تمر اليوم الذكرى الـ108 على رحيل الكاتب الصحفي الكبير جورجي زيدان، مؤسس دار الهلال العريقة، وتحل في مثل هذا اليوم 21 يوليو من عام 1914.
مؤسسة دار الهلال
هل كان يعلم جورجي زيدان، أن دار الهلال ستصير في يوم ما من أعظم الصروح والنوافذ الصحفية والأدبية الثقافية في مصر كلها على مدار أكثر من قرن، بعدما وضع في أرضها أول بذرة لها ونمى معها؟
عندما نذكر تاريخ الصحافة في مصر، لا نستطيع أن ننسى جورجي زيدان؛ ذلك الإنسان العبقري، الأديب والمفكر والمؤرخ والصحفي اللبناني المثقف العظيم، والذي أنشأ واحدة من أهم الصروح الأدبية في مصر، بل والوطن العربي كله، فلم يقتصر دور "دار الهلال" على مؤسسيه أو كتّابه في ذلك الوقت فقط، بل امتد واستمر على مدار أجيال عديدة عظيمة لا تزال مستمرة حتى الآن، فـ جورجي زيدان لم يمهد لبناء كيان أدبي فقط، بل كان يمهد إلى بناء تاريخ لا ينتهي بل يزداد ويثمر بكتابه ومفكريه.
تعد دار الهلال من أقدم المؤسسات الثقافية والصحفية، أسسها جورجي زيدان وأصدر العدد الأول من مجلة الهلال في عام 1892م، وذلك بافتتاحية قد كتبها جورجي زيدان موضحًا فيها خطته، ولماذا أصدرها، وكان يقوم بتحريرها بنفسه وبعد أن كبر ابنه إميل صار يساعده فيها، وكان جورجي ينشر فيها كتبه على شكل فصول متفرقة، وقبل انقضاء خمس سنوات من تأسيسها صارت من أشهر المجلات انتشارًا وذات صيتها كثيرًا في كل الأوساط الأدبية والثقافية والمجتمعية.
ورأس تحرير الهلال على مدار تاريخها أدباء ومثقفين كبار، وكما أنها أيضًا نافذة عظيمة كتب فيها عمالقة الثقافة والفكر والأدب، ومن أشهر من رأسوا تحرير الهلال "إميل زيدان وشكري زيدان، وعلي أمين، وفكري أباظة، وصالح جودت، وأحمد بهاء الدين، ومكرم محمد أحمد، وأمينة السعيد، وحسين مؤنس، وعلي الراعي، وغيرهم ممن رأسوا تحرير مجلة الهلال العريقة".
وأصدرت دار الهلال، العديد من المجلات العريقة أيضًا التي تنتمي للهلال، ولا يزال بعضها متواجدًا إلى يومنا هذا، منها:
مجلة الاثنين والدنيا
أصدرت مجلة "الاثنين والدنيا"، وهي مجلة مصرية زادت شعبيتها في الخمسينيات من منتصف القرن الماضي، فكانت هذه المجلة تظهر الفكر الجديد والرأي الحر، وكانت مجلة اجتماعية كانت تحاول من خلالها طرح موضوعات لعلاج المشكلات الشبابية في ذلك الوقت، مثل المشكلات العاطفية لدى الشباب، وكانت تمتاز المجلة بالمزج ما بين النقد والتوجيه والروح الخفيفة "النكتة والدعابة" وكان تجلب للقارئ السرور والبهجة، وتوقفت مجلة "الاثنين والدنيا" عن الصدور نهائيًّا في عام 1961.
مجلة حواء
وكما أصدرت الهلال أيضًا مجلة "حواء" مجلس تختص بأمور المرأة، وهي تعد مجلة نسائية أسبوعية، صدر عددها الأول في عام 1954 عن دار الهلال.
وتأسست هذه المجلة على يد أهم رائدات الحركة النسائية في مصر "أمينة السعيد"، وكانت أول رئيس تحرير لهذه المجلة، من عام 1954 إلى 1969م، وتهتم المجلة بأخبار النساء مثل الصحة والجمال والأمور الأسرية والموضة وإدارة المنزل من الاتجاه النسائي.
وكانت أمينة السعيد، رئيس تحرير المجلة، تقوم بنشر عمود أسبوعي خاص بها حتى وفاتها في عام 1995م.
مجلة المصور
ونأتي إلى مجلة المصور، وتعد واحدة من أقدم المجلات التي أصدرتها "الهلال" وكان وقت صدورها أحداث كثيرة شهدتها مصر والوطن العربي وواكبتها "مجلة المصور" وقامت بتسجيلها وتوثيقها بالكلام والصور معًا، ما جعل المجلة تكسب شعبية كبيرة بين القراء، ولا تزال تصدر أسبوعيًا حتى يومنا هذا.
مجلة الكواكب
تأسست مجلة الكواكب وصدر العدد الأول منها في 28 مارس 1932، وامتازت مجلة الكواكب فور صدورها إلى نشر ملخصات سريعة لأفلام الأسبوع، وكانت تقدم لقرائها أحاديث مع ألمع نجوم الفن، وأخبار الأفلام التي يجري تصويرها، بالإضافة إلى مقالات "رجال السينما".
وعن أهم القضايا التي أثارتها مجلة الكواكب على مدار تاريخها؛ قضايا فنية عديدة ومنها صراع زكي طليمات لتأسيس معهد فني؛ لإلحاق الفتيات للدراسة به، واحتفت المجلة حينذاك بالفنانة زوزو حمدي الحكيم لأنها أول من تخرجت من المعهد، وتصدرت صورها أحد أعداد مجلة الكواكب، ومن أبرز القضايا أيضًا التي أثارتها الكواكب عن عدم تحلل جسد العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ وما رأي أهل العلم والدين في ذلك؟.
مجلة سمير
أصدرت الهلال أيضًا مجلة سمير وهي مجلة أسبوعية مصرية للأطفال، من رواد أدب الطفل، صدر العدد الأول منها في 15 أبريل، والموافق 4 من شهر رمضان عن دار الهلال المصرية، وكانت تحتوي على 16 صفحة ملونة من القطع الكبير وبسعر قرشين، ثم ازداد عدد صفحاتها بعد ذلك إلى 24 صفحة.
مجلة ميكي
اتفقت دار الهلال مع شركة ديزني العالمية على نشر إصدارات الشخصيات المتعلقة بديزني، وكانت تصدر بترخيص خاص من شركة والت ديزني، وصدرت أولاً باسم سمير يقدم ميكي قبل أن تأخذ شكل منفرد وتظهر بصورتها كما هي عليه الآن وصدرت في عام 1959 عن دار الهلال، وتوقفت مجلة ميكي عن إصدارها في عام 2003 بعد مشكلات خاصة مع شركة ديزني، لتفوض بعد ذلك الشركة دار نهضة مصر في إكمال مسيرة قصص ميكي، في شهر يناير من عام 2004.
مجلة توم وجيري
صدر العدد الأول من مجلة توم وجيري في عام 2004، وهي مجلة أسبوعية صادرة عن دار الهلال أيضًا، وتعتمد المجلة على قصص الكارتون مثل توم جيري، وسكوبي دو، وغيرهم.
مجلة طبيبك الخاص
مجلة طبيبك الخاص هي مجلة مصرية تختص بالأمور الطبية، وهي مجلة شهرية متخصصة تصدر عن دار الهلال، وصدر العدد الأول منها في يناير 1969.