كتبت : أميرة إسماعيل
ظل المعلم لقرون عديدة رسولا للعلم وقدوة للطلاب، حتى امتدح تلك المهنة الكثير من الشعراء كان فى مقدمتهم أمير الشعراء أحمد شوقى عندما كتب «قم للمعلم وفيه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا » لكن مع تدنى الأجور وضعف المستوى العلمى لبعض المعلمين ضاعت هيبة ووقار المدرس بين طلابه ومجتمعه، وأصبحت العلاقة بين الطالب ومدرسه «نفعنى ونفعك » نتيجة لاهتمامهم بالدروس الخصوصية، فكيف يمكن تحسين وضع المعلمين حتى نستعيد قدسية تلك المهنة؟
فى البداية يقول نفادى عبد الغنى، مدرس لغة عربية: يحتاج وضع المعلم إلى إعادة نظر لأنه لا يضمن له حياة كريمة الأمر الذى يدفعه للاعتماد على الدروس الخصوصية، لتضييع معها هيبته وقيمته الأدبية داخل المدرسة بل قد يصل الأمر إلى تعرضه للإهانة أو الضرب، لذا فإن زيادة دخل المعلم ضرورة لاستعادة هيبته، كما أدعو وزارة التربية والتعليم إلى تكثيف الحملات التفتيشية من آن لآخر على مراكز الدروس الخصوصية، وعن الدورات التدريبية التى تقدمها الوزارة للمعلم يضيف: البعض منها لا يستفيد منها المعلمون.
ويرى إبراهيم سلطان مدرس فلسفة، أن ما يحتاجه المعلم فى مصر هو المتابعة المستمرة والتدريب الدائم بما يساعده على مواكبة أحدث طرق التدريس، داعيا الوزارة إلى زيادة عدد المدارس بما يساهم فى الحد من كثافة الفصول ويسهل على المعلم التعامل والتفاعل مع الطلبة. وينصح حاتم عمر مدرس لغة إنجليزية، القائمين على العملية التعليمية بمتابعة طرق التدريس الحديثة والمتطورة والاستفادة منها بقدر الإمكان، كما يوجه المعلمين إلى ضرورة العمل على تنمية مهاراتهم التدريسية من خال الاطاع المستمر وعدم الاكتفاء بتحضير الدروس لأنه أساس نجاح العملية التعليمية.
العملية التعليمية
إذا كانت هذه هى آراء المعلمين، فماذا عن رؤية المعنيين بالعملية التعليمية للارتقاء بمستوى المعلمين؟ يقول تامر حمزة، منسق تنمية مهارات رياضية بإدارة المحمودية التعليمية: الدورات التدريبية التى توفرها الوزارة كافية إلى حد ما لكن الإشكالية أن المعلم الذى يتلقى التدريب غير مؤهل للدورة خاصة معلمى المرحلة الابتدائية فى الثلاث سنوات الأولى وهى مرحلة مهمة وأساسية بالنسبة للطالب حيث إن قلة نادرة تصل إلى %5 من هؤلاء المعلمين يحملون مؤهلا تربويا، لكن غيرهم يستفيدون أكثر لأن معظمهم مؤهل، لذلك من الضرورى اختيار معلمين مؤهلين للصف الأول حتى الثالث الابتدائى لأن الواقع يشير إلى أن معلمى هذه المراحل من خريجى الدبلومات والمعاهد المتوسطة.
ويضيف: أصبح العالم بأكمله يواكب التكنولوجيا ومن يتخلف عنها لا يستطيع المنافسة أو تحقيق السبق، وبالتالى إذا تخلينا عن تطبيق التكنولوجيا فى التعليم فى مصر سيتدهور حاله، وهنا أذكر خطواتنا الأولى فى تنفيذ فكرة التعليم الإلكترونى ومنها السبورة الذكية، ولأن التعليم ثلاثة أطراف «معلم – متعلم – وسيلة » فلابد الاهتمام بهم جميعا للارتقاء بالعملية التعليمية.
استراتيجية
أما د. محبات أبو عميرة، أستاذ المناهج والعلوم التربوية بجامعة عين شمس، فترى أن تطبيق استراتيجية ولائحة التعليم وما تشمله بطرفيها من الطالب والمعلم، تعد السبيل الوحيد لتحسين أوضاع المعلمين، وكما تقول: أذكر هنا مشروع د. طارق شوقى، وزير التربية والتعليم «المعملون أولا » والذى يهتم بسفر وتعليم المدرسين بالخارج، ونظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التى تعيشها مصر فنحن لا نستطيع تعميم التجربة على كل المعلمين فى جميع المراحل التعليمية، على الرغم من أن تحسين وضع المعلم سيعيد التعليم إلى المدارس، بل ويحجم من الدروس الخصوصية.
الأساس
ويؤكد د. أحمد عيسى خبير تربوى، أن الاهتمام بالمعلم هو الأساس والأكثر تأثيرا فى تطوير العملية التعليمية بدءا من اختياره لكلية التربية وإيمانه بأهمية وقدسية تلك المهنة، بالإضافة إلى أهمية إعداده من خلال الكليات المتخصصة، والتى تحتاج هى أيضا إلى تنمية وتطوير مهنى وفنى، بعدها يأتى تحسين الوضع الاقتصادى له وتدريبه وفقا لأحدث النظم العلمية والتربوية.