بدأت جلسات المؤتمر العربي العاشر للمسؤولين عن الأمن السياحي المنعقد بحضور كل من المقدم خليفة بن سيف المكتومي رئيس المؤتمر ، و رؤساء وأعضاء الوفود العربية، اليوم الأربعاء.
واستهلت الجلسة بكلمة الدكتور محمد بن على كومان الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب حيث رحب بالحضور في عاصمة الأمن العربي تونس العزيزة كما وجة خالصَ الشكر والعرفان لها رئيساً وحكومة وشعباً لما تحيط به مجلس وزراء الداخلية العرب وأمانته العامة من كريم الرعاية وفائق العناية.
كما اعرب عن تقديرة البالغ للجهود الخيرة التي يبذلها وزراء الداخلية العرب في سبيل تعزيز الأمن والاستقرار في ربوع الوطن العربي كافة، وسعيهم الموصول لتدعيم مسيرة العمل الأمني العربي المشترك.
و جاءت كلمة بن كومان على النحو التالى :-
نلتقي بكم اليوم وجها لوجه بعد أن حُرِمنا ذلك خلال مؤتمركم الماضي بسبب جائحة كوفيد 19 وما صاحبها من إجراءات التباعد الاجتماعي والحجر الصحي وتوقف حركة السفر والسياحة.
وسيكون لهذه الجائحة نصيب من مداولاتكم اليوم من خلال البند المعنون بتداعيات جائحة كوفيد 19 على الأمن السياحي.
ذلك أن هذه الجائحة قد ألقت بظلالها القاتمة لا فقط على السياحة نفسها بسبب تقلص أعداد الوافدين على المرافق السياحية، وإنما كذلك على العاملين في الأمن السياحي الذين قدموا تضحيات جسيمة في سبيل تأمين هذا القطاع الحيوي بالنسبة لأغلب اقتصاديات الدول العربية. وينبغي لنا اليوم أن نستخلص الدروس من الوضع الذي عشناه خلال عامي 20 – 21 وأن نضع آليات تسمح بالتعامل مع مثل هذه الأزمات والحد من تداعياتها الخطيرة على قطاع السياحة وعلى العاملين على تأمينه.
ولقد كانت مناقشتكم العام الماضي لموضوع التعامل الأمني مع السياح لمواجهة انتشار الفيروسات والأوبئة مناسبة تم خلالها تقاسم الممارسات الفضلى بين الدول الأعضاء لا فقط في سياق هذه الجائحة وإنما كذلك في إطار الاستعداد لما قد يحمله المستقبل ـ لا قدر الله ـ من جوائح وأزمات.
وقد حرصت الأمانة العامة خلال العام الماضي على بحث تداعيات هذه الجائحة على مختلف القطاعات الأمنية في المؤتمرات المعنية بل عملت أكثر من ذلك على تبادل التجارب بين الدول العربية وغيرها من التجمعات الإقليمية من خلال بعض الأنشطة كورشة العمل الإقليمية المشتركة التي تم تنظيمها بالتعاون مع الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل في وارسو في أكتوبر 2021م، حول الصحة والسلامة في الحدود، نظرا لكون المنافذ الحدودية تشكل المسام التي يمكن أن تتسرب منها التهديدات الصحية الى داخل الدول.
سيكون لتقنيات التواصل الحديثة قسطٌ كبيرٌ من مناقشاتكم من خلال النظر في إنشاء تطبيق على الهواتف الذكية لخدمات الأمن السياحي، من شأنه أن يكون وسيلة لتسهيل التواصل مع السياح وتقديم الخدمات الأمنية لهم، مما سيُعزز لديهم الشعور بالطمأنينة والأمان، ويُسهم بالتالي في إقبالهم على المرافق السياحية العربية.
وفي السياق ذاته ستناقشون موضوع استثمار شبكات التواصل الاجتماعي في تعزيز الأمن السياحي، في وقت باتت فيه هذه الشبكات أهم قنوات للتواصل بين البشر وللتأثير في الرأي العام.
وعلى غرار السنوات الماضية سيكون المؤتمر مُناسبة لتبادل الخبرات بين الدول الأعضاء من خلال استعراض تجارب عدد من الدول العربية في مجال الأمن السياحي.
ولا يخامرنا أدنى شك في أنكم ستناقشون هذه المواضيع الهامة بما عهدناه فيكم من كفاءة ومسؤولية، وصولا الى نتائج بنّاءة تُسهم في تعزيز الأمن السياحي العربي.
وختاماً يسعدني أن أجدد الترحيب بكم، راجيا أن تكلل أعمال مؤتمركم بالنجاح.