الإثنين 25 نوفمبر 2024

تحقيقات

شقيقة أحمد زويل لـ"دار الهلال": أخي "أيقونة" وكان حلمه وضع مصر على الخريطة العلمية

  • 2-8-2022 | 21:51

الدكتور أحمد زويل

طباعة
  • أماني محمد

ست سنوات مرت على رحيل القيمة والقامة العلمية الدكتور أحمد زويل أول عالم مصري وعربي يحصل على جائزة نوبل، ولا يزال زويل حاضرا في وجدان المصريين بقيمته ومكانته العلمية ومصدر فخر وأيقونة لمصر وللمصريين.

ورحل زويل في مثل هذا اليوم عام 2016، عن عمر يناهز 70 عاما، تاركا مسيرة من العمل والكفاح والإنجازات العلمية الحافلة حيث اخترع ميكروسكوب يقوم بتصوير أشعة الليزر في زمن مقداره فمتوثانية، ولُقب بـ"أبو كيمياء الفيمتو".

وفي ذكراه، حاورت بوابة "دار الهلال" الدكتورة نانا زويل، شقيقة العالم الراحل أحمد زويل، لتكشف جوانب جديدة في حياة العالم الجليل، ورحلة كفاحه والتحديات التي واجهته منذ اللحظة الأولى لسعيه وراء حلمه حتى وصوله للعالمية وحصوله على نوبل ليصبح "أيقونة مصرية"، موجهة الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه لمدينة زويل.

محطات في حياة أحمد زويل
وأكدت الدكتورة نانا زويل أن زويل من البداية لم يكن طفلا عاديا بل كان هادئا وتلميذا مجتهدا ونجيبا ومتفوقا في دراسته، موضحة أنه كانت ميوله من الصغر جميعها علمية حتى حصل على الثانوية العامة العسكرية بمدينة دسوق وتخرج في كلية العلوم جامعة الإسكندرية الأول على دفعته بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وحصوله على الماجيستير في أقل من عامين.
وأوضحت في حوارها لبوابة "دار الهلال" أن شقيقها العالم الراحل كان يعرف جيدا قيمة الوقت ولا يحتاج لأحد أن يطالبه بالمذاكرة، وكان يمارس هوايات كأي طفل أو شاب مثل لعب كرة القدم أو الصيد وكذلك التصوير وكان لديه آلة تصوير بجانب حب القراءة، مضيفة أن زويل كان يذاكر مقررات العام الدراسي المقبل في الإجازة الصيفية التي تسبقه وكان لديه هوايات متعددة، فمنذ صغره كان لديه نبوغا علميا.
وتابعت: كان يكتب على كتبه وهو تلميذ "الدكتور أحمد زويل"، وكان يجري تجاربا كيميائية عديدة وفي أحد المرات كان سيحرق المنزل في إحدى تلك التجارب، مشيرة إلى أن زويل بعد تخرجه في الجامعة راسل 4 جامعات على مستوى العالم للحصول على درجة الدكتوراة، وردت عليه الجامعات بالموافقة نظرا لنبوغه في درجة الماجيستر التي حصل عليها من مصر ثم سافر أمريكا.

تحديات في الخارج
وعند سفره وأثناء تواجده في الطائرة استوقفته لحظة بين مشاعره وتعلقه بوالديه وأسرته، وعن تلك اللحظة قال زويل لهم: "إذا كنت استغرقت في هذه اللحظة أكثر من ذلك لعدت مرة أخرى لحضن أمي"، تقول شقيقته، موضحة أن زويل كان لديه تطلعات وآمال وآفاق في بحر العلم، وكان في تلك اللحظة بين خيارين إما العودة أو الاستكمال لتحقيق حلمه الأكبر وهو الحصول على الدكتوراة فقرر الاستكمال ووصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضافت أن المبلغ المسموح به في هذا الوقت لأي طالب يسافر لأي جامعة أمريكية هو 40 دولار، وكان حينها مع زوجته وهو تربى في أسرة مصرية ميسورة الحال، فكان يفكر كيف سيكمل حياته بـ40 دولار، وواجهته أربعة تحديات عقب وصوله إلى واشنطن، كان التحدي الأول هو اللغة الإنجليزية، فقديما كانت تحقيق معرفة في تلك اللغة أمل ضعيف وصعب المنال فكان التلاميذ يحصلون فقط على ما يتاح لهم في الكتب المدرسية بعكس الحال الآن.
أما التحدي الثاني كان هو المعامل الأمريكية والتي كانت مختلفة على أحدث الأجهزة والإمكانيات بعكس التي كانت موجودة في مصر، لأن زويل عندما سافر كان ذلك في أعقاب نكسة 1967، حيث حصل على البكالوريوس في عام 1967 وسافر بعدها بعامين، وفي ذلك الوقت كانت مصر تعاني من تداعيات الحرب والهزيمة، والغرب كان ينظر لمصر كونها من دول العالم الآخر غير المتقدم.
والتحدي الثالث كان هو نظرة الغرب لمصر في ذلك الوقت أنهم من عالم ومصر من عالم آخر، والتحدي الرابع هو اختلاف الثقافات بين البلدين فهناك شتان الفرق بينهما، فتربى في مصر على قيم وثوابت دينية وهناك مجتمع مختلف، ولكي يعيش شخص مثل زويل بقيمته العلمية الكبيرة ومبادئ الأسرة المصرية التي تربى عليها ويثبت نفسه وسط الغرب فهذا مصدر فخر وتبجيل، فأثبت نفسه في ظروف صعبة في وقت النكسة.
وأكدت شقيقة زويل أن  شقيقها أثبت نفسه وأن المصري قادر على الإبداع والعطاء وخاض رحلته وحصل على الدكتوراة، ثم عرضوا عليه أن يدرس سنتين أخرتين ليحصل على شهادة أخرى بعد الدكتوراة، وحصل بالفعل عليها بتفوق، موضحة أن زويل بعدها جاء لمصر وتوالت الرحلة وبدأ حلمه يكبر وينمو وهو أن يضع مصر على الخريطة، وأسس مدينته العلمية "مدينة زويل" بعد 20 عاما من العناء.

تأسيس مدينة زويل
وأضافت أن زويل كان لديه إصرارا ولم ييأس من البيروقراطية التي كانت تهدم كل ما حاول تحقيقه أثناء إنشاء مدينة زويل، قائلة: "كان كلما حاول وضع حجر الأساس يعاود ليجد ما نفذه مهدم والدولة أخذت الأرض إلى حين أن أراد الله وأسس القاعدة العلمية بمساعدات من الدولة المصرية، حيث تبرعت بـ200 فدان وهو صاحب الملكية الفكرية وتبرع بقيمة جائزة نوبل وجمع تبرعات وأنشأ المدينة وضم لها أساتذة وعلماء من الحاصلين على جائزة نوبل".
وأوضحت أنه تم تخريج دفعة جديدة الأسبوع الماضي على مسرح مدينة زويل من داخل المدينة، موجهة الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه لمدينة زويل، عقب وفاة الدكتور أحمد زويل لأنه دعمها وكمل المرحلة الثانية والثالثة، مضيفة أن الرئيس السيسي في افتتاحات سابقة قال إن وفاة الدكتور زويل لا تعني أن نترك المدينة بل يجب الاهتمام بها ودعمها على نهج الدكتور زويل.

إحياء ذكرى وفاته
وتابعت أنها زارت ضريح  زويل اليوم إحياءا لذكرى رحيله وسط طلابه ومحبينه وأصدقائه والذين أرادوا أن يوصلوا له رسالة أنهم يسيرون على نهجه، مضيفة "عايزة أقول له وحشتني والناس موتى وأهل العلم أحياء، أخي وفخري وفخر مصر والعرب بل العالم".
وعن محادثتهما الأخيرة، قالت: "تحدثنا معا على الهاتف قبل وفاته بأيام لمدة ساعة وخمس دقائق، فقال لي أنا نازل لك وقد كان"، موضحة أنها قامت بطباعة كتيب عن شقيقها بعنوان "زويل بصمة تاريخية لن تتكرر"، وكتاب آخر "زويل العبقري" باللغة الإنجليزية مع نخبة من العلماء مثل الدكتورة لطفية النادي والدكتور فاروق الباز والدكتور فاروق جويدة.
وتابعت: "زويل أيقونة" فهو عالم رفع راية مصر والعرب عالميا، وكان حلمه أن يضع مصر على الخريطة، وكان على المستوى الشخصي إنسان فهو طفل هادي وتلميذ مجتهد وشاب خلوق وعالم متواضع.
وتصف الدكتورة نانا شقيقها بـ"زويل يا ابن الأسرة المصرية، وابن حسن وروحية، خريج جامعة الإسكندرية، أسست القاعدة العلمية، ووصلت للعالمية"، معربة عن سعادتها بطلاب جامعة زويل والتقدير والحب والاحترام الذي يكنونه له.

الاكثر قراءة