تشكو بعض النساء جراء ظلم تعرضن له من زوج، صديق، أو قريب، ولأننا نحتفل بيوم عاشوراء يوم انتصار الحق على الباطل بنجاة سيدنا موسى عليه السلام من ظلم فرعون، وكأنها رسالة طمأنينة إلهية لكل مظلوم.. تساءلنا، كيف نتخلص من الحزن الذي ينتابنا لو خذلنا أحدهم؟
تؤكد الدكتورة رحاب العوضي أستاذ علم النفس السلوكي أن الشعور بالظلم ينجم عنه عدة أثار نفسية سلبية تنتاب المرأة منها أن الشعور بالضعف، الهزيمة، الخوف القلق، الترقب، عدم الثقة في الآخرين، وقد تتفاقم تلك الأحاسيس المحبطة لتصل حد الإصابة بالاكتئاب النفسي والألم والتعب في الصحة العامة.
وأضافت العوضي أن تخلص المرأة من تلك الشحنات النفسية السلبية يعتمد على قدرة المرأة ودرجة ترفعها عن الظلم و تتفاوت هذه القدرة من شخصية لأخرى، فهناك من تستطيع التناسي والانشغال بعمل، هواية، نشاط اجتماعي، وهناك من لا تمتلك تلك القدرة وتظل عالقة في تلك المشاعر حتى تأخذ حقها، فتظل تلهث وراء هذا الحق حتى تغفل عن أي إيجابية أخرى في حياتها.. لذا أنصح بضرورة إيجاد أهداف متعددة فالحياة لن تتوقف على شخص ظلمك.. والمرأة الذكية تجعل من الظلم تجربة ودرس تستفيد منه في تجاربها المستقبلية.
ويشير فضيلة الشيخ أحمد مدكور من مشايخ الأزهر الشريف إلى استعجال البعض لأخذ حقه إذا وقع عليه الظلم، فيظن أن دعوته لن تصل إلى الله، وذلك لأن المظلوم يريد أن يرى عاقبة الظالم سريعاً، وينسى أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يروي عن ربه عز وجل أنه قال «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا»، وأن دعوة المظلوم طويلة المدى، والرسول صل الله عليه وسلم يقول ( اتقوا دعوة المظلوم ولو كان كافراً)، أي أن المظلوم أيا كان دينه أو عرقه أو جنسه، بمجرد تعرضه للظلم ورفع شكوته لله تقبل دعوته ويعاقب الظالم على ما تسبب له من ظلم حيث يقول عز وجل «ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون».