى كافة المجالات.. مرحلة فاصلة لاستكمال مشوار النجاح الذى تحقق خلال السنوات الماضية بعودة الدراما المصرية إلى الريادة، لتعبر عن حال وطن يتقدم بثقة وثبات، نحو بلوغ التقدم، فمصر ثروتها الحقيقية فى الانسان الذى أبدع وتفوق بجدارة واستحقاق وعلم الدنيا الفنون والحضارة والطب والهندسة والتوحيد.
مصر ولادة وغنية بالعباقرة والمبدعين والمواهب.. ولأن ثروتنا فى أفكارنا الخلاقة، وإبداعنا المنتظر سيصنع الفارق فى بناء الأمة المصرية، وعلى جميع المؤسسات أن تتحرك صوب تحقيق واستنهاض الإبداع داخل كل مواطن مصري.. ونكشف عن الكنز الحقيقى فى أعماقنا.
كنوز الإبداع المصرية
إذا كانت مصر محدودة فى ثرواتها ومواردها فهى غنية وثرية بأبنائها وقد عانت خلال العقود الماضية بسبب بُعدها عن التنقيب على مواردها البشرية التى تجرى فى دمائهم جينات الحضارة والريادة والمواهب والإبداع، فثروة مصر فى أبنائها هى من بنت أعظم الحضارات فى العالم، وتسيدت مصر على مدار قرون عالمها وإقليمها ومنطقتها وصدرت لهم فن الحياة والرقى والإبداع وعلمت الدنيا الطب والهندسة والبناء حتى عبادة الإله الواحد، فما بين أيدينا من آثار وكنوز وميراث يكشف بوضوح عظمة الانسان المصري.
مصر التى قادت منطقتها وقارتها وأمتها العربية فى مختلف المجالات العلم والتعليم والفنون والثقافة والإبداع وقدمت رموزاً شامخة فى كل المجالات، ربما تجد بصمة فى كل ربوع العالم للمصريين، إنجازاً عبقرياً أو فناً وغناءً وإعلاماً وضع حجر الأساس فى كافة أنواع الإبداع والفنون والتعليم والإعلام.
على مدار عقود قدمت مصر رموزاً فى الإبداع والفنون فمن ينسى ان مصر أول دولة فى المنطقة وأول دولة عربية تعرف السينما والإذاعة والتليفزيون والأوبرا والمسرح.. فمن ينسى أيضاً عبدالوهاب وأم كلثوم وعبدالحليم وشادية وفاتن حمامة وسعاد حسنى ونجيب محفوظ، وفايزة أحمد وصباح وفريد الأطرش وعبدالمطلب ومن ينسى أن أى فنان عربى من المحيط إلى الخليج، يحصل على شهادة ميلاده الفنية من مصر.
تراجعت مصر خلال الـ4 عقود الماضية، لكن منذ 8 سنوات انطلق مشروع وطنى لبناء الانسان المصرى واستعادة أمجاده، وفق رؤية شاملة تنضوى على توفير البيئة المناسبة والمقومات الأساسية، والظروف المواتية لبناء أجيال قادرة على تحمل المسئولية فى كافة المجالات ودفع مصر إلى التقدم واستعادة الريادة من جديد، من هنا تسير الدولة المصرية بوتيرة سريعة فى تخليص الإنسان المصرى من أزمات العقود الماضية، وتعيد له أنسب الظروف للعمل والإبداع، وتنفق بسخاء على تعليم وإعداد وتأهيل المواطن المصري، وربما قول الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال افتتاح مشروعات مصر الرقمية إننا مستعدون لانفاق من 10 إلى 12 مليار جنيه لإعداد وتأهيل وتدريب 100 ألف شاب لالحاقهم بسوق العمل المحلى والإقليمى والدولى بعد إكسابهم مهارات ومتطلبات العصر بما يمنحهم الفرص الكثيرة فى سوق العمل.
الشباب أيضاً، والأجيال الجديدة تحظى باهتمام رئاسى ورعاية ليس بالكلام ولكن باتاحة الفرص الكاملة فالدولة المصرية تتوسع بشكل غير مسبوق فى إنشاء وإقامة منشآت الإبداع فى كافة المجالات ومواكبة العصر ومتطلباته.
أخذت مجالاً مهماً اعتادت فيه مصر على التميز والريادة عقوداً طويلة لكنها تعرضت فى الـ4 عقود الماضية إلى إهمال وتجريف وغيبوبة فنية وإبداعية، وعدم الاهتمام بمجال الفنون والغناء والإبداع وافسحت المجال أمام الغث والردئ، وطغى التدنى والابتذال وساد الفن الاستهلاكى التجارى الذى لا يتضمن أى قيمة أو رسالة وطنية أو أخلاقية، بل استشرت ثقافة الانتهازية، و«الديليفري» وتشويه المجتمع المصرى والاباحية والعرى والأصوات النشاز والايقاعات الغريبة، حتى اطلق عليها أحياناً الأغانى الشبابية وصولاً إلى أسوأ ما يكون من أغانى المهرجانات والميكروباصات والتكاتك حتى تعرض المواطن المصرى لحالة من الحصار الفنى المتدنى الذى يمهد لتدمير المجتمع، والإساءة للذوق العام وتفكيك الريادة المصرية، فلم نجد فناً ولا أدباً مرموقاً، وفقدت مصر توازنها الإبداعى وتحولت إلى ساحة للسباق فى إنتاج كل ما يسيء لمصر والمجتمع والإنسان المصري، وطغت سينما العشوائيات والمخدرات والعرى والخلاعة.
