قال اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، إن الاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو يعيد إلى الأذهان ما حققته من القدرة على الخلاص للشعب المصري من سيطرة الاستعمار ونظام الحكم الملكي بما انطوى عليه من مساوئ.
وأوضح علام، في تصريحات خاصة لـ "دار الهلال"، أن الحكم الملكي الذي كان متواجدًا قبل ثورة 23 يوليو عانى خلاله الأفراد من بطش وظلم كبير، حتى جاءت الثورة لتكون طوق النجاة لهم محققة العديد من الإيجابيات، بينها القضاء على النظام الإقطاعي، والذي كان يجبر المواطنين على العمل عند فئة معينة من الأفراد، الذين لهم الحق في التملك، فكان النظام الإقطاعي السائد وقتها في مصر تنحصر به الملكية في 2.5% من الشعب المصري. .
وأشار إلى أن تعدد مساوئ الحكم الملكي دفعت الشعب للثورة والتحرر، فكان الشعب يعاني من تفاوت الفوارق الطبقية إلى حد كبير، بالإضافة إلى معاناة العامل المصري من الفقر الشديد، خاصًة بقطاع الزراعة، إذ كان لا يقدر على تحصيل قوت يومه.
وفيما يتعلق بأسباب اندلاع ثورة 23 يوليو، أكد أنه بالرغم من المساوئ الكبرى لنظام الحكم الملكي وسيطرة وبطش الاستعمار، إلا أن صفقة الأسلحة الفاسدة بحرب فلسطين 1948 كانت بمثابة الشرار لاندلاع ثورة 23 يوليو، إذ نتج عنها محاصرة الجيش المصري بواسطة العصابات الإسرائيلية، نتيجة استخدامهم أسلحة دون المستوى، فكانت تلك الصفقة بمثابة الشعلة التي أوقدت غضب الشعب، ودفعته للالتفاف حول الثورة.
وأضاف وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق: "غالبية شهدائنا بحرب فلسطين ذهبوا ضحية لصفقة الأسلحة الفاسدة؛ مما دفع الجيش المصري، والقوات المسلحة للتحرك، والتي ساعدت على تحقيق الثورة مكاسب اجتماعية، وسياسية، واقتصادية، وارتفاع مركز مصر الدولي".
وعن ثمار ثورة 23 يوليو، أعرب علام عن اعتزازه بما أسفرت عنه الثورة من تدشين العديد من القوانين التي ساهمت في تحسين الأوضاع الاجتماعية، وعلى رأسها قانون الإصلاح الزراعي الذي عمل على إعادة توزيع ملكية الأراضي الزراعية في مصر، بحد أقصى 200 فدان للفرد.