السبت 11 مايو 2024

خبراء يناقشون دور مؤسسات الدولة في الحد من انتشار الجرائم ..صور

جانب من المؤتمر

تحقيقات30-7-2022 | 12:59

أماني محمد

عقد اليوم المؤتمر الثاني لفريق الدعم النفسي التابع لجمعية سبيل الرشاد، تحت عنوان "دور مؤسسات الدولة الرسمية في الحد من انتشار ظاهرتي إنهاء الحياة وارتكاب الجرائم"، والذي يعقد على مدار يومي 30 و31 يوليو، بمشاركة عدد كبير من أساتذة علم النفس والاجتماع والتربية وذلك بمركز التعليم المدني.

وقالت الدكتوة حنان مصطفى، أخصائي الطب النفسي والمشرف العام على فريق الدعم النفسي، إن المؤتمر للحوار والمناقشة حول أهم القضايا الاجتماعية التي ظهرت مؤخرا وهما الانتحار وارتكاب الجرائم، موضحة أن فريق الدعم النفسي يتكون من متخصصين في الصحة النفسية والإرشاد النفسي لتقديم الخدمات والدعم اللازم للأشخاص من كل الفئات في المجتمع .

وأوضحت أن الدعم النفسي يغير ردود أفعال الشخص تجاه الواقع ومخما كان هذا الوضع السلبي، ونظرا لتكرار الجرائم وحوادث الانتحار خلال الفترة الشايقة قرر الفريق عقد المؤتمر الثاني في إطار دور المجتمع المدني وبمشاركة الباحثين والمختصين في علم النفس ودعوة مؤسسات الدولة والمجتمع المدني لمناقشة تلك الظاهرتين وتقديم أوراق عمل لكيفية مواجهتهما والحد منهما.

ومن جانبها، قالت الدكتورة نهلة أمين، رئيس الجمعية، إن الجمعية تأسست من ٢٠٠٧ وعملت مع مؤسات الدولة في كل المجالات منها مشروعين الأول يخص إعداد النشء، والثاني من ٢٠٠٧ حتى ٢٠١٦ بخصوص التعليم المالي والاجتماعي لتعليم الأطفال كيفية التعامل مع الآخرين وكيفية الادخار.

وأضافت أنه بعد توفيق أوضاع الجمعية بدؤوا في تأسيس فريق الدعم النفسي بهدف بناء الإنسان وهو ما تسعى إليه الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحة أن البعض يتعامل مع المرض النفسي على أنه سر ولا يريد لأحد أن يعلمه، حيث يعمل الفريق وفقا لمنهجية ونظريات علم النفس لتقديم الإرشاد والاستشارة على الهاتف وكذلك على أرض الواقع مثل الحضانات لتقديم الإرشاد في هذا السن الصغيرة للأطفال لعلاج أية مشكلات قد تظهر حتى لا تكبر المشكلة وتظهر اضطرابات الشخصية في سن ١٧ سنة.

٤ عوامل لتشكيل الوعي

وخلال الكلمة الافتتاحية للمؤتمر ورئاسة الجلسات، قال الدكتور فتحي الشرقاوي أستاذ علم النفس بكلية الآداب بجامعة عين شمس، إنه لا يوجد فارق بين دور المؤسسات الرسمية ولا مؤسسات المجتمع المدني، لكن يجب على مؤسسات الدولة إلقاء الضوء على دور المجتمع المدني.

وأوضح أن هناك مشكلات تتعلق بالانتحار في المجتمع، لأن من يأخذ قرار الانتحار هم القلة القليلة من عدد كبير يفكرون في الانتحار لكن لديهم عوامل تمنع ذلك، منها الوازع الديني أو المسؤولية أو وجود من يقدم له الدعم النفسي، موضحا أن الانتحار هذا هو أحد أشكال العدوان والعنف تجاه النفس لكن البعض يوجه هذا العدوان تجاه الآخر فتحدث الجرائم.

وأشار إلى أن هناك العديد من الظواهر السلبية في المجتمع منها المثلية الجنسية والعنف وغيرها وإن كانت لا تمثل ظاهرة لكنها موجودة ويجب الانتباه لها، موضحا أننا نمد أيدينا للمؤسسات الرسمية ونقدم رؤية للمشكلات النفسية أسبابها وكيفية مواجهتها.

وأكد أن الدراما واحدى من أربعة روافد لها دور مهم في التأثير على المجتمع وتشكيل الوعي، وهناك قصص لأسر أبطال الشهداء أو غيرها من البطولات للأسر لكن الدراما تتجاهل ذلك وتصور إما العنف الشديد والسلوكيات الشاذة والانحرافات أو الحياة المرفهة، ونحتاج ثورة شاملة في الدراما والإعلام، مشيرا إلى أهمية التعليم والتربية للتنشئة السليمة لأن هناك جيل صغير حاليا تربى على العنف ويجب على مؤسسات التعليم بشقيها للقيام بدورها.

