الخميس 25 ابريل 2024

جرائم لا ينساها التاريخ

مقالات29-7-2022 | 11:45

في التاريخ الحديث والمعاصر لا يمكن نسيان جرائم ارتكبت بحق الشعوب، بغض النظر عن مبرراتها ودوافعها، فكل الدم حرام طالما كان ضحاياها أهل حق وسلام.

بوجهة نظري فإن أبشع الجرائم التي شهدها التاريخ قيام حربين عالميتين في 1914 و 1939 كانت لهما تداعيات خطيرة على شعوب الأرض كافة، بين إعادة تقسيم بلدان وفرض سيطرة على ثروات وإهدار دماء وتأكيد على زيف الديمقراطية لأنظمة دبرتها وقوى سعت إليها.

فالأولى نتج عنها في المنطقة حدود سياسية جديدة لأقطارها تخالف المنطق وتجهض نضال الشعوب والأعراق لأجل أوطان مستقلة حلمت بها، وبالتالي دمجها مع أخرى غير متجانسة، أما الثانية فقسمت العالم بين جبهتين وقطبين 

في أواخر تموز يوليو 1983 أقدم النظام العراقي السابق على جريمة ضد شعبه وتحديدا القومية الكردية، فقام بعد ترحيل أبناء البارزانيين من محل سكناهم في بارزان الى أطراف قصبة تدعى قوشتبة قرب أربيل، وفي ليلة ظلماء وسوداء تم إلقاء القبض على ثمانية آلاف شخص من الشيوخ والنساء والأطفال وترحيلهم إلى مناطق من صحارى بجنوب العراق قرب الحدود السعودية ودفنهم أحياء دون سبب أو محاكمة أو أي اتهام سوى أنهم أكراد.

واليوم نحن نتذكر هذه الجريمة البشعة التي نعجب لها حتى اليوم، فقد ارتكبها نظام ضد شعبه، لا ضد محتل أو في مواجهة عدو أو مستعمر، وسط صمت أصحاب الضمائر والمنظمات التي تدعي الديمقراطية وحماية السلام، ودون أن تعلن الحكومات العراقية التالية على سقوط هذا النظام من هذا اليوم يوم حداد في العراق، أو تعتبر هؤلاء الضحايا شهداء رسميا وتعوض ذويهم، وتعويضهم لا يساوي بالطبع قطرة دم.

إن المجتمع الدولي الحقيقي تتشكل أخلاقه بنبذ العنف وإدانة الجريمة ومواجهتها قبل وقوعها متى كانت قوته حاضرة مستعدة لحماية السلام وحقوق الإنسان، وأهل بارزان في تلك الواقعة كانوا مدافعين عن الحق و نصرة كل عراقي بغض النظر عن قوميته او دينه مظلوم ووقفوا بوجه الظالم منذ احتلال الدولة العثمانية للمنطقة و من ضمنها كردستان العراق، فقد أبدى البارزانيون بسالة لكل من حاول اضطهاد أناس أبرياء و لازالت منطقة بارزان عرين الأسود و منبع الثورات.

هؤلاء ردوا المظالم و لهم عادات وتقاليد وسمات وأخلاق لا توجد في مناطق أخرى، وهم أهل نضال لأجل الحرية وكرامة الإنسان، وستبقى سيرهم في قلوب كل محبي السلام و العدل.

Dr.Randa
Dr.Radwa