الموجة الفنية العاصفة والمدمرة التى ترسخت فى العقود الماضية لم تعد تصلح مع مصر التى انطلقت منذ 8 سنوات لتأسيس الدولة الحديثة العصرية المتقدمة القوية فى كافة المجالات وفق رؤية شاملة مصحوبة بعلم وفكر وإرادة لاستعادة ريادة مصر الفنية والإبداعية فظهر مشروع وطنى يعيد مصر إلى زعامتها الفنية والإبداعية، وبدت ملامح طريق جديد يتشكل وفق رؤية ثاقبة تستجمع فيه الدولة المصرية قواها وامكاناتها وتحشد قدراتها عازمة على التنقيب عن كنوز الإبداع المصرية فى مختلف ربوع البلاد.
أسعدنى للغاية، حالة التصدى المصرية والمقاومة والحرب على الابتذال والتدنى فى الفن والإبداع، فعلى مدار السنوات الماضية كانت هناك ما يشبه حالة تطهير للفن والدراما المصرية، وبدأت كتائب الدراما والسينما المصرية تستعيد بريقها وتوهجها واحترامها لقيمة وعقل وحضارة الإنسان المصري، لذلك ظهرت موجات رائعة من المسلسلات الدرامية ذات المستوى الرفيع التى تتسم بالتنوع والفكر بين ما هو وطنى يجسد الولاء والانتماء وتجلى قصص النجاح المصرية، وتضحيات أبناء مصر من الجيش والشرطة، ويوثق مسيرة وطن كافح وناضل وضحى من أجل أن يحافظ على وجوده وخلوده وينجو من مؤامرة شيطانية حبكت بأصابع قوى الشر وأعمال اجتماعية راقية لا تخدش الذوق العام وتؤكد على الثوابت المصرية، وتظهر الوجه الحضارى المشرق، وحالة التطور غير المسبوق التى تعيشها مصر، فاختلفت الصورة لتتخلص من القبح، إلى الجمال والإبداع والرقى وإنجازات دولة سابقت الزمن لكى تعيد بناء الدولة المصرية على أسس عصرية، ومواصفات ومعايير عالمية.
لم نعد نرى مسلسلات وأفلام المخدرات أو البلطجى البطل والقدوة، أو الانتهازية الموقوتة، أو الأعمال التى أسرفت فى تشويه المجتمع المصرى وكأنها مدفوعة وممولة.. نجحت الدراما المصرية فى تقويض كل مظاهر القبح والإساءة ومحاولات تفتيت مكونات الهوية والشخصية المصرية بأعمال راقية تخاطب كل الفئات، وتشمل كل الأنواع ما بين وطنية واجتماعية وكوميدية راقية، وأعمال خاصة بالطفل تبنى ولا تهدم، تقدم الجمال وترفض القبح.
إلى هنا، كان لزاماً أن يكون مشروعاً قومياً شاملاً يخلصنا من ثوابت الماضى بلا عودة، لذلك سعدت عندما بدأ تنفيذ توجيهات الرئيس السيسى على الفور بتكثيف اكتشاف المبدعين المصريين فى كافة المجالات واتاحة الفرصة لهم وتوفير كافة المقومات والدعم لرعايتهم، خاصة وان الانسان هو المكون الأساسى فى عملية الإبداع ومصر غنية بثرواتها البشرية فى كافة المجالات، لذلك جاء قرار الشركة المتحدة للإنتاج الإعلامى بانعقاد منتدى الإبداع قبل نهاية العام الحالى وبدأت أعماله التحضيرية فور ختام الموسم الأول لبرنامج (الدوم) وماحققه من نجاحات أهمها تحقيق حلم عشرات الشباب من المبدعين يمثلون كافة المحافظات المصرية من هنا بدأ البناء على هذا النجاح الكبير والتوسع فى اكتشاف وتقديم المبدعين المصريين، وهو ما يمثل قوة دفع كبيرة لحركة الإبداع المصرية ونحن فى حاجة شديدة لها لإعادة التوازن من جديد، وطرد الغث والردئ وإعادة الريادة والجمال والرقى وتوهج الحركة الإبداعية المصرية بما يتسق مع طموحات وملامح الجمهورية الجديدة.
