الثلاثاء 23 ابريل 2024

الهجرة .. دروس وعبر

مقالات31-7-2022 | 00:17

كل عام وأنتم بخير.. اليوم الأحد غرة المحرم بداية العام الهجري الجديد 1444.. وهو التقويم الذى بدأ بهجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم -  من مكة إلى المدينة، وهو الحدث الذى ترك لنا الدروس والعبر ـ بداية من اختيار الصبي علي بن أبى طالب لينام في فراشه حتى الصاحب الذى سيرافقه ويشد من أزره، أبو بكر الصديق، وحتى اقتفاء الأثر الذى سيدله، حتى الدواب التي حملت الكفار لملاحقته، واليمامة التي بنت عُشها في أمان على باب الغار وهو طائر معروف بالحذر الشديد لا يبنى بيته الا في مكان شديد الأمان والعنكبوت التي نصبت خيوط بيتها على باب غار حراء حيث يبيت النبي وصاحبه، فبدت كما لو كانت غزلته من سنوات ..و..و ..والطريق التي مشى في دروبها لأكثر من ثمانية أيام ازدادت وعورة على من طاردوه.

كل هذه العبر والدروس لخصها الشيخ الشعراوي حين قال إن كل ما يتعلق بالرسالة التي جاءت من الخالق الغيب ترك أركانها سهلة ومعنوية وميسرة وهى أركان الإسلام الخمسة المعروفة من الشهادة حتى الحج لمن استطاع إليه سبيلا، أما كل ما يتعلق ببناء الدولة المدنية الحديثة في المدينة المنورة فقد ترك أمر تنفيذها للبشر والتجربة والخطأ والصبر والمكابدة والتخطيط والتنفيذ والمتابعة والفشل والهزيمة والنصر وعلاج الأخطاء والنجاح، وكانت الهجرة من الوطن الذى كان أحب بلاد الله إلى قلبه أولى خطوات بناء الدولة، وحفلت بالعشرات من أشكال المعاناة والقسوة بدأت بالذهاب إلى الطائف جنوبا وقسوة أهلها في استقباله ثم تغيير الاتجاه بالهجرة إلى يثرب في اتجاه الشما.

معاناة هذه الرحلة بكل قسوتها وآلامها جسدت نقطة البداية في أي انتصار بكل العثرات والمصاعب التي يواجهها بناة الدول والأوطان حتى ولو كان محمد صلى الله عليه وسلم، الذى بنى دولته بعد هذه المشاق في كل جوانبها الإنسانية والمدنية على الحق والعدل، جوهرها لا إكراه في الدين فقد تبين الرشد من الغى، وبهذا المبدأ السلمى استطاعت الدولة الوليدة في فترة وجيزة هزيمة الروم والفرس والإغريق واليونان وبناء حضارة بعلومها وفنونها وسادت الأرض شرقا وغربا واستحقت أن يقول فيها أمير الشعراء:

مشت الحضارة في سناها واهتدى في الدّين والدّنيا بها السعداء

اللهم اجعلنا من السعداء في الدنيا والآخرة اللهم اجعل أمتنا الإسلامية سخاء رخاء واجعل مصر بلد السلم والأمن ووفق قائدها عبد الفتاح السيسي لما فيه الخير والفلاح.

وكل عام وأنتم بخير.

Dr.Randa
Dr.Radwa