الأحد 28 ابريل 2024

العجوز الهادئ.. قراءة في زيارة بايدن الشرق الأوسط


حسام الدين محمود

مقالات17-7-2022 | 19:20

حسام الدين محمود

بعض المحللون ذهبوا إلى أن بايدن يفقد كثيرًا من اتزانه في المواقف، بالرغم من أنه يحقق خطوات ليست سهلة وفي تقديري أنها ترجع لإلمامه بمنطقة الشرق الأوسط، كونه سيناتور سابق وزار المنطقة في مواقف عديدة وظروف مختلفة، ونائبًا لأوباما في أصعب ظروف مرت بها المنطقة، إبان ثورات الربيع العربي،
في تقديري أن الرجل يدرك تمامًا بواطن الأمور في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وهو ما دفعه لتحقيق أهدافه السياسية في المنطقة وحديثة "الإسرائيلي - الإسرائيلي" الواضح والذي يستعرض فيه ما تم إنجازه من منظومة عسكرية لإسرائيل في المنطقة، بعد تطبيع بعض دول الخليج مع إسرائيل، وبعد كل ذلك يتحدث الرجل عن أن مسارات الدبلوماسية هي الحل في منع إيران من امتلاك سلاح نووي، كيف وفي ذات الوقت يوقع على اتفاقية أمريكية إسرائيلية يتعهد فيها بمنع امتلاك السلاح النووي لدى إيران؟.

هل بالدبلوماسية كما لوح أمس أم بتهديدات يائير لبيد رئيس حكومة إسرائيل؟، وأن كان بالدبلوماسية فلما استعراض القوة، ربما يستخدم تلك القوة يد "عمرو" الممتدة من أقصى الشرق، لتكون بيدي عمرو لا بأيديهم، وتتشكل أزمة تهدد المنطقة ومن ثم يكون التفاوض أكثر واقعية.

قبل رحيل ترامب تحدث عن إنشاء ناتو عربي، وهذا ما تحدثت عنه الإدارة الأمريكية تحت شعار "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي"، كنسخة عربية من حلف شمال الأطلسي، وتحدد له ست دول خليجية، وأتصور أن ترامب لم يكن بالذكاء والخبرة السياسية لصنع تحالف بهذا الشكل، وبالتلي فشل في تحقيقه، واليوم تعود الإدارة الأمريكية بطرح هذا التحالف ولكن بشكل مختلف، ربما لا يكون بشكل تحالف واضح وقوة عسكرية مشتركة ويكون بنشر الصواريخ الإسرائيلية على حدود الشرق الأوسط في بحر العرب والمحيط الهندي، ربما يرشح ذلك قمة I2U2، التي جمعت بايدن ويائير لبيد ومحمد بن زايد وناريندا مودي رئيس وزراء الهند، 
ما زالت الأحداث خلال الساعات المقبلة كاشفة، وسوف توضح أكثر الشكل الذي ستكون عليه المنطقة، خلال الفترة المقبلة، وتبقى التساؤلات التي تلوح في الأفق
هل ستتغير سمعة وقدرة أمريكا في المنطقة؟، هل تستطيع الولايات المتحدة سحب البساط من روسيا في الشرق الأوسط؟، هل تنجح الإدارة الأمريكية تلك المرة في إنشاء تحالف عربي ضد إيران؟، كل هذه سيناريوهات محتملة، لكن الأكيد أن هناك متغيرات قادمة ناتجة عن اعتبارات عملية في مشهد منطقة الشرق الأوسط، إحدى المناطق الرئيسية والحيوية في العالم.

Dr.Randa
Dr.Radwa