يجري الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارة حاليا إلى صربيا، حيث عقد صباح اليوم، جلسة مباحثات مع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش في القصر الرئاسي في بلجراد، وهي الزيارة الأولى من نوعها، في ظل علاقات ممتدة بين البلدين تعود لأكثر من مائة عام.

تاريخ العلاقات الثنائية

وتعود العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، عندما أقيمت العلاقات بين الخديوية المصرية ومملكة صربيا منذ 20 يناير عام 1908، وشهدت العلاقات فترة ازدهار غير مسبوقة فى عقدي الخمسينيات والستينيات إبان حقبة حركة عدم الانحياز وما صاحبها من روابط وثيقة بين الزعيمين جمال عبد الناصر وجوزيف بروز تيتو.

لكن مع تفكك يوغسلافيا السابقة وما شهدته المنطقة من حروب فى عقد التسعينيات انعكس على مستوى العلاقات التى تم تخفيضها إلى دون مستوى السفير لمرتين فى تلك الفترة، لكن استعادت العلاقات قوتها حيث تربط البلدين بعلاقات متميزة وهو ما عكسته الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، حيث تجرى زيارات متبادلة بين مسئولي البلدين لبحث مجالات التعاون.

 

مجالات التعاون بين مصر وصربيا

وهناك العديد من مجالات التعاون بين مصر وصربيا، وتبادل تجاري بينهما فمن أهم الصادرات المصرية إلى صربيا: الفاصوليا اليابسة بأشكالها المختلفة، البرتقال الطازج، خيوط القطن، والنباتات وأجزاؤها، والألواح والصفائح وأغشية الأفلام، ومن أهم الواردات المصرية من صربيا ذرة صفراء لغير البذار، تبغ مفروم، الخشب الزان، الجرارات، ورق وورق مقوي، مواد بروتينية، إطارات خارجية هوائية.

 

وكذلك هناك تعاون في مجالات الصناعات والأجهزة، ففي نوفمبر 2022 قام وفد شركة "Trayal" الصربية برئاسة ميلوش نينيزيتش مدير عام الشركة بزيارة لمصر، استقبله خلالها المهند محمد أحمد مرسي وزير الدولة للإنتاج الحربي، بحثا الجانبان موضوعات التعاون في مجال الصناعات الكيميائية والأجهزة الخاصة بالوقاية من تأثير استخدام الأسلحة الكيميائية، حيث أكد الوزير الاهتمام بتعزيز التعاون بين شركات الإنتاج الحربي والشركات الصربية في مختلف المجالات بما يحقق الشراكة الاستراتيجية التي تعود بالنفع على كلا الجانبين.

 

وتم استعراض الإمكانيات التكنولوجية والتصنيعية والفنية لشركات ووحدات الإنتاج الحربي وبشكل خاص الإمكانيات المتوفرة بالشركات (م18- م 81 - م 270 – م 300) والتي قام وفد الشركة الصربية بإجراء زيارة ميدانية لها لتحديد أوجه التعاون على أرض الواقع، وكذلك ناقشا الجانبان أوجه التعاون المقترحة مع شركة هليوبوليس للصناعات الكيماوية (مصنع 81 الحربي) في مجال إنتاج الأقنعة الواقية المتطورة طرازي (M2 – M3) وكذلك إنشاء خط إنتاج مشترك للتعاون في هذا المجال والتعاون مع شركة "أبو زعبل للصناعات المتخصصة" في مجال إنتاج المفجرات غير الكهربية.

كما تم مناقشة التعاون مع شركة "أبو زعبل للكيماويات المتخصصة "( م 18 الحربي ) في مجال إنتاج المواد المتفجرة، والتعاون مع شركة "قها للصناعات الكيماوية" (م 270 الحربي) في مجالات أخرى متعددة.

 

التعاون في قطاع النقل والسياحة

وهناك أيضا مباحثات للتعاون الثنائي في مجالات الطيران المدني، والنقل النهري، والتطوير العمراني، حيث التقى سفير مصر لدى صربيا "عمرو الجويلي" وزير الإنشاءات والنقل والبنية التحتية لجمهورية صربيا "توميسلاف موميروفتش مطلع العام الجاري، لبحث إمكانيات التعاون المتاحة بين البلدين في مجال الطيران المدني في ضوء كون مصر مقصد سياحي رئيسي، فضلاً عن إمكاناتها أيضاً كمركز للمسافرين من صربيا إلى أفريقيا والدول العربية، وذات الشيء بالنسبة لبلجراد في غرب البلقان، وخطط استئناف الطيران المباشر بين العاصمتين فضلاً عن زيادة عدد رحلات الطيران إلى الغردقة وشرم الشيخ على ضوء الزيادة المطردة إليهما من قبل السياح الصِرب على مدار السنوات الماضية.

 تطرق اللقاء إلى مشروعات البلدين في تطوير النقل النهري بالنظر إلى محورية نهري النيل والدانوب في البلدين، خاصةً على ضوء الخطط الجارية في مصر لتطوير المجرى الملاحي لنقل البضائع، وخطط التطوير للموانئ النهرية المُعلنة من جانب صربيا التي تعتبر أحد الدول المشاطئة لنهر الدانوب باعتباره القناة الرئيسية لها للربط مع الشحن البحري. 

وفي مارس الماضي، بحث أيضا السفير باسل صلاح، سفير مصر لدى صربيا، بالمديرة العامة لمديرية الطيران المدني الصربية Mirjana Zizmarov، ورئيس مجلس إدارة شركة "إير صربيا" للطيران Jiri Marek تعزيز التعاون في مجال الطيران المدني بين مصر وصربيا، وناقشا الإمكانيات المتاحة لزيادة رحلات الطيران المنتظم بين البلدين، إضافة إلى مقترحات استئناف رحلات خط الطيران المنتظم بين القاهرة وبلجراد عبر شركة إير صربيا، وكذلك زيادة أعداد السائحين الصرب إلى مصر خاصة إلى مدينة الغردقة، حيث يعد المقصد السياحي المصري أحد المقاصد المميزة للسائح الصربي.