الثلاثاء 18 يونيو 2024

ذا ديبلومات: كوريا الشمالية تستغل الأزمة الروسية الأوكرانية للتهرب من العقوبات الغربية

القوات الاوكرانية

عرب وعالم2-8-2022 | 13:29

دار الهلال

رأت مجلة "ذا ديبلومات"، المتخصصة في الشأن الأسيوي، أن كوريا الشمالية تعمل على استغلال الأزمة الروسية ـ الأوكرانية، على محاور أساسية تشمل التهرب من العقوبات الغربية، وشن هجمات إلكترونية تستهدف الاستيلاء على أموال بعض المؤسسات المالية، مع التركيز على بورصات العملات الرقمية.

وأشارت المجلة إلى أن تقارير أمريكية حذرت من استمرار بيونج يانج في إرسال مواطنيها إلى بعض الدول للعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات وكعمالة منزلية بهدف تزويد بلادهم بالعملات الأجنبية بطرق غير مشروعة.

ووفقا لشبكة "سي إن إن" الإخبارية، فقد بلغ عدد عمال كوريا الشمالية المتمركزين في روسيا 50 ألف عامل خلال عام 2018، وتقدر تحويلاتهم من النقد الأجنبي بحوالي 500 مليون دولار سنويا، إلا أنها أشارت إلى أن العدد الفعلي للعمال الأجانب في روسيا، ومن بينهم عمال كوريا الشمالية، يصعب التأكد منه حاليا لاسيما بعد تفشي فيروس كورونا.

عبرت لجنة خبراء الأمم المتحدة المعنية بكوريا الشمالية عن تخوفها من سماح كل من الصين وروسيا لعمال كوريا الشمالية بتجاوز مدة تأشيراتهم، في انتهاك واضح للعقوبات الغربية المفروضة على بيونج يانج.

وقد تصاعدت حدة هذه المخاوف بعد تصريح للسفير الروسي لدى كوريا الشمالية خلال شهر يوليو الماضي أكد فيه أن عمال البناء القادمين من كوريا الشمالية سيشكلون رصيدا حقيقيا في عملية إعادة بناء المنشآت الاجتماعية والبنية التحتية والمنشآت الصناعية (بمنطقة دونباس) التي دمرتها القوات الأوكرانية المنسحبة، كما أشار السفير الروسي إلى آفاق التعاون الثنائي الرحبة بين بيونج يانج ودونيتسك ولوجانسك الانفصاليتين، لاسيما في مجال تجارة الفحم والقمح والمعدات الصناعية.

وذكرت مجلة "ذا ديبلومات" أن الاستعانة بعمال من كوريا الشمالية في دونيتسك ولوجانسك، غير المعترف بهما دوليا، سيشكل أيضا انتهاكا مباشرا للعقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية على كوريا الشمالية، فضلا عن انتهاك العقوبات الغربية الأخرى التي تحظر التعاون التجاري مع كوريا الشمالية في مجال بيع أو شراء الفحم وبعض السلع الأخرى.

أما فيما يخص العمليات السيبرانية التي يشنها عملاء كوريا الشمالية، والذين يتعاونون مع الجماعات الإجرامية المتخصصة في القرصنة والجرائم الإلكترونية من جميع أنحاء العالم، فقد تمكنت بيونج يانج، بحسب مجلة "ذا ديبلومات"، من الاستيلاء على حوالي مليار دولار من العملة الرقمية خلال الفترة الممتدة من عام 2021 وحتى مارس الماضي ، وذلك وفقا لتحليل "بلوك تشين" وهو تكنولوجيا رقمية تقوم على قاعدة بيانات سحابية ضخمة، يستطيع الأشخاص من خلالها إنجاز المعاملات أو نقل الأموال باستخدام شبكة من الحواسيب اللامركزية المنتشرة حول العالم، ما يجعلها تمثل أكبر تهديد دولي لقطاع الخدمات المالية على مستوى العالم.

ونبهت المجلة المتخصصة في الشأن الآسيوي، إلى أنه رغم تصديق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا على قانون يحظر المدفوعات بالعملات الرقمية داخل روسيا، إلا إن هذا القانون قد لا يسري على أنشطة التعامل بهذه العملات داخل دونيتسك ولوجانسك، وقد تستغل بيونج يانج هذا الوضع بنشر عملائها في المنطقتين كفنيين في مجال تكنولوجيا المعلومات لدعم أنشطتها غير المشروعة، التي تستهدف بورصات العملات الرقمية وغيرها من التقنيات المالية.

ونقلت المجلة عن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، أن هناك تعاونا وثيقا بين كوريا الشمالية والجماعات الإجرامية المتخصصة في الجرائم الإلكترونية على مستوى العالم، الأمر الذي أسهم في دعم تطوير برنامج القرصنة السيبراني الذي تتبناه بيونج يانج.

وحسب تقرير نشره الجيش الأمريكي خلال عام 2020، فقد تجاوز عدد عملاء كوريا الشمالية المتخصصين في الجرائم الإلكترونية ستة آلاف شخص يتمركزون في عدد من دول العالم لاسيما في دول بأوروبا الشرقية ومنطقة آسيا.

وترى "ذا ديبلومات" أن هناك مخاوف جادة بشأن اعتراف بيونج يانج الرسمي باستقلال دونيتسك ولوجانسك ، لاسيما على ضوء التقارير المتواصلة حول انتشار عملاء كوريا الشمالية المتخصصين في الجرائم الإلكترونية في الإقليمين، والاستعانة بعمال من كوريا الشمالية في عملية إعادة إعمارهما، ونبهت إلى أن عزل دونيتسك ولوجانسك كليا عن أوكرانيا، سيساعد بيونج يانج على توسيع حملاتها الهادفة للتهرب من العقوبات الغربية.