الثلاثاء 4 يونيو 2024

كيف يختار الشباب شريك الحياة؟

10-2-2017 | 07:46

اختيار شريك الحياة ليس بالأمر السهل على الإنسان، فهناك صفات ومعايير يضعها كل شخص لاختيار شريكه وتختلف تلك المعايير من شخص لآخر؛ ونظرًا للمغالاة في المهور، والأسعار الفلكية لتجهيز عش الزوجية، أدى ذلك لتأخر سن الزواج لدى الشباب والبنات، فهل يمكن التنازل عن بعض الصفات في الشريك حتى يتم الزواج أم سيتمسك بالمعايير التي اختارها؟

 

تقول يمنى يسرى موظفة 24 سنة، عند اختيار شريك الحياة يجب أن يكون قدوة ومثل أعلى لي ولأطفالنا في المستقبل، ولذلك يجب أن يتمتع بالإخلاق والاحترام والتدين، وتضيف، لا يمكن التخلي عن تلك الصفات لأن رجل بهذه الصفات سوف أشعر معه بالأمان والاستقرار .

وتؤكد «يمنى»، "أنه أفضل لي أن أعيش بدون زواج حتى وإن وصل بي العمر إلى الأربعين أو الخمسين على أن أعيش مع إنسان بدون أخلاق ولا يتقي الله .

وتقول «رجوات محمد» بالدراسات العليا 26 سنة، إن الهدف من الزواج هو تكملة الحياة وبداية مرحلة جديدة تمامًا مع شخص يكملني وأكمله، ويكون متعاونًا ومتفاهمًا؛ لذلك يجب أن يكون شريكي على قدر من التحضر والتعاون ويتقبل الرأي الآخر .

وعن فكرة وجود الخاطبة التي يلجأ لها البعض أحيانًا تقول «رجوات»، أرفض تمامًا هذه الفكرة على الرغم من أنها انتشرت مؤخرًا بشكل كبير، ولي العديد من الصديقات تزوجن بهذه الطريقة، لكن أشعر بأنها إهانة للمرأة، وكأن المرأة كالسلعة أو المانيكان الذي يعرض في فاترينة ويتم اختيار تلك ورفض هذه، ولكن بنفس الوقت لن أستطيع إنكار أنه يوجد العديد من تلك الزيجات ناجحة في مجتمعنا.

 

ويقول تامر كديس موظف 25 سنة، إن الهدف من الزواج الاستقرار وإنشاء بيت وأسرة؛ لأنها سنة الحياة، فيجب أن يدقق الشخص جيدًا في اختيار شريكة حياته، لأنها ستكون زوجة وأم لذلك يجب أن يحسن الاختيار.

 

ويرجع «تامر» تأخر سن الزواج ليس فقط للمشاكل الاقتصادية، ولكن لأسباب أخرى، مثل عدم ثقة معظم الشباب في البنات، ويرى أن البنت أصبحت متحررة الآن أكثر من اللازم وقد تتنازل أحيانًا حتى ترتبط أو تتزوج، ويضيف، أن زواج الصالونات فكرة فاشلة،  لأني رأيت نماذج يفشل فيها هذا الزواج وينتج عنه أطفال مشردين بين أب وأم مطلقين .

 

يقول خالد ياسين مدرب تنمية بشرية ومتخصص في العلاقات الأسرية عن اختيار شريك الحياة، إن أسس الاختيار تكون عديدة فمنها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، إلى جانب الأسس الدينية، وإذا تحدثنا عن المنظور الاجتماعي، فغالبًا ما يتطرق إلى المستوى العلمي والثقافي للزوج والزوجة، ويفضل أن يكون الزوج والزوجة على نفس القدر من الثقافة أو على الأقل يوجد بينهم تقارب فكري، من حيث الثقافة أو التعليم لإيجاد وسيلة للتفاهم وأيضًا لتربية النشء فيما بعد التربية السليمة .

 

ويضيف، أن بالنسبة للمنظور الديني، فقد حسم الإسلام ذلك الجانب وساعد في حله، بقول الرسول صلى الله عليه وسلم "تنكح المرأة لأربع لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك"، مضيفًا أن الحرية كسبيل للاختيار من الكتاب والسنة للمرأة.