الأربعاء 22 مايو 2024

باحثة أمريكية: روسيا تحقق مكاسب ضخمة من أزمة اللاجئين بسبب حرب أوكرانيا

أزمة اللاجئين

عرب وعالم19-7-2022 | 10:38

دار الهلال

أعربت إليزابيث براو الكاتبة الأمريكية وزميلة معهد المشروع الأمريكي لأبحاث السياسة العامة عن اعتقادها أن روسيا تحقق مكاسب ضخمة من أزمة اللاجئين التي نشأت بسبب الحرب في أوكرانيا إلى جانب أزمة الغذاء الطاحنة التي تعصف بالعديد من دول العالم.

وأوضحت الكاتبة في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أنه كلما تفاقمت أزمة الغذاء على مستوى العالم كلما ازدادت أعداد اللاجئين إلى الدول الأوروبية وهو وضع يمثل أعباء إضافية على كاهل الاقتصاد الأوروبي.

وتضيف الكاتبة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدأ في استخدام هذه الأوضاع كسلاح حرب ضد الغرب، حيث تشير التقديرات إلى أن أعداد اللاجئين الأوكرانيين الذين فروا إلى أوروبا بسبب الحرب وصلت إلى ما يربو على ستة ملايين شخصاً بينما هناك موجات هجرة أخرى لدول أوروبية من مناطق عديدة من العالم والتي تضررت بسبب أزمة الغذاء الحالية بعد تعثر وصول واردات الغذاء الأوكرانية إليهم. وتضيف الكاتبة أنه مما زاد من تفاقم أزمة الهجرة ازدياد أعداد طالبي اللجوء إلى أوروبا والتي تضاعفت في النصف الأول من العام الحالي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وتشير الكاتبة إلى تحذير رئيسة الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل من موجات كبيرة من الهجرة إلى أوروبا بسبب منع القوات الروسية صادرات أوكرانيا من الحبوب مما تسبب في خلق أزمات غذاء عاصفة على مستوى العالم.

وترى الكاتبة أن الموجات العاتية من الهجرة للدول الأوروبية تسبب حالة من عدم الاستقرار في جميع أرجاء قارة أوروبا وهو السلاح الذي استخدمه بوتين ضد الدول الأوروبية دون أن يطلق رصاصة واحدة ودونما استخدام أي قوات عسكرية ضد أي دولة خارج أوكرانيا.

وتقول الكاتبة أن أعداد المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى أوروبا في الفترة من يناير إلى يونيو من العام الجاري بلغت 114,720 من دول عديدة غير أوكرانيا مثل أفغانستان وبنجلاديش وتونس وسوريا والعراق.

وتعرب الكاتبة عن اعتقادها أن هناك العديد من المهاجرين غير الشرعيين عرفوا طريقهم إلى الدول الأوروبية من خلال التسلل عبر الحدود الغربية لمنطقة البلقان إلى جانب آلاف آخرين عبر الحدود الشرقية للبحر المتوسط.

وتشير الكاتبة إلى تحذيرات ايجا كالنايا المديرة التنفيذية بالإنابة للوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل من أنه يجب على الدول الأوروبية التأهب للمزيد من موجات الهجرة غير الشرعية بسبب أزمة الغذاء العالمية الحالية.

وتوضح الكاتبة أن الحرب في أوكرانيا تعتبر السبب الرئيسي لأزمة الغذاء الحالية حيث توفر أوكرانيا سنوياً الغذاء لما يقرب من 400 مليون شخصاً على مستوى العالم من خلال صادراتها من الحبوب للعديد من المناطق أما الآن فلا تستطيع كييف إطعام شعبها بسبب الحرب الدائرة هناك.

وتذكر الكاتبة ما أعلنته بيانات منظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) من أن ما يقرب من 50 دولة علي مستوى العالم، خاصة في أفريقيا والشرق الأوسط، تعتمد بشكل رئيسي على واردات روسيا وأوكرانيا من الحبوب في الوقت الذي لم يتمكن فيه برنامج الغذاء العالمي من الحصول سوى على 30 بالمائة فقط من واردات القمح الأوكرانية بسبب الحرب هناك وما نتج عنها من تدمير وحصار القوات الروسية لموانئ التصدير الأوكرانية المطلة على البحر الأسود.

والآن، كما تقول الكاتبة، بدأت الموجة الأولي من ضحايا الحرب، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، من التدفق إلى أوروبا والتي من المؤكد أنه سيعقبها موجات أخرى أكبر وأوسع نطاقاً.

تقول الكاتبة أن السؤال الذي يطرح نفسه في ظل هذه الأوضاع هو ماذا يجب أن تفعله الدول الأوروبية تجاه تلك الأزمة التي تهددها، مؤكدة في نفس الوقت أنه على الرغم من فداحة الأزمة إلا أنها واضحة ومحددة المعالم بما يجعل من السهل مواجهتها. 

وتختتم الكاتبة مقالها بالإعراب عن اعتقادها أنه يجب على قادة دول الاتحاد الأوروبي العمل على الحد من حالة الفوضي التي تسببت فيها روسيا وذلك من خلال مساعدة الدول المتضررة من الحرب في أوكرانيا للحصول على واردات الحبوب من مصادر بديلة عوضاً عما كانت تحصل عليه من أوكرانيا، لافته النظر إلى ما أعلنه بالفعل الرئيس الأمريكي جو بايدن من تخصيص مليار دولار على شكل مساعدات غذائية مقدمة من الولايات المتحدة للعديد من الدول في الشرق الأوسط وأفريقيا للتخفيف من أعباء الأزمة الحالية.