الثلاثاء 28 مايو 2024

في الذكرى الـ61 لـ«التأميم».. انفتاح الثقافة المصرية نحو العالمية

26-7-2017 | 21:18

يواكب اليوم الذكرى الـ61 لتأميم قناة السويس، وهو القرارالسياسي والاقتصادي الذي أتخذه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وأعتبره العالم في ذلك الوقت دربا من الجنون، لما ينطوي عليه من جُرأة وشجاعة في الوقوف أمام فرنسا وانتزاع القناة.

 غير أن التأميم لم يقف عند الجانب الاقتصادي فحسب، بل امتد كذلك إلى غيره من المناحي المتعددة؛ فمن الأراضي والمنشآت والمصانع امتد التأميم إلى الثقافة، وأن اتفق أو اختلف الكثيرون حول مشروع التأميم، بيد أن الثقافة في عهده شهدت طفرة كمية ونوعية من حيث ظهور مشروعات فكرية ناهضة، ومفكّرين أثروا المشهد آنذاك بكتاباتهم وآرائهم التي وأن اختلف بعضها مع النظام، لكنها أحدثت حراكا ثقافيا كبيرا.

 فعقب الثورة أنشئت وزارة "الإرشاد القومي" التي كانت تتولى مع ما نسميه الآن بمهام وزارة الإعلام، وتولي الدكتور ثروت عكاشة مقاليد الوزارة، ولايستطيع أحد أن ينكر ما قدم لخدمة الثقافة في تلك الفترة، حيث أطلقت وزارة الثقافة في عام 1959 مشروع "قصور الثقافة" ذلك المشروع الضخم الذي كان الهدف منه تقديم الخدمة الثقافية في ربوع مصر ومحافظاتها، التي كانت لم تسمع عن شئ يدعي الثقافة أو الفنون، ولم يزل من أكبر المشروعات الثقافية في مصر، ثم جاءت شرارة انطلاق دار الأوبرا المصرية 1960 لتشهد تقديم أول عرض باليه غربي على دار عرض مصرية خالصة، وأنشات وزارة الثقافة العديد من المشروعات التي راعت أن تواكب ظروف المواطن المصري المادية والفكرية.

وأطلقت وزارة الثقافة عام 1957 شارة البدء لمشروع الـ"الألف كتاب"، بالإضافة لفتح الباب للترجمة في فروع مختلفة، لتصدر بعدها "المكتبة العربية"، ثم توالت بعد ذلك صدور سلاسل الكتب التي بدأت بـ"تراث الإنسانية"، "المكتبة الثقافية"، "أعلام العرب"، و"مسرحيات عالمية" التي ما زالت أعداد منها متداولة حتى الآن.

أنشأ ثروت عكاشة ما عرف بـ"المؤسسة العامة لفنون المسرح والموسيقى" التي لجأت الي تطوير المسرح القومي، وإمداده بنصوص جديدة، أثرت جنباته بمسرحيات مهمة وباقية إلى الآن، قام ببطولتها عمالقة المسرح في ذلك الوقت.

ورغم ما أثير من جدل حول أشكالية العلاقة بين المثقف والسلطة، ومسألة تقييد الحريات في العهد الناصري، فان نخبة من الكتّاب قد أثرت رواياتهم الساحة الثقافية، بل وقدمت عدد من الروايات كأفلام رغم الاعتراض عليها في بدء الأمر، ومنها روايات للكاتب الكبير نجيب محفوظ ، كان أشهرها في ذلك الوقت رواية “ثرثرة فوق النيل” التي تحولت إلى فيلم سينمائي من النوع السياسي الثقيل والمحمل بالرموز الناقدة لرأس الحكم، من خلال سخرية واضحة من الأوضاع، وقام ببطولته الفنان الراحل أحمد رمزي وعماد حمدي وعادل أدهم وسهير رمزي، وكانت الرواية قد هددت بالمصادرة، لولا تدخل عبد الناصر بنفسه.