الثلاثاء 21 مايو 2024

واشنطن بوست: سقوط حكومة إيطاليا بزعامة دراجي يلقي بظلاله على قارة أوروبا بأسرها

ماريو دراجي

عرب وعالم22-7-2022 | 17:32

دار الهلال

أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في مقال افتتاحي أن سقوط الحكومة الإيطالية بزعامة ماريو دراجي يجب أن يؤخذ على محمل الجد بما يمثله من هزة سياسية عنيفة داخل إيطاليا سوف تلقي بظلالها على القارة الأوروبية بأسرها.

وتشير الصحيفة في مقالها الافتتاحي إلى أن حكومة دراجي، وهي الحكومة التاسعة والستين على مدار 77 عاماً منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، كانت من أكفأ الحكومات في إيطاليا على مدار سنوات طويلة، موضحة أن استقالة رئيس الوزراء الإيطالي بعد سنة ونصف فقط من توليه رئاسة الحكومة والتي سوف يستتبعها إجراء انتخابات عامة لاختيار رئيس جديد للحكومة الإيطالية سوف يشكل أزمة جديدة للقارة الأوروبية التي مازالت تبذل جهوداً دؤوبة من أجل ضمان أمن الطاقة في دول أوروبا وتثبيت قيمة العملة الأوروبية ناهيك عن مواجهة تداعيات حرب روسيا في أوكرانيا.

وتعرب الصحيفة عن اعتقادها أنه من المحتمل أن يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى استغلال تلك الأزمة لصالح بلاده.

وتشير الصحيفة كذلك إلى أن رئيس الوزراء الإيطالي يتمتع بمواهب ومهارات غير عادية ظهرت واضحة جلية إبان شغله منصب رئيس البنك المركزي الأوروبي وهو ما جعله يحظي بتأييد واسع من جانب الشعب الإيطالي أثناء تشكيله لحكومة وحدة وطنية عند توليه منصب رئاسة الحكومة في إيطاليا وهو ما جعله كذلك يحظي بثقة الاتحاد الأوروبي للتصدي لعملية إصلاح داخل بلاده في أعقاب أزمة جائحة كورونا التي تعرضت لها إيطاليا وتنفيذ خطة إنعاش اقتصادي وصلت قيمتها 200 مليار يورو.

وتقول الصحيفة أن كل هذه العوامل ساعدت إيطاليا على استعادة ثقة الاتحاد الأوروبي وهو ما ساعد دراجي أيضاً على تكوين جبهة أوروبية قوية ومتحدة لمساندة أوكرانيا في حربها ضد القوات الروسية على الرغم من اعتماد إيطاليا على واردات الغاز الروسية.

وترى الصحيفة أن سبب انهيار حكومة دراجي هو صعود نجم حزب "أخوة إيطاليا" اليميني المتطرف المعارض إلى جانب انسحاب الأحزاب الداعمة لدراجي من الائتلاف الحاكم.

وتقول الصحيفة أن التوقعات تشير إلى إمكانية نجاح حزب "أخوة إيطاليا" بزعامة جيورجينا ميلوني، العضو بمجلس النواب والوزيرة السابقة في حكومة سيلفيو برلسكوني الرابعة، فى الانتخابات العامة القادمة وتشكيلها للحكومة الجديدة في إيطاليا.
وتضيف الصحيفة أنه على الرغم من إصدار ميلوني مؤخراً بعض التصريحات الداعمة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا أنها عبرت عن إدانتها للحرب في أوكرانيا وأكدت دعمها لتقديم مساعدات عسكرية لكييف. وتقول الصحيفة أنه في ظل هذه الأوضاع، ليس من السهل التنبؤ بموقف الحكومة الإيطالية القادمة من الحرب في أوكرانيا.

وتختتم الصحيفة مقالها الافتتاحي بقولها أنه من المؤكد أن الرئيس بوتين يُفضل مواجهة دول أوروبية منقسمة على نفسها ولا تتبني موقفاً موحداً تجاه الحرب في أوكرانيا ولاسيما في ظل فراغ حكومي مؤقت في كل من بريطانيا وإيطاليا بعد استقالة كل من بوريس جونسون وماريو دراجي ناهيك عن خسارة رئيس فرنسا إمانويل ماكرون للأغلبية في البرلمان الفرنسي.