الجمعة 3 مايو 2024

أرشيف «دار الهلال»| سعيد صالح رفض البطولة المطلقة وفضل المسرح على السينما

سعيد صالح

فن31-7-2022 | 17:14

منار بسطاوي

يعد الفنان سعيد صالح واحدًا من نجوم الكوميديا، نجح في رسم البسمة على وجوه الكثير من جمهوره، ومحبيه، رحل وترك ورائه إرثًا فنيًا لازال يعيش في وجداننا، فمن يغفل عن "سلطان" في مسرحية "العيال كبرت"، و"بركات" في "سلام يا صاحبي".

ويوافق اليوم الأحد الذكرى الـ84 على ميلاد الفنان سعيد صالح، والذي رحل عن عالمنا عام 2014 عن عمر يناهز الـ76 عامًا، وهو من مواليد محافظة المنوفية، وحصل على ليسانس الآداب.

ونستعرض لكم في السطور التالية من أرشيف "دار الهلال" حوارًا أجراه سعيد صالح عام 1976، بعنوان "سعيد صالح يرفض البطولة المطلقة"، وإليكم نص الحوار


إنك لست البطل الأوحد هذه المرة كما حدث في المسرحية الأخيرة "أولادنا في لندن"، فمعك هذه المرة كريمة مختار وحسن مصطفى ويونس شلبي ومشيرة إسماعيل وأحمد زكي،  وأدوارهم لا تقل أبدًا عن دورك، ويكون هذا التساؤل بداية لهذا الحوار مع سعيد صالح؟
إنني أرفض مبدأ البطولة المطلقة من السهل أن أقدم مسرحية أكون أنا بطلها الوحيد، هذا السهل، فمن الأفضل أن أكون بطلًا إلى جانب أبطال آخرين، إن مسرحية مدرسة المشاغبين مثلًا نجحت لأن البطولة فيها جماعية، وليس فيها بطل واحـد،  بل الكل فيها أبطال، والكل ساهموا في تحقيق نجاحها الكبير.
إن معظم المسرحيات التي اشتركت فيها كانت تعتمد على البطولة الجماعية "قصة الحي الغربي"، و"كباريه"، و"مدرسة المشاغبين"، و"العيال كبرت" أيضًا، لقد نجح عادل إمام في مسرحية "شاهد ما شافش حاجة"،  لكن نجاحه كان أروع في "مدرسة المشاغبين"
لا، لا ليست المسألة إني لا أجد النص الجيد الذي يتيح لي فرصة البطولة المطلقة، لكنها مسألة اقتناع بفكرة وروح الفريق الواحد الذي يقدم عملًا واحدًا مشتركًا، فهذا يحقق التنافس الفني الرائع الذي أساس نجاح أي عرض مسرحي.
لقد كنت أتدرب على السباحة في النادي الأهلي، وأنا فعلًا ماهر ومتفوق في السباحة، لكني كنت لا أحب أن أسبح وحدي، عندما أكون وحدي وسط الماء أتلكأ وأتمهل وأسبح ببطء، أما عندما لا أكون وحدي فإني أسبح بسرعة وحماس، بل وأحطم أرقام السباحة القديمة لإني أجد من يدفعني إلى التقدم، 
دوري في مسرحية "العيال كبرت" هو دور الابن غير المسئول الذي ليست له علاقة وطيدة بالبيت والأسرة التي يعيش وسطها، فالبيت في رأسه مجرد مكان للنوم وتناول الطعام، وهو طبعا نموذج سلبي، لكنه للأسف موجود داخل معظم بيوتنا، لكننا نفهم من خلال هذه الشخصية وبقية أحداث المسرحية أهمية العلاقات الإنسانية القوية الصادقة، فالحب والتفاهم والشعـور بالمسئولية ضرورة لابد منها داخل بيوتنا، وأنا اعتبر هذه المسرحية استمرارا للخط الذي قدمناه من قبل، فبعد أن قدمنا حياة ومشاكل الشباب في الشارع والحارة في  "قصة الحي الغربي"، وبعدنا أن قدمنا حياة ومشاكل الشباب داخل المدرسة في "مدرسة المشاغبين، وبعد أن قدمنا حياة ومشاكل الشباب في الخارج "أولادنا في لندن"،  كان لابد أن نقدم
حياة ومشاكل الشباب داخل البيوت، فالبيت  هو الأساس، وهو أهم وأخطر من المدرسة
أنا معك في هذا الرأي فأنا لم أحقق على شاشة السينما ما حققته فوق خشبة المسرح فمعظم أدواري السينمائية، لم تصل إطلاقا إلى مستوى أدواري المسرحية، لكن المسألة مسألة وقت وبالتأكيد فأن جيل شباب الفنانين قد وجد مكانه الطبيعي فوق خشبة المسرح وأقول لك أن هذا الجيل مكانه الملائم والمشرف على شاشة السينما أيضًا، ولعلك تلاحظ الآن بداية زحف هذا الجيل من الفنانين الشبان نحـو شاشة السينما، وكل البوادر والمؤشرات تؤكد نجاحهم في الجولات الأولى، وأنا واثق أن هذا الحيل سيجد نفسه أيضًا من خلال السينما كما وجدها من خلال المسرح، والمسألة مسألة وقت وصبر فقد.

Dr.Randa
Dr.Radwa