انتهت فعاليات إحياء الذكرى الثانية لانفجار ميناء بيروت البحري والتي تضمنت 3 مسيرات ووقفات احتجاجية وقداس وعددا من الخطابات، حيث كان القاسم المشترك بين جميعها الدعوة إلى استئناف التحقيقات بشكل عاجل في انفجار الميناء وإتاحة المناخ لإجراء تحقيق عادل وشفاف بعيدا عن أي ضغوط أو قيود سياسية، فضلا عن توجيه دعوات لإجراء تحقيق دولي في القضية حال استمرار التعثر في التحقيق المحلي.
وفي قداس أقيم اليوم في كاتدرائية مار جرجس بالعاصمة بيروت، طالب البطريرك الماروني بلبنان بشارة بطرس الراعي بإجراء تحقيق دولي في انفجار ميناء بيروت البحري وذلك في حال استمرار ما وصفه بتعقيدات التحقيق المحلي والعراقيل السياسية.
ثم بعد التحركات في الشارع بمسيرة انطلقت من أمام قصر العدل (مجمع المحاكم الرئيسية) ببيروت نحو تمثال المغترب على الطريق الساحلي الرئيسي أمام ميناء بيروت حيث كان التمثال نقطة التقاء المسيرات الثلاث، كما تجمع أمامه المواطنون الذين وصلوا مباشرة للمشاركة في الفعاليات دون المسيرات.
ووقفت مسيرة قصر العدل أمام مبنى السفارة الفرنسية، حيث تلت ممثلة عن أهالي ضحايا الميناء بيانا طالبت فيه فرنسا بالمساعدة في الإسراع بإجراء تحقيق عادل وشفاف في كارثة الانفجار وذلك بعد مرور عامين على الحادث الأليم الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص وأدى لإصابة 6500 على الأقل وتشريد 300 ألف آخرين.
كما انطلقت مسيرتان؛ أحداهما من مقر فوج إطفاء بيروت الذي يقع على بعد مئات الأمتار من تمثال المغترب والأخرى من أمام جريدة النهار بميدان الشهداء والتي تقع أيضا على بعد مئات الأمتار من الجهة الأخرى. وقبل انطلاق المسيرتين، كانت هناك العديد من الكلمات لممثلين عن أسر ضحايا انفجار ميناء بيروت أجمعت على ضرورة الوصول للعدالة مع الإشارة إلى ضرورة إجراء تحقيق دولي في القضية حال استمرار تعثر التحقيق الداخلي.
وأثناء التجمع للمشاركة في المسيرة الكائنة بناحية جريدة النهار، قام عدد من المتظاهرين بالوقوف أمام مجلس النواب الذي يقع في ساحة النجمة على بعد عشرات الأمتار من نقطة التجمع، وهي المرة الأولى التي تحتشد فيها أعداد بهذا الشكل منذ إزالة الحواجز الخرسانية والأسلاك الشائكة التي كانت تغلق الطرق إلى الساحة. ووسط تصعيد في الهتافات ومخاوف من اقتحام الحواجز الحديدية، منع الأمن المتظاهرين من الوقوف عند أحد مداخل ساحة مجلس النواب، وذلك تحسبا لتكرار ما حدث في الاحتفالات العام الماضي حينما تمكن محتجون من اقتحام الحواجز الأسمنتية والأسلاك ودار كر وفر بين المتظاهرين ورجال الأمن الذين استخدموا قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الدخانية وخراطيم المياه لتفريق المحتجين مما أدى إلى وقع عشرات المصابين أنذاك.
والتقت المسيرات الثلاث أمام تمثال المغترب حيث تجمعت أعداد كبيرة من المواطنين وأغلقت الطرق المؤدية إلى مقر التجمع أمام حركة المرور لحين انتهاء الفعاليات التي تضمنت كلمات لعدد من أهالي الضحايا تضمنت استنكارا لتعطيل التحقيقات ومطالبات بتحقيق العدالة وعدم هدم ما يتبقى من صوامع الحبوب في الميناء باعتبارها "الشاهد الصامت" على الانفجار ورمزا يذكر دائما بالكارثة. إلا أن المفارقة كانت بانهيار 4 صوامع من مجموعة الصوامع المنهارة جزئيا منذ الانفجار، حيث تزامن الانهيار الأكبر في الصوامع من الانفجار مع احياء الذكرى الثانية للضحايا. كما تضمنت الفعاليات القاء شعر وغناء والتقاط صور تذكارية مع النعوش الرمزية التي رفعها مشاركون في المسيرات، بالإضافة إلى عدد من المنظمين للفعاليات الذين ارتدوا ملابس بيضاء عليها بقطع حمراء على شكل يد في إشارة رمزية وكأن الملابس ملطخه بأيد ملوثة بالدماء.
وبعد قرابة ساعة ونصف، انتهت فعاليات اليوم وغادر المشاركون مقر التجمع وأعادت قوى الأمن فتح الطريق أمام حركة المرور أمام السيارات.