الأحد 19 مايو 2024

المرأة والدراما

25-7-2017 | 10:04

بقلم : إيمان الدربي

حكايتي عن بهية المصرية التي تشعر بحالة من الذهول مما تشاهده في الداما الرمضانية وما يحدث فيها.

فالكثير من الدراما الرمضانية تعرض لشخصيات بعيدة كل البعد عن الشخصيات المصرية العادية التي تشبهنا ونعرف ملامحها.. شخصياتنا المصرية الأصيلة السوية التي في الغالب تكون إيجابياتها أكثر من سلبياتها؟

وما أريد أن أتحدث عنه لماذا نريد أن نعمم الاستثناء ونلقي الضوء على كل ما هو شاذ وقبيح ومتطرف؟! وهل يحدث هذا عن عمد لتشويه المجتمع وتعميم الفساد ونشره من خلال الدراما ليصبح هذا نوعا آخر من أنواع الحروب التي تتعرض لها مصر.. أم يحدث هذا بطريقة عشوائية غير مدروسة؟!

ففي العام الماضي مثلا كان هناك مسلسل يعرض لعالم المخدرات ويشرح أدق تفاصيل المدمنين وكيفية اختيارهم وتعاطيهم لها.. ورغم أن المسلسل كان يحذر الشباب مما قد يلقونه في حالة تعاطيهم المخدرات إلا أنه وعلى المستوى الآخر جعل هناك رغبة عند بعض الشباب لدخول هذا العالم المليء بالإثارة والذي يدخله معظم شباب الطبقة الراقية.

أما في مسلسل "لا تطفئ الشمس" للمبدع إحسان عبد القدوس, هذه القصة التي قرأناها واستمتعنا بتفاصيل شخصياتها ليتحول المسلسل إلى مسخ لهذه القصة، فتظهر الفتاة التي تقابل أستاذها في شقة خاصة ليعلمها الفن وأشياء أخرى، والزوج الذي يزج بزوجته في علاقات عمله، والأخ الكبير الذي يظهر وكأنه أبله ضائع لا دور له في حياة أسرته.. رغم أن الأخ الكبير يظل في كثير من الأسر ذا هيبة وقيمة.. بل أنه كان في كثير من الأحيان بعد موت الأب يقود المسيرة ولا يتزوج ليربي إخوته وهو راضي كل الرضا.

ثم نأتي لنقطة أخرى.. ما كل هذا الضياع الذي يظهر به أبناء الطبقة الراقية وكأن هذه الطبقة محكوم عليها بالفسق والفجور.

وهذا مسلسل آخر للفنان العظيم عادل إمام" عفاريت عدلي علام" تظهر زوجته بمظهر غير لائق شكلا وموضوعا, فهي تعنف زوجها وتهينه وتوبخه، مظهر بعيد كل البعد عن المرأة المصرية البسيطة في الأحياء الشعبية والتي تبجل زوجها وتحترمه أشد الاحترام وتجعل منه تابوه خاص صعب الاقتراب منه

ثم لماذا هذا التعمد في استخدام الألفاظ البذيئة والايحاءات الجنسية والشتائم بالأم وكأنه شيء عادي نتعامل به في حياتنا اليومية، ولماذا كل هذا التشويه للمرأة المصرية في الأعمال الدرامية؟! وهل المقصود مثلا التقليل منها وتسفيه قيمتها والنيل من سمعتها داخليا وخارجيا أم ماذا؟!

الفن هو وسيلة الشعوب للرقي بالفكر ورفع الوعي وزيادة الثقافة, وإنما ما نشاهده في الدراما التليفزيونية يؤدي إلى تدني الأخلاق وتردي الذوق العام وشيوع الفساد وتسهيل الخيانة والشذوذ والعنف والتفكك الأسري وظهور كل ما هو سيئ وقميء بين الشباب.

وما أريد أن أقوله إن دور كل القائمين على الأعمال الفنية أصبح أكثر أهمية في هذه المرحلة المهمة التي نمر بها.. أصبح دورا محوريا ذا مسئولية مهمة تجاه المجتمع قادر على تعديل سلوك المجتمع والارتقاء به أو تدميره والقضاء عليه.