تظل الحفلات الفنية التي تنظمها دار الأوبرا المصرية في مهرجانها الصيفي، بمثابة غذاء العقول الذي يخاطب المشاعر والوجدان، ويبقي التميز عنوانًا لها، وهو ما تأكد في أوبرا الإسكندرية ودمنهور عندما علقت لافتة «كامل العدد» على جميع الحفلات، في ظاهرة تعبر عن ذائقة الجمهور الذي يسعي إلى انتقاء الجيد ونبذ الرديء، وهو ما اتضح أيضًا في حفل أميرة الإيقاع، نسمة عبد العزيز، التي بدت وكأنها إحدى بطلات قصص الأساطير يملأها التفاؤل والأمل وابتسامتها التي لا تفارقها حتى أصبحت جزءًا من تكوينها وهي تغازل معشوقتها آلة الماريمبا، في الحفل الذي أقيم مساء أمس الثلاثاء ، علي مسرح أوبرا الإسكندرية، وقدمت خلاله فاصلًا موسيقيًا متنوعًا وهي تحكم قبضة يديها على مطرقتي الآلة اللذين بَدَيا وكأنهما نبتا من كفيها ليتوحدا مع أصابعها، وتنطلق لتعزف على آلتها المفضلة التي كادت أن تنطق كلمات الأغاني بسبب براعتها في الأداء الذي تضمن بانوراما من الأعمال العربية والغربية، منها شط إسكندرية، أكدب عليك، انت عمري، هذه هي الحياة، الدنيا ريشة في هوا، اشكى لمين، ديسباسيتو، الحلوة دي، ماريمبا فلامينكا، حارة السقايين، البخيل وأنا، سواح، وشاكيرا، إلى جانب فقرة للريس كرم ونجله حمدي، وقدما عددًا من أعمال الفلكلور الشعبي.

ويعلن مسرح أوبرا الإسكندرية عن ميلاد جديد لفرقة «سواريه» التي قدمت فاصلًا بقيادة المايسترو مازن دراز، والتي قدمت ألحان وكلمات أبدعها فنانون عباقرة جاد بهم الزمان ليجتمعوا وتتشكل على أيديهم ملامح تاريخ الموسيقى العربية، ويتكون جزء من الوجدان الفني للجمهور المصري والعربي، وبدأ بموسيقى سواريه لقائد الفرقة مازن دراز، «والله تستاهل يا قلبي»، أداء أحمد محسن، «القلب معاك»، وشدت بها نهى حافظ، «ركبنا على الحصان» أداها محيى صلاح، «لما راح الصبر منه»، غردت بها رضوى سعيد ونالت تصفيقُا كثيرًا من الجمهور، «يا دنيا يا غرامي»، أداها ـحمد صبري، وفى تجرية فريدة نالت إعجاب الحاضرين، قدم مطربو الحفل أغنية «على ايه بتلومني» لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، في شكل الاكابيلا، حيث تم الأداء اللحني والغنائي بدون موسيقى، وصنع المطربون حالة متناغمة بين اللحن والكلمات بأصواتهم البشرية فقط بأسلوب رائع ومبهر، «يا حودة» وتغنت بها هبة همت، واختتم الفاصل ياسر سليمان بأغنية «انت اللي فيهم يا قمر».

وعلى جانب آخر، اختتمت دار الأوبرا المصرية فعاليات مهرجان الصيفي للموسيقي والغناء في أوبرا دمنهور، بحفل للمطرب الشاب محمد رشاد الذي احتفي به جمهور محافظة البحيرة، وملأ جنبات المسرح، وقدم مجموعة من الأغنيات، منها: أحلف بسماها للعندليب الأسمر، ثم «يا حبيبي»، «قارئة الفنجان»، «يا ناس» (تتر مسلسل فوق مستوى الشبهات) التي شدى بها مرتين، عدوية، بهية، عرباوي، أما براوة، حتة بسكوت، بالإضافة إلى مشاركة المايسترو الدكتور علاء ياسين بمقطوعة موسيقية للفنان عمر خيرت عزفًا على البيانو، واختتم الحفل بأغنية ما تفوتنيش أنا وحدى .