الحقيقة وان كانت خطوة (المتحدة) جاءت فى توقيت مهم، واستكمالاً لنجاحات كبيرة فى مجال الفنون والإبداع من دراما وسينما وإعلام، إلا ان هناك مؤسسات وطنية يجب عليها ان تواكب هذا الاهتمام والطفرة الكبيرة، فلدينا مؤسسات ثقافية وفنية ورسمية مثل وزارة الثقافة ودار الأوبرا، ويمكن ان تتضمن الدعوة شركات الإنتاج الخاصة التى تعمل بروح وطنية وليس من أجل تحقيق الربح فقط ولكن بهدف إعادة بناء الفن والإبداع المصرى واستعادة الريادة.
للأسف الشديد كانت الحركة المصرية الفنية فى عقود ماضية ارتجالية وعشوائية، حتى بات الفن ضحية التجار والمقاولين الذين يبحثون عن المال فقط ويتجاهلون الحفاظ على الثوابت والأسس والريادة المصرية فأصبح الفن المصرى ضحية هؤلاء.
قصور الثقافة المنتشرة فى طول البلاد وعرضها ما هو دورها، وماذا فعلت، وقدمت للارتقاء بالحالة والحركة الفنية والإبداعية المصرية، وهى موجودة فى كل المحافظات فلماذا لا تعلن عن مسابقات كبيرة تحت إشراف الخبراء وكبار الفنانين والمطربين والموسيقيين والأدباء والشعراء لاكتشاف وتقديم مواهب مصرية فى هذه المجالات تعيد التوهج للحركة الفنية والإبداعية.
(المتحدة) اطلقت ضربة البداية نحو تحقيق أهداف الدولة المصرية فى الارتقاء بالحركة الفنية والإبداعية فى مصر سواء على مدار السنوات الماضية أو فى الوقت الحاضر والعمل من أجل المستقبل.
الرئيس السيسى يريد أن يكون الإنسان المصرى الأفضل فى العالم ولا يتوانى عن تقديم الدعم وتوفير مقومات بناء الإنسان بمفهوم شامل وهناك اهتمام رئاسى باستعادة زخم الإبداع المصرى إيماناً بقيمة ومكانة مصر.
حالة التطور التى يشهدها الإعلام المصرى بوضعه على الطريقة العالمية بانشاء قناتين اخباريتين إحداهما دولية والأخرى إقليمية مع (قطاع الأخبار) على أحدث مستوى يتزامن مع تطوير الحركة الإبداعية والفنية، وهو ما يشير إلى تفاصيل الرؤية المصرية لاستعادة الريادة فى هذا المجال فقد جرى فى السنوات القليلة الماضية وضع حجر الأساس لتطور محسوب بدقة وعلى مراحل استلهاماً لحالة النجاح التى تحققت وبالتالى القدرة على إحداث الفارق والتطور.
تحية إلى أشرف الرجال
إذا كان المواطن فى مصر يحظى بإجازة عيد تزيد من أسبوع، ينعم فيها بحالة الأمن والأمان والاستقرار الشامل، سواء جلس فى بيته مع أبنائه آمناً مطمئنا، أو قرر السفر إلى الأهل والأحباب، أو حجز فى أحد المصايف، وكل شيء أمامه متاح ومتوافر، حتى أهالينا من البسطاء والأكثر احتياجاً الدولة تبارت فى توفير احتياجاتهم بالإضافة إلى أهل الخير من المصريين وجمهور التحالف الوطنى للعمل التنموى والذى يجوب كل ربوع البلاد، الكل يقضى العيد بطريقته فى سعادة وأمن وأمان وراحة واستمتاع إلا أن هناك أبطالاً هم أشرف الرجال، عيدهم فى خدمة وطنهم يقفون على الحدود والثغور يراقبون أمن الوطن، ويحرسون مقدراته وثرواته، ويحفظون أمنه القومى وسلامته لا يبالون بشدة الحر، أو قسوة البرد.
هؤلاء الرجال من أبطال القوات المسلحة الباسلة والشرطة الوطنية، يحملون على عاتقهم حماية الوطن، يحمون الأمن والاستقرار، عيدهم فى أن يروا هذا الوطن يأمن ويطمئن وشعب يتمتع بالكرامة والأمان فى نصرة وطن قوى وقادر، هؤلاء الشرفاء الذين تركوا ديارهم وأسرهم وأبناءهم ليقضوا العيد فى عمل وتنفيذ مهام وحماية كل شبر على أرض هذا الوطن يستحقون منا التحية والتقدير والاحترام، فما نشاهده فى كافة ربوع الوطن من مظاهر العيد وسعادة الناس هو من نتاج تضحيات الرجال والأبطال من جيش وطنى مخلص وشريف وشرطة وطنية.. والتحية أيضا لأرواح شهداء مصر الأبرار الذين قدموا أرواحهم لتهنأ مصر بالشموخ والقوة والقدرة والتقدم والأمن والاستقرار والبناء، تحية إلى كل مواطن مصرى شريف يؤدى عمله بتجرد وتفان وإخلاص من أجل أن نرى مصر جميعاً فى الصفوف الأولى من العالم المتقدم.
تحيا مصر