وأشار إلى أهمية العامل الثالث وهو لغة الخطاب الديني، أما العامل الرابع هو دور الأسرة في التنشئة السليمة لأننا نحتاج إلى إعادة نظر في كثير من الأمور، ونحتاج إلى إرادة رسمية فيما يتعلق بمواجهة تلك السلبيات والاهتمام بدور العلماء، موضحا أن المنتحر ليس مجرما ولكن من فئة المكتئبين لأنه لا يستهدف إيذاء نفسه بل إيذاء الآخرين في نفسه الذين أوصلوه لهذه الحالة.

٥٢٨٤ حالة انتحار في مصر

ومن جانبه، أكد اللواء أشرف النحاس، عضو مجلس إدارة الأكاديمية العربية للعلوم الأمنية، إن المؤتمر يناقش الانتحار والإجرام وهاتين يرتبط بهما الإدمان، فلا ينبغي تفكيك هذه الجرائم، موضحا أن الإجرام هو عمل عمدي، ونظير المجرم هو المدمن.

وأضاف في كلمته أن المدمن يمكن أن يكون متعاطيا فقط أو متعاطيا وتاجر أو تاجر فقط، أو متعاطي ومهرب أو مهرب فقط، مضيفا أنه فيما يخص الانتحار فهناك ٥٢٨٤ حالة انتحار في مصر في ٢٠٢١ وفقا للمركز القومي للبحوث الجنائية.

وأشار إلى أن الانتحار فعل عمدي وهناد دوافع وظروف تجعله يصل لهذا القرار، هناك البعض ينتحر بهدف سياسي لإثارة الأمر مثلما حدث في تونس وهو انتحار شخص أصبح فيما بعد أيقونة الثورة التونسية، موضحا أن المجتمع ينظر إلى المنتحر في صورة فخر ففي تونس اعتبروا المنتحر أيقونة، رغم أنه مجرم أجرم في حق نفسه والمجتمع.

وأكد أن هناك انتحار عاطفي مثلما حدث في حالة انتحار الفتيات بعد وفاة عبد الحليم حافظ، وكان هناك حالات شفقة عليها رغم كونها مجرمة أيضا في حق نفسها والمجتمع، مشددا على أهمية دور الأسرة فهي مسئولة عن الرقابة على الأبناء وكذلك تخفيف الضغوط التي يشعرون بها لاكتشاف أية أزمات نفسية قد تؤدي به إلى الانتحار أو الإدمان أو الجريمة فيجب وجود كبير العائلة وحزم الأم ومسؤولية الأب.

وأشار إلى أنه فيما يخص جريمتين أحدثتا ضحة في المجتمع مؤخرا هما قتل طالب لزميلته وقتل القاضي السابق لزوجته واللاتي تشير إلى وجود خلل في الأسر، محذرا من أجندات خارجية تعبث بالمجتمع.

الأفعال والأفكار

وقالت الدكتورة منى أبو طيرة، أستاذ علم النفس المساعد في كلية الآداب بجامعة عين شمس، إن الظاهرة ليست بعدد الأفراد ولكن بمدى خطورتها وتأثيرها في المجتمع، موضحة أن الانتحار قد يكون فعل أو فكر، وبالنسبة له كفعل فهو ظاهرة فردية، ولكن للتعامل معه كفكر أصبح ظاهرة جماعية لأن هناك عدد كبير يأتي لهم ولو مرة في العمر أفكار انتحارية.

وأوضحت في كلمتها خلال المؤتمر أنه يجب التعامل مع الأفكار الانتحارية حتى لا تصبح فعلا، وتأتي تلك الأفكار بسبب الاستغراق في الذات وليست في معزل عن بقية العوامل المؤثرة على مستوى الفرد وداخل الأسرة ومؤسسات الدولة، مضيفة أنه إذا تغلبت الأفكار السلبية على الشخص أصبح لديه مشاعر سلبية وبالتالي سيصبح سلوكه سلبيا ولديه استعداد للانتحار.

وأضافت أن هناك ٣ مسارات للتعامل مع تلك الأفكار السلبية، أولها الماضي لأن الكثيرين يستغرقوا في النظر إلى الماضي ليكونوا غير قادرين على تجاوزه والثاني هو الحاضر والثالث هو المستقبل، مطالبة بضرورة الشعور بالامتنان لكل ما هو جيد والتسامح والتجاوز بحق الأخطاء لأنها منحت الشخص القوة.

Dr.Radwa
Egypt Air