أعربت البعثة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي عن استعداد الصين لدعم التعاون مع كافة الأطراف للمساهمة فى العمل من أجل ضمان تحقيق الأمن الغذائى العالمى ، وذلك فى ظل التزايد الكبير فى أسعار المنتجات الغذائية من جراء تداعيات أزمة المناخ خلال السنوات الأخيرة وتفاقم الأوضاع نتيجة تفشى وباء فيروس كورونا واستمرار الصراع الروسى / الأوكرانى ، وما ترتب على ذلك من معاناة ملايين الأشخاص من الجوع ، خاصة فى الدول النامية .
وذكر المرصد الاخباري للاتحاد الأوروبي فى معرض تقرير نشره اليوم / الاثنين / فيما يتعلق بهذا الشأن أن الموقف الصيني الذى حددته البعثة الصينية لدى الاتحاد يأتي فى أعقاب تقرير الأمم المتحدة الصادر مؤخرا و الذى أظهر أن عدد المتضررين من جراء الجوع عبر أنحاء العالم إرتفع إلى 828 مليون جائع خلال عام 2021 ، وحذر من أن العالم يسير فى الاتجاه الخطأ فيما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة الرامية إلى إنهاء الجوع وكافة أشكال سوء التغذية ، وتكهن بأن تصل نسبة المعاناة من الجوع إلى ثمانية فى المائة من سكان العالم بحلول عام 2030 .
ومن جانبها ، فإن البعثة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي أعادت إلى الأذهان أنه على الرغم من أن الجوع طارد الصين فترة طويلة من تاريخها ، إلا أنها إعتبرت الغذاء يمثل الحاجة الأساسية لشعبها الذى يعتبر أساس الدولة ، وأن الحكومة الصينية تضع دأئماً الأمن الغذائى على رأس أولوياتها ، وأن الصين استطاعت بعد عشرات السنين من العمل الشاق أن تحقق رقما قياسيا فى إنتاج الحبوب ، حيث أنتجت 682 مليون طن خلال عام 2021 ، وهو العام السابع على التوالى الذى يتجاوز فيه إنتاجها من الحبوب 650 مليون طن ، مما يجعلها أكبر منتج للحبوب فى العالم وثالث أكبر مصدرى الحبوب عالمياً .
وقالت البعثة الصينية فى تقرير لها " إن الصين تنتج حاليا 95% من استهلاكها المحلى للحبوب ، وأن الأمر الجدير بالملاحظة هو أن الصين تمكنت من انتاج حوالى ربع الغذاء العالمى ، وأنها تطعم حوالى خمس سكان العالم فى مساحة تقل عن تسعة فى المائة من الأراضى الصالحة للزراعة ، وأن هذه الانجازات فى حد ذاتها تمثل مساهمة الصين فى تحقيق الأمن الغذائى العالمى ، وأن ما تردده بعض وسائل الاعلام من أن تحقيق الاكتفاء الغذائى الذاتى فى الصين ناجم عن اكتناز الصين للحبوب وقيامها بإثارة اضطرابات فى سوق الغذاء العالمى هو مجرد أكاذيب يجرى اشاعتها بسوء نية " .
وأضافت البعثة الصينية قائلة " إن حقيقة الأمر هى أن الصين تبذل قصارى جهدها للمساعدة على بناء عالم خال من الجوع ، وأن الرئيس الصينى شى جين بينغ جعل الأمن الغذائى أحد مجالات التعاون التى تحظى بالأولوية فى مبادرة التنمية العالمية وأعلن أن الصين ستخصص المزيد من الموارد للتعاون فى مجال التنمية العالمية والعمل مع كافة الأطراف لتعميق التعاون العالمى للقضاء على الفقر " .
ومضت البعثة قائلة " إن الصين تواصل العمل لتعميق التعاون الدولى بشأن إمداد الغذاء ، حيث تقوم بدعم برنامج الغذاء العالمى وتتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة / الفاو / وأقامت مناطق للتعاون الزراعى مع دول نامية وتتبادل الخبرات مع أكثر من 140 دولة ومنطقة ، وقامت منذ بداية العام الحالى بتقديم مساعدات غذائية إنسانية طارئة يزيد حجمها على 15 ألف طن إلى دول نامية تحتاج للمساعدة " .
ولفتت البعثة الصينية لدى الاتحاد الأوروبى إلى أن وزير الخارجية الصينى وانج يى إقترح خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة العشرين مؤخرا مبادرة من ثمانى نقاط لتحقيق الأمن الغذائى العالمى ، وذلك فى اطار مساهمة الصين فى حل مشكلة الأمن الغذائى ، موضحة أن هذه المبادرة الصينية تتضمن دعم دور الأمم المتحدة الرئيسى فى تنسيق الجهود المبذولة فيما يتعلق بهذا الشأن وعدم فرض قيود على صادرات مشتروات برنامج الغذاء العالمى الخاصة بالمساعدات الغذائية الانسانية ، وتسهيل دخول منتجات روسيا وأوكرانيا وبيلاروس الزراعية إلى السوق الدولية وإطلاق إمكانيات التصدير لدى الدول المنتجة للغذاء وخفض الحواجز التجارية والفنية والحد من استخدام الغذاء كموارد طاقة للتخفيف من حدة التوتر فى السوق بشأن إمدادات الغذاء ، وان الاجراءات الطارئة التى تتخذها بعض الدول بشأن تجارة المواد الغذائية يتعين أن تكون قصيرة وأن تتوافق مع قواعد منظمة التجارة العالمية ، وأن يتم دعم المجموعة الاستشارية بشأن البحوث الزراعية الدولية والتعاون فى مجال العلوم الزراعية والابتكارات التكنولوجية بين الدول ، والتقليل من هدر الغذاء ومساعدة الدول النامية على تعزيز قدراتها على انتاج الغذاء وتخزينه والتقليل من الخسائر المالية والتكنولوجية " .
وأكدت البعثة الصينية قائلة " انه كلما كانت التحديات أخطر ، كلما زادت الحاجة إلى أن تضع الدول خلافاتها جانباً ، وأن تعمل جنباً إلى جنب ، لأن العمل معاً يمكن أن يجعل الوضع مختلفاً ، وأن تحقيق أهداف التنمية المستدامة يتطلب من الدول أن تفكر بعقل واحد وأن تدعم بعضها بعضا ، خاصة وأنه ليس هناك وقت لتبديده ، وأنه من المهم زيادة الاستثمار واتخاذ اجراء سريع الآن " .
وأعربت البعثة الصينية عن أمل الصين فى أن تتفق روسيا وأوكرانيا على وقف اطلاق النار ووقف العمليات العسكرية فى أسرع وقت ممكن واستعادة السلام من خلال الحوار والتشاور .
وأشار المرصد الاخبارى للاتحاد الأوروبى إلى أن البعثة الصينية لدى الاتحاد أعربت ايضا عن أملها فى تقدم الدول المتقدمة المزيد من الدعم إلى الدول النامية ، وأكدت استعداد الصين لمواصلة بذل الجهود والتعاون مع كافة الأطراف المعنية من أجل المساهمة الواجبة فى حماية الأمن الغذائى العالمي .