لا يزال فيروس جدري القرود يهدد الكثير من الدول في العالم، مما دفع منظمة الصحة العالمية بأن تعلن الفيروس حالة طوارئ للصحة العامة محل اهتمام دولي، فيما أكدت وزارة الصحة والسكان أنه لم يتم رصد أي حالات مؤكدة لجدري القردة في مصر حتى الآن، وأن احتمال انتشار المرض في دول الشرق الأوسط غير مرتفع.

يأتي ذلك بعد تفشي فيروس جدري القردة في أماكن متفرقة حول العالم، وإعلان منظمة الصحة العالمية بأن الفيروس حالة طوارئ للصحة العامة ومحل اهتمام دولي.

 

جدري القردة حالة طوارئ صحية عالمية

وقال الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن إعلان حالة الطوارئ هذا أعلى مستوى من التنبيه لدى المنظمة، ويتم ذلك بناء على توصيات لجنة الطوارئ، موضحا أنه حتى الآن حوالى 17 ألف شخص في 74 بلدا، حيث تبين إصابة طفلين بجدرى القرود في الولايات المتحدة، والعدوى حدثت من خلال الانتقال المنزلي .

وأوضح بدران، في تصريح لـ"دار الهلال"، أن الخطر حتى الآن في العالم معتدل نسبيًا باستثناء أوروبا حيث يعتبر مرتفعاً، مضيفا أن جدرى القرود خرج من أفريقيا بعد جائحة كورونا حيث بدأ تفشي جدري القرود في بلدان غير موبوءة منذ 7 مايو 2022، وللمرة الأولى كانت الحالات المبلغ عنها حتى الآن ليس لها روابط سفر ثابتة إلى منطقة موبوءة، وليس لها علاقة بالحيوانات.

وأضاف أنه نواجه انتشارًا غير عادي وغير مسبوق لهذا المرض، وحالات الانتشار الأخيرة للمرض تعتبر غير نمطية، وإذ أنها تظهر في دول لا يعتبر المرض متوطناً فيها، مضيفا أنه شهد المرض تغيرات وبائية في السنوات الأخيرة ، بما في ذلك التغييرات في عمر المصابين وموقع العدوى؟

وحذر من التخلي عن الكمامات والتلاحم والاتصال الوثيق لعنة نسف التباعد الجسدى وغياب النظافة الشخصية، والعلاقات الجنسية الغير عفيفة، حيث يشكل الذكور الشواذ جنسياً الفئة الأكبر عدداً فى المصابين، موضحا أن العدوى فى الأطفال والحوامل حتى الآن ضئيلة للغاية، مقارنة بالرجال، ومازلنا فى بداية التفشى ،ونراقب جدرى القرود وننتظر دراسية مستجداته .

ولفت إلى أن هناك سلالتان للفيروس سلالة الكونغو وهي الأخطر بنسبة وفيات تصل إلى 10%، وسلالة غرب إفريقيا وهي أقل خطورة بمعدل وفيات واحد بالمئة وهي المنتشرة حتى الآن، موضحا أن جدري القرود يعد مرضا فيروسياً نادرًا من نفس عائلة الجدري، ولكنه أقل حدة بكثير، يمكن أن تشمل مضاعفات جدري القرود الالتهابات الثانوية والتهاب الشعب الهوائية وتسمم الدم والتهاب الدماغ والتهاب القرنية مع فقدان البصر.

 

الفرق بين الجدري وجدري القرود

وأشار خبير المناعة إلى أن الجدري كان أكثر سهولة في الانتقال وكان قاتلاً في كثير من الأحيان حيث مات حوالي 30 ٪ من المرض ومات 300 مليون بسببه منذ 1900، موضحا أن الجدري أول مرض يتم القضاء عليه من العالم من خلال جهود الصحة العامة والتطعيم، ولا يزال الجدري يشكل تهديدًا بسبب الحرب البيولوجية.

ولفت إلى أنه ثبت في الماضي أن التطعيم ضد الجدري ناجح بنسبة 85% في الوقاية من جدري القردة، غير أن هذا اللقاح لم يعد متاحاً لعامة الجمهور، مشيرا إلى أن خطر انتشار مرض جدري القرود بين السكان على نطاق واسع منخفض للغاية، لكنه مرتفع لدى مجموعات معينة

وأضاف أن الأشخاص الأكثر عرضة للخطر هم المخالطون المنزليون للمصابين خاصة الأطفال والحوامل ، و حتى بين هؤلاء ، على الأقل ما نعرفه من تفشي المرض في إفريقيا ، فإن معدل الانتشار داخل الأسرة أقل من 10٪، وأي شخص على اتصال جسدي وثيق مع شخص تظهر عليه أعراض جدري القرود أو حيوان مصاب أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.

وأكد أنه قد يتعرض الأطفال حديثو الولادة والأطفال والأشخاص المصابون بنقص المناعة لخطر الإصابة بأعراض أكثر خطورة والموت بسبب جدرى القرود في الأطفال الذين يعانون من نقص المناعة ، معدلات الوفيات تتراوح بين 1 إلى 3%، والنساء اللاتى يعملن فى مؤسسات صحية تستقبل المصابين بجدرى القرود تتعرضن أيضًا لخطر أكبر بسبب التعرض للفيروس لفترة أطول.

