شهدت قاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة، حفل توقيع ومناقشة كتابي "أمينة رزق" للدكتور عمرو دوارة، و"عبدالرحيم الزرقاني" للدكتورة وفاء كمالو، وذلك ضمن حفلات توقيع إصدارات المكرمين بالدورة الخامسة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري.
وفى البداية قال الناقد الكبير الدكتور عمرو دوارة، مؤلف كتاب الفنانة القديرة الراحلة أمينة رزق: إن أصعب كتابين فى إصدارات المكرمين بالمهرجان القومي للمسرح المصرى لهذا العام، هما كتابي أمينة رزق وعبد الرحيم الزرقاني، لأنهما الوحيدان الراحلان من مكرمي المهرجان فى دورته الخامسة عشرة، والتي يصعب على أي كاتب ومؤلف البحث في عالمهما ليقدم مايليق بهما وبتاريخهما
وأضاف "دوارة" : أمينة رزق كانت حالة خاصة ومتفردة إذ قدمت وحدها نحو 265 عرضا مسرحيا، وقد بدأت فى أول العشرينيات بالقرن الملضي مع فرقة رمسيس مع الفنان الكبير يوسف وهبى، وأوضح أنها وحدها بين رواد وفناني المسرح المصري التي أدركت مبكرا الاختلاف والفوارق بين العمل والتمثيل بين المسرح والسينما ووجودها من خلال كادر الكاميرا.
وأشار "دوارة" في كلمته إلى موسوعته "المسرح المصري" وأكد أنه يعتز بها كثيرا لأنها تمثل أرشيف متفرد وموثق بكل المعلومات الواضحة، مدعما بالصور لتاريخ المسرح المصري، فكل عرض بالموسوعة له على حد أدنى ثلاث صور، لافتا إلى أن الكثير من تراثنا المسرحي تم فقدانه، وكل مسرحيات إسماعيل ياسين على سبيل المثال تم محوها من الذاكرة الفنية بشكل متعمد لصالح الفرقة الكوميدية، بينما فقدت كل أعمال نجيب الريحاني عادا فصل واحد بصوته، وكذلك عادل خيرى، ولذلك عندما تم تأسيس التليفزيون قام عبد القادر حاتم، بالحفاظ على الشرائط الموجودة وإعادة تصوير بعض المسرحيات.
وكشف "دوارة" عن قيامه حاليا بالتحضير لموسوعة "سيدات المسرح المصري"، والتى تتحدث عن 150 سيدة من رائدات المسرح المصري، وعن سيدات السينما اللواتى عملن فى المسرح وقدمن أعمالا مسرحية متعددة، لافتا عن فصل فى هذه الموسوعة يعتز به كثيرا وهو فصل "نجمات الظل".
و عن كتابه "أمينة رزق" فأكد "دوارة" أنه استمتع أثناء قيامي بتحضير الكتاب، ووعد أنه سوف يكون آخر كتاب يقوم بتأليفه عن نجم، وفنان، حيث قدم من قبل كتب عن حسين رياض وعبدالله غيث وسميحة أيوب، وأنه سوف يكتفي بكتابه الأخيرعن أمينة رزق.
وأوضح الدكتور عمرو دوارة، أن الفنان الكبير يوسف وهبى، أدرك متأخرا قيمة الكاميرا فى أواخر حياته، وسخر من نفسه فى "شنبو فى المصيدة"، مشيرا إلى أن على الكسار ونجيب الريحاني، كانا وجهان لعملة واحدة لا يتفوق أحدا فيهما على الآخر، وكذلك عادل إمام ومحمد صبحى فى وقتنا الراهن، فالأخير يتفوق على الأول فى المسرح، بينما تبقى تجربة الزعيم السينمائية أكبر ومساحات الاختيار فيها أوسع.
وتابع صاحب موسوعة "المسرح المصري"، أن أمينة رزق، كانت فنانة متنوعة وتؤمن بالتنوع، ولم تحسر نفسها فى الدور الواحد، وتركت منذ البداية دور الفتاة الجميلة واتجهت لدور الأم، وقد عملت مع أجيال مختلفة ومتنوعة لعقود طويلة من بينهم الأستاذ فؤاد المهندس وعصام السيد وعبد الرحمن السيد، وأشار إلى "دوارة" أنه استعان بالأقوال النقدية تحدثت عن أعمال أمينة رزق المسرحية.
واختتم "دوارة" حديثه مؤكدًا أن أمينة رزق لم تتزوج فى حياتها مطلقا وكان هناك مشروع خطوبة ولكنه لم يتم، موضحا أنها كانت متعددة حيث أخرجت وألفت، لافتا إلي أنها كادت تعتزل الفن بسبب ظهورها عارية بشكل غير مقصود أثناء تصوير أحد الأفلام قبل أن يقوم الفنان يوسف وهبى بحذف أصل تلك المشاهد، مشددا على أننا حين نكتب عن أمينة رزق الآن، ليس لنقول إنها عظيمة كما أصبحت ب وليس لتكريمها لأنها حظيت بالتكريم من قبل أثناء حياتها، ولكن ليعرفها ويعرف مسيرتها كل الأجيال الجديدة.
من جانبها قالت الدكتورة وفاء كمالو، مؤلفة كتاب "عبد الرحيم الزرقاني"إن الفنان الراحل كان مثالا للرصانة وإنكار الذات، حيث اهتم بالقيم المثلى، والكتاب كان بالنسبة لها تجربة عن شخصية إنسانية لن تتكرر كثيرا.
وأوضحت "كمالو" أن الشهادات الموجودة فى الكتاب يشعر فيها القارئ بحالة نبض إنساني كبيرة، ويظهر من خلاله كيف كان حنونا ومشجعا لتلاميذه، ومن أكثر المناطق الإنسانية فى الكتاب، والذي يتضمن القوائم الكاملة لجميع أعمال الفنان الكبير.
وأشارت الدكتورة وفاء كمالو، أن عبد الرحيم الزرقاني لديه رؤية خصبة وفريدة وصاحب وعي فى طريقة منهجه لاختياره فريق العمل الذي يعمل معه كمخرج، فضلا عن اجادته لأدواته كممثل وهو ما جعله يبهر ممثلي الإذاعة.
ولفتت "كمالو" أن الزرقاني هو صاحب بصمات متميزة، إذ كانت له إيادي بيضاء على الكثير من النجوم، حيث قدم فى التأليف نجوم مثل الكاتب الكبير محمد أبو العلا السلامونى، وكذلك قدم ممثلين كثيرين منهم حسن عابدين، ومحمود الحديني، وفاروق الفيشاوى.
واختتمت وفاء كمالو، موضحة أنها شعرت أثناء قيامها بإعداد الكتاب أن الراحل كان إنسانا غير عادىا، وتركيبته فريدة، فقد استطاع أن يعلم كل من يراه يمتلك موهبة، فعندما كان يصادفه كاتب موهوبا أو ممثل متميزا كان يكتشفه ويقدمه ويدعمه، ولم يكن يفعل ذلك لمرة واحدة، حيث كان يكرر الأمر حتى يثبت أقدام هؤلاء، فهو حالة فريدة.