قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق وسفير مصر في ألمانيا سابقا، إنه تكتسب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لألمانيا أهمية خاصة، فهي الزيارة الأولى له بعد تولي التحالف الحاكم الجديد سدة الحكم في برلين نهاية ديسمبر الماضي، وهو اللقاء الأول للرئيس بالمستشار الألماني الجديد هولاف شولتز خلفا للمستشارة السابقة أنجيلا ميركل، والتي تعمقت العلاقات في عهدها مع مصر بعد زيارة الرئيس التاريخية لألمانيا في 2015 والتي تعمقت خلالها العلاقات بتعاون بناء مشترك.

وأوضح حجازي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الزيارة تتزامن مع مرور 70 عاما على تأسيس العلاقات المصرية الألمانية في 16 أكتوبر 1956، وهذا العام سنشهد العديد من الاحتفالات بهذه المناسبة، مضيفا أن الزيارة تتزامن أيضا مع اختتام الرئيس لمشاركته الفاعلة في قمة جدة للأمن والتنمية بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن، حي تكون نتائج تلك القمة محلا للبحث بين الجانبين.

وأضاف أن الدور المحوري الذي تلعبه مصر في الشرق الأوسط والدور الألماني في وسط أوروبا يجعل الحوار المصري الألماني معمقا، فألمانيا قوة اقتصادية أوروبية وعالمية كبرى وتحتل المركز الرابع على الصعيد العالمي، وفي ظل الاضطراب الحالي في سلاسل القيمة الغذائية وإمدادات الطاقة وارتفاع الأسعار بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، واعتماد ألمانيا تحديدا بنسبة كبيرة على الغاز الروسي.

وأكد أن غاز شرق المتوسط وتصديره لأوروبا هو أحد ركائز مواجهة هذا النقص الحاد، وبالتالي فقضية أمن الطاقة هي قضية محورية في هذه الزيارة، موضحا أن الرئيس السيسي خلال الزيارة التقى بعدد من الشركات الألمانية الكبرى صاحبة الشراكات الاستراتيجية، فهناك 3 آلاف شركة ألمانية عاملة في مصر، وحجم التبادل التجاري بين البلدين وصل لنحو 6 مليار يورو، بجانب برنامج تمويل ألماني لخطط ومشروعات التنمية في مجالات المياه والتعليم الفني.

وأشار إلى أن الزيارة شهدت عقد مباحثات هامة بين الرئيس السيسي ونظيره الألماني وكذلك المستشار الألماني ورئيس البرلماني الألماني، موضحا أن ألمانيا أحد شركاء مصر الرئيسيين في المجال العسكري وتوريد معدات الدفاع لدعم قدرات مصر لمواجهة الإرهاب.

ولفت إلى أن الرئيس السيسي ترأس مع نظيره الألماني أمس منتدى سان بطرسبرج للمناخ والذي يعقد منذ 2009، لبحث قضايا المناخ في وقت استباقي لانعقاد قمة المناخ 27 في شرم الشيخ في نوفمبر القادم، موضحا أن الرئاسة المصرية والألمانية للقمة فرصة للتباحث مع قادة العالم حول أجندة المناخ قبل طرحها على مؤتمر الأمم المتحدة كوب27، لتعزيز وتبادل الآراء والتحديات لمناقشتها في المؤتمر.

وأضاف أن الحوار أمس شهد عرض الرئيس السيسي لقضايا ورؤية أفريقيا والمنطقة العربية التي تعاني من الانبعاثات الحرارية دون أن يكون لها دورا في إحداث تلك الانبعاثات، والتزام الدول الكبرى بمسئولياتها تجاه هذه الأزمة.

وعن مشروعات ألمانيا في مصر، أكد حجازي أن تلك المشروعات بدأت منذ زيارة ألمانيا في يونيو 2015 عندما توقيع 3 عقود لإنشاء محطات توليد الكهرباء بقيمة 8 مليار يورو نفذتهم شركة سيمنز، وتقديم المعدات اللازمة لحفر الأنفاق وهو ما تم بالفعل والتعاون العسكري ومكافحة الإرهاب، موضحا أنه من بين المشروعات الكبرى الجاري تنفيذها إنشاء مشروع القطار السريع بقيمة 8 مليار يورو.

وتابع: بالإضافة إلى دعم ألمانيا جهود مصر في السلام ومكافحة الهجرة غير الشرعية ودعم قدرات مصر كمركز إقليمي في الطاقة وكذلك الطاقة الجديدة والمتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر والبحث العلمي، موضحا أن هناك بحث يجري لإنشاء منطقة اقتصادية استثمارية في منطقة قناة السويس تكون قريبة من حدود أوروبا، بجانب جهود أخرى في مجال تأهيل المعاهد الصناعي والتعليم الصناعي الذي تتميز به ألمانيا.

وشدد على أن الزيارة تأتي في توقيت شديد الحساسية وبين عاصمتين تلعب كل منهما دورا محوريا في محيطها الإقليمي حيث تعمل ألمانيا دائما على مساندة مشروع مصر التنموي إدراكا منها أن استقرار مصر وأمنها من أمن واستقرار أوروبا.