السبت 25 مايو 2024

دعوة‭ ‬لتدريس ‭ ‬‮«‬الأمن‭ ‬القومى‮»‬

25-7-2017 | 14:54

بقلم : سمر الدسوقى

مع إعلان نتائج إتمام الدراسة بالمرحلة الثانوية «الثانوية العامة», يتجدد الحديث كل عام عن مشكلات وصعوبات الدراسة بهذه المرحلة الدراسية, وكيف تحولت لأزمة حقيقية تعيشها كل أسرة, وهو ما يدفعنا بطبيعة الحال للنظر في أوضاع العملية التعليمية ككل, ما لها وما عليها, خاصة مع ما تبذله وأعلنته وزارة التربية والتعليم من جهد مشكور لإصلاح العديد من الأوضاع التي يعاني منها عدد  ليس بقليل من الأسر المصرية على مدى سنوات عديدة في هذا الإطار, فوفقا لما أعلنه د. طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني, فإنه من المتوقع أن تشهد نهايات الشهر الجاري إعلان نظام الثانوية العامة الجديد, ثم عرضه للحوار المجتمعي للموافقة عليه, بالإضافة إلى تصميم نظام تعليمي جديد سيتم تطبيقه بدءا من أولى المراحل التعليمية, وهو ما يجعلنا نشعر بقدر كبير من التفاؤل بل ويدفعنا إلى محاولة المشاركة في دعم هذه الجهود الحثيثة من خلال التطرق إلى أبرز المشكلات التي تعاني منها العملية التعليمية ككل لعلنا بهذا يكون لنا دور حقيقي في تطويرها فعليا, والبداية تأتي من وجهة نظري من تطوير المناهج التعليمية ككل وهو ما تطرق إليه سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي مشكورا حينما تم إطلاق المشروع العملاق «بنك المعرفة» كخطوة نحو بناء مجتمع متعلم بشكل حقيقي عن طريق إتاحة العلوم والمعارف الإنسانية بشكل ميسر لكل مواطن على أرض مصر, هذا بجانب اعتباره خطوة أولى نحو تطوير أسلوب التعليم والخروج من نطاق المنهج الدراسي القائم على الحفظ والتلقين نحو أسلوب يعتمد على البحث عن المعلومة واكتسابها بدلا من حفظها دون فهم, وهو ما نحتاجه بشكل فعلي لإعداد جيل واع مؤهل بالفعل لتحمل مسئولية البناء في هذا الوطن, إذا أضفنا إلى هذا طبيعة المرحلة الراهنة وما يتعرض له الوطن من مؤامرات داخلية وخارجية بل ومحاولات لاستقطاب الشباب على وجه الخصوص وهو ما تنبهت له القيادة السياسية فبدأت في خطوات تحسب لها محاولة احتواء هذه الفئة وتلبية احتياجاتها والاستماع إليها وبخاصة من خلال ما أعلن من مشروعات فى عام الشباب 2016, وما يجري تنفيذه حتى هذه اللحظة في هذا الإطار, فلابد وأن نعنى بتدريس «الأمن القومي» كمادة دراسية لأبنائنا سواء في المراحل التعليمية قبل الجامعية أو بعدها, فما نحتاجه بالفعل لمواجهة مثل هذه المخاطر والحفاظ على هذه الأمة جيل واعٍ يدرك أهمية الأرض ويعرف ماهية الوطن ويبذل كل غالٍ في سبيل الحفاظ عليه والعمل والبناء من أجله, كما أتمنى بنفس الصورة أن نعنى بتخصص جزء من اليوم الدراسي للحديث عن شهدائنا من قوات الجيش والشرطة وتضحياتهم وبطولاتهم خلال السنوات الأخيرة دفاعا عنا وعن الوطن, إذا  دمجنا كل هذا مع العمل على تطوير المناهج الدراسية الخاصة بالمراحل التعليمية الأولى والمقدمة للأطفال بحيث يستطيعون الشعور بطفولتهم خلال مراحل التعليم الأولى دون تحميلهم عبء المحتوى والاختبارات, بالإضافة إلى الاهتمام بتعليمهم اللغات المختلفة بحرفية شديدة, بهذا كله نكون قد وصلنا إلى تقديم منهج دراسي علمي يتناسب وطبيعة المرحلة بل ويساعد بشكل حقيقي في إعداد جيل مؤهل لسوق العمل, بعدها يأتي العمل على تدريب وإعداد المعلم بشكل جيد بل وتحسين أوضاعه كافة وبخاصة الاقتصادية بما يساهم فى مواجهة مشكلة الدروس الخصوصية, وأخيرا وليس آخرا يبقى الاهتمام بعودة الطالب إلى ممارسة النشاطات البدنية المختلفة خلال اليوم الدراسي داخل المدرسة كما تربينا جميعا, بجانب تنمية مهاراته وهواياته المختلفة من خلال حصص الموسيقى والرسم والحصص العلمية بالمعامل والتي تساعده على الابتكار وتقديم الرؤى الخلاقة, كل هذا هو البداية الحقيقية لتطوير نظام الثانوية العامة ككل, فلنبدأ ولكن من البداية.

    الاكثر قراءة