 

وأكد أن جدري القرود غير قابل للانتقال بشكل كبير داخل الأسر، ومعدل الإماتة في الحالات الناجمة عن فاشيات جدري القردة يتراوح في العادة بين 1% و10%، مضيفا أنه لدى الأطفال الذين يعانون من نقص المناعة، معدلات الوفيات تتراوح بين 1 إلى 3%، وتناقص المناعة المجتمعية ضد فيروس  الجدري بسبب توقف حملات التطعيم ضده فى العالم ، وغياب فيروس الجدرى مهد لمشهد عودة ظهور جدري القرد.

 

طرق انتقال جدري القرود

وأضاف أن المرض قد تنقله الحيوانات المصابة  أو من خلال قطرات اللعاب والاتصال المباشر بالسوائل البيولوجية، وكذلك الاتصال الوثيق مع المصابين بالفيروس لفترات طويلة يسبب دخول الفيروس الجسم من خلال الجلد المتفتح (حتى لو لم يكن مرئيًا) أو الجهاز التنفسي أو الأغشية المخاطية (العين أو الأنف أو الفم).

أما عن الانتقال من الإنسان إلى الإنسان عن طريق الاتصال الوثيق بإفرازات الجهاز التنفسي التقرحات الجلدية للشخص المصاب ولمس ملابس الشخص المصاب أو لعابه أو أشياء ملوثة، أو عن طريق المشيمة إلى من الأم إلى الجنين مما قد يؤدي إلى جدري القرود الخلقي، أو أثناء الولادة وبعدها، لكنه لا ينتقل عن طريق الهواء لمسافات طويلة.

وأضاف أن فترة حضانة جدري القرود من 5 إلى 21 يومًا، وأعراضه تماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنها أقل شدّة، فتنقسم مرحلة العدوى إلى فترتين كالتالي، الفترة الأولى خمسة أيام، وتشمل أعراض حمى، صداع شديد، تضخّم العقد اللمفاوية، والسمة التي تميز الإصابة بجدرى القرود عن تلك الخاصة بالجدري هي تطور الغدد الليمفاوية المتضخمة.

وأوضح أنه قد يكون تورم الغدد ضد العديد من المواقع المختلفة في الجسم)، أو موضعيًا في عدة مناطق (مثل الرقبة والإبط ، تحت الفك السفلي أو أو الإبط أو الأربية)، وكذلك آلام في الظهر وفي العضلات، والإعياء، وفقدان الطاقة وفترة ظهور الطفح الجلدي والتي تراوح بين يوم واحد و ثلاثة أيام عقب الإصابة بالحمى، وتشمل أعراض تظهر فيها مختلف مراحل الطفح يبدأ الطفح على الوجه ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

وتراوح عدد الآفات بين بضع آفات إلى عدة آلاف ويتطوّر الطفح في حوالي 10 أيام من بقع ذات قواعد مسطّحة إلى حويصلات صغيرة مملوءة بسائل، وبثرات تليها وقشور تحتاج ثلاثة أسابيع لكي تختفي تماماً، والطفح قد يصيب الوجه في 95% من الحالات، بينما راحتي اليدين وأخمصي القدمين 75%، وأغشية الفم المخاطية في 70% من الحالات ، والأعضاء التناسلية 30%، وملتحمة العين 20%، والمصاب قادر على نقل المرض لمدة تصل إلى 4 أسابيع بعد ظهور الأعراض.

 

وقاية العالم من انتشار جدري القرود

ونصح باتباع الخطوات التالية للوقاية والحد من انتشاره، وهي:

• تقييد عمليات نقل الثديات الأفريقية الصغيرة والقردة
• فرض حظر على نقلها إسهاماً فعالاً في إبطاء وتيرة اتساع نطاق انتشار الفيروس إلى خارج أفريقيا،
• عزل القرود المصابة عن الحيوانات الأخرى ووضعها قيد الحجر الصحي إضافة إلى وضع جميع الحيوانات التي قد تخالط أخرى مصابة بعدوى المرض قيد الحجر الصحي وملاحظتها في غضون 30 يوماً من أجل الوقوف على أعراض إصابتها بجدري القردة.
• منع المخالطة الحميمة للمرضى بجدري القردة البشري
• على المخالطين للمرضى الحد من التفاعلات الاجتماعية.
• عدم لمس الحيوانات
• عزل المصابين
• الكمامة دعامة الوقاية
• غسل الأيدى بالماء والصابون  باستمرار
• من المرجح أن يتمتع الأشخاص الذين تم تطعيمهم ضد الجدري ببعض الحماية ضد عدوى جدري القرود.
• من غير المرجح تطعيم الأطفال أو النساء ضد الجدري، لأن التطعيم ضد الجدري توقف في جميع أنحاء العالم بعد أن أصبح الجدري أول مرض بشري يتم القضاء عليه في عام 1980.
• على الرغم من أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم ضد الجدري سيحصلون على بعض الحماية ضد جدري القردة، فإنهم يحتاجون أيضًا إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهم والآخرين.