أشار الكاتب البريطاني بيتر بومونت إلى أن تعيين الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي لرئيس جديد لجهاز الأمن الوطني الأوكراني يعكس انقسامات داخل الدائرة المقربة من الرئيس الأوكراني.
وأضاف الكاتب في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن تلك الخطوة من جانب الرئيس الأوكراني أعادت إلى الأذهان مرة أخرى سؤالاً هاماً حول مدى اختراق المخابرات الروسية للوزارات والأجهزة الأوكرانية بما يوحي بوجود خلافات داخل الدائرة المقربة من زيلينسكي.
ويوضح الكاتب أن قرار إقالة إفان باكانوف - صديق الطفولة للرئيس الأوكراني - والذي كان يترأس جهاز الأمن الوطني الأوكراني منذ عام 2019، إلي جانب إقالة المدعي العام السيدة إرينيا فينيديكتوفا، تم اتخاذه بعد الفشل في مواجهة الاختراقات من جانب جهاز المخابرات الروسية.
ويقول الكاتب أن الرئيس الأوكراني أعلن أمس الإثنين تعيين فاسيل ماليوك الذي كان يشغل منصب النائب الأول لرئيس جهاز الأمن الوطني في منصب رئيس الجهاز.
وفي الوقت نفسه، كما يشير الكاتب، تنتشر شائعات أن السبب الحقيقي وراء قرار إقالة كل من باكانوف وفينيديكتوفا الذي اتخذه الرئيس الأوكراني هو التواطؤ مع روسيا، ولاسيما أن الرئيس الأوكراني كان قد تعرض لهجوم شديد إبان تعيين عدداً من أصدقائه في مناصب بعيدة تماماً عن نطاق خبراتهم قبل بداية العملية العسكرية الروسية.
ويقول الكاتب أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، وإنما قام الرئيس الأوكراني في الأونة الأخيرة بإقالة خمس سفراء لأوكرانيا في ألمانيا والنرويج جمهورية التشيك والمجر والهند.
ويضيف الكاتب أن قرار إقالة المسؤلين الكبيرين تضمن الكشف عن العديد من حالات الخيانة العظمي والتواطؤ في كلا الجهازين، مستشهداً بما ذكره الرئيس الأوكراني في خطاب للشعب الأوكراني أن مايقرب من 60 موظفاً في مكتب المدعي العام كانوا يقومون بأنشطة ضد أوكرانيا وهي أنشطة من شأنها تقويض أركان دولة أوكرانيا.
ويضيف الكاتب أن السلطات الأوكرانية كانت قد ألقت القبض الأسبوع الماضي على أوليه كولينتش الرئيس السابق لجهاز الأمن الوطني في جزيرة القرم - والذي أقيل من منصبه في مارس الماضي - بتهمة الخيانة العظمي.
وفي الوقت نفسه يوضح الكاتب أن روسيا أعلنت يوم أمس الإثنين أن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أصدر تعليماته للقوات الروسية بالتركيز على تدمير الصواريخ وأسلحة المدفعية التي حصلت عليها أوكرانيا مؤخراً من الدول الغربية والتي تمكنت من توجيه ضربات لأهداف روسية تمثلت في مستودعات ذخيرة ومراكز قيادة.
ويختتم الكاتب مقاله مشيراً إلى اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لبحث وسائل اتخاذ المزيد من العقوبات ضد روسيا وتحذير مسئول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي من خطورة العواقب التي سوف تنجم عن استمرار حصار القوات الروسية لموانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود والتي تقوم من خلالها أوكرانيا بتصدير منتجاتها من الحبوب إلى العديد من دول العالم.