الثلاثاء 30 ابريل 2024

حكاية.. طشت الست أم وجدي

مقالات7-8-2022 | 22:08

في 5 أغسطس 2014، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، البدء فعليًا في إنشاء مجرى ملاحي جديد لقناة السويس، وتعميق المجرى الملاحي الحالي، وإعلان الرئيس عن هذا المشروع المصري الطموح لم يتوقف فقط عند فكرة ازدواج الممر الملاحي لقناة السويس، أو ما عرف باسم قناة السويس الجديدة، بل أنه مشروع يهدف إلى تنمية محور قناة السويس بالكامل، وصولًا إلى تعظيم دور إقليم قناة السويس كمركز لوجستي وصناعي عالمي متكامل، وهو مشروع واعد وطموح يهدف لخلق إقليم محوري مستدام بإقليم القناة (بورسعيد– السويس– الإسماعيلية)، وينافس بقوة على المستوى العالمي في مجال الخدمات اللوجستية والصناعات المتطورة والتجارة والسياحة. 

وتحدث #حبيب_المصريين كعهده بشفافية كاملة عن الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع الطموح، وتفاعل معه المخلصين من أبناء مصر في كل مكان، وقف الرجل وتحدث عن المعضلة الأبدية في كل المشروعات القومية التي حلمت بها الشابة الطموحة الجميلة #مصر، وكيف كان التمويل وقلة الإمكانات بمثابة تحدي دائم علينا مواجهته!  

وفي 15 أغسطس 2014، أعلن المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، أنه تقرر طرح شهادات استثمار باسم (شهادة استثمار قناة السويس)، وهو ما يستهدف جمع 60 مليار جنيه لتمويل مشروع محور قناة السويس من خلال المصريين فقط، وليه لأ... دي بلدنا يا جدع ولازم نساعدها بفلوسنا ومدخراتنا، عمرها ما بخلت علينا وده وقت رد الجميل وإن كانت جمايلها علينا يستحيل ردها، حتى لو كانت جنيهات قليلة، مش هانسيبها لوحدها، وأهو الجودة بالموجود يا ابن عمي. 

وتقرر أن تطرح الشهادات من البنوك القومية بفائدة سنوية 12% تصرف كل ثلاثة أشهر، على أن يسترد أصل المبلغ بعد خمس سنوات، وبعد نحو 8 أيام، أعلن محافظ البنك المركزي، أن حصيلة بيع شهادات استثمار قناة السويس، وصلت نحو 61 مليار جنيه، منذ بداية الطرح عن طريق البنوك، 4 سبتمبر 2014، وهو المبلغ المطلوب لحفر القناة الجديدة، وأنه تقرر إغلاق الاكتتاب في الشهادات بالبنوك، تخيل يا جدع أن المبلغ اتجمع في غضون 8 إلى 10 أيام فقط، والغريب أن الناس كانت زعلانة وبتدور على صك شهادة قناة السويس في كل مكان، وبتقف بالطوابير على البنوك عايزين يشتروا الشهادة الخاصة بقناة السويس، وهو ما دلل على عمق ثقتهم في بلدهم ورئيسهم ومشروعه الطموح بإقليم القناة. 

وفي وسط تلك الفرحة الشعبية، والطموح الجارف تجاه هذا المشروع القومي العملاق، وجدنا فصيل الإخوان الإرهابي الجبان يطلق أبواقه الدعائية المضادة، والمناهضة لكل الطموحات الشعبية والرسمية للدولة المصرية، وجدناهم يشككون ويهاجمون المشروع، ويتحدثون عن أن السيسي خدع المصريين، وضحك عليهم، وأخذ فلوسهم ومش هايرجعها تاني، إزاي يا جدع؟... أهو كده، وده كلام عباقرة ومنظرين وجهابذة جماعة الخرفان المغرضين، والتي احترفت التشكيك، ومحاولة تقليب الشعب على توجهات وطموحات وأحلام قيادتهم المخلصة تجاه بلادة العظيمة، وما يحمله لها من رؤية تليق بها وبتاريخها وعظمتها وريادتها، فهي بلد خُلقت لتبقى وتقود، بل خُلقت لتكون منارة للتوحيد والعبادة والنور والعلوم والثقافة والفنون، مصر لم تكن صدفة في التاريخ، بل أن مصر خُلقت وجاء من خلفها التاريخ. 

ووسط تلك الحالة من الطموح والعمل الدؤوب في القناة، وحالة التشكيك من جانب الجماعة الباغية، تمر الثواني والدقائق، وتتوالى الساعات، وتمر الأيام، وجميعنا ننظر، وننتظر، ونحلم ونأمل، 365 يومًا بالتمام والكمال، ثم جاءت فرحة مصرية كبيرة، ووسط حضور عربي ودولي لافت من الملوك والرؤساء والوزراء وممثلي 121 دولة، ووقف ابن مصر البار وحبيب الغلابة عبد الفتاح السيسى، ليعلن الافتتاح الرسمي لقناة السويس الجديدة، ووقع وثيقة بدء التشغيل الرسمي للقناة لتعبر على الفور السفن بها، كشريان حيوي وتجاري واقتصادي للعالم أجمع وليس لمصر وحدها، وقال السيسي في هذا الحفل التاريخي، إن مصر تقدم للإنسانية هدية من أجل الإنسانية، والتنمية، والبناء، والتعمير. 

وقال الرئيس في كلمته، إن مصر لم تقدم فقط هذا المشروع خلال العامين الأخيرين، لكن سوف يُذكر لها أنها تصدت وواجهت أخطر فكر إرهابي، إذا تمكن من الأرض لحرقها، والمصريون هم من تصدوا لهذا الفكر، كي يقولوا للإنسانية لا، وليقدموا السماحة الحقيقية للإسلام والمسلمين، ويقدموا البناء والتعمير والتنمية والرخاء، لا أن يقدموا القتل والتخريب والتدمير. 

واليوم وبعد 7 سنوات من افتتاح شريان الاقتصاد المصري، وهدية مصر للعالم تذكرت كلمات حمقاء لأحد أذناب جماعة الإخوان الإرهابية، وهو الإرهابي الهارب وجدي غنيم، والذي كان أحد أبواق التضليل والتشكيك في هذا الحلم الوطني الطموح، ليقول (إن طشت الغسيل بتاع الست أم وجدي غنيم، أوسع من قناة السويس، وأحسن من مشروع السيسي اللي بيضحك به على المصريين)، وهي قولته الشهيرة والتي تندر بها المصريون، وضحكوا عليه وعلى ترهاته وحديثه المسموم مرارًا وتكرارًا، ولم يلقوا له بالًا، فكان كالغراب ينعق، دونما أن يلقي له أحد بال، أو يعيره أدنى انتباه. 

ها نحن اليوم نحتفل بالذكرى السابعة لنجاحنا كمصريين، شعب وحكومة وقائد، ها نحن اليوم نجنى ثمار أرادتنا وطموحنا، ها نحن اليوم نقف لنفتخر أمام العالم أجمع بما قدمته الأيدى المصرية للعالم أجمع، نقف لنقول للعالم وكل الشعوب المحبة للسلام ها هي مصر قدمت وتقدم وستقدم كل الخير للعالم كدئبها دوما منذ فجر التاريخ. 

ونقف أيضًا لنقول للجماعة الباغية ومنظريها، لقد نجحنا بإيماننا الراسخ ببلدنا وقيادتها المخلصة، ونقف أيضًا لنقول للإرهابي الهارب وجدي غنيم صاحب مقولة (طشت الست أم وجدي) سلملي على طشتها العبقري.

Dr.Randa
Dr.Radwa