بقلم : نجلاء أبو زيد
مؤخرا وبينما أنهى معاملة بنكية وأجلس وسط غيرى من العملاء كل منتظر دوره جاء أحد الأشخاص، فتغير الرقم على الشباك وبدأ فى إنهاء معاملته فى ثوان معدودة وسط تعجب وصمت باقى العملاء باستثناء واحد أثاره الموقف وقرر الدخول ومقابلة المسئول للتعرف على سبب تغير منظومة الأدوار لصالح شخص واحد، وعلا صوته وجاء المدير، وبدأ فى الحديث عن كون هذا الشخص من عملاء البنك المميزين وأن أحدا لم يشكو غيره، فبدأ هذا العميل صاحب الشكوى يسأل شخصا شخصا هل أنت متضايق، وبدأ العاملون فى البنك فى محاولة لتهدئته عندما علموا أنه جراح شهير أن يعرضوا عليه إنهاء معاملته فورا حتى لا يغضب، لكنه رفض هذا الحل، وبعد مجادلات اعتذر المسئول، وهدأ الأمر لكنه تحول لأحاديث جانبية بين الجالسين عن الدور واحترامه وكيف أنه لا يتم احترام الدور فى أى مكان وكيف أصبح هذا منهج حياة، وقالت سيدة جالسة «عادى فى حاجات كثير غير منظمة ومسألة الدور لا تستحق كل هذا العناء »، وتعجبت من موافقة الكثيرين على رأيها وكيف لا يدركون أن النظام هو بداية طريق الإص اح والقضاء على الفساد والواسطة وبداية المساواة، الأمر ليس شطارة ممن تجاوز لكنه فساد ممن سمح له بالتجاوز وأخذ دورا غيره، فالاستخفاف باحترام الدور أحد مشاكلنا الأساسية والتى تنعكس على معظم معاملاتنا، وتغيير فكر المجتمع بهذا الشأن سيكون بداية نهوضه وتقدمه، فليحترم كل منا دوره وليحترم غيره لتتحقق العدالة فيما بيننا، وعلينا ألا نستخف بفكرة احترام الدور ونسخر من المدافع عنها.