الجمعة 31 مايو 2024

مداهمة مكتب التحقيقات الفدرالي مقر إقامة ترامب في فلوريدا تثير عاصفة سياسية

دونالد ترامب

عرب وعالم10-8-2022 | 09:31

دار الهلال

تسببت عملية المداهمة المثيرة التي نفذها مكتب التحقيقات الفدرالي في مقر إقامة دونالد ترامب الفخم في فلوريدا بتأجيج السجال السياسي المرير والمثير للاستقطاب بشأن عدد من التحقيقات القضائية التي تطال الرئيس السابق الذي قد يسعى للترشح للفوز بولاية جديدة في البيت الأبيض.

وتفاقم عملية المداهمة المباغتة الإثنين الضغوط القضائية التي يتعرض لها رئيس الولايات المتحدة الخامس والأربعون، وسط ترحيب من خصومه السياسيين وإدانة من أنصاره.

وقال ترامب (76 عاما) عن عملية التفتيش التي قام بها عناصر الإف بي آي لمقر إقامته في مارالاجو واستمرت طيلة اليوم "لم يحصل شيء كهذا لرئيس للولايات المتحدة من قبل".

وندد بما وصفه "سوء سلوك من جانب الادعاء العام" و"استخدام لنظام العدالة كسلاح" من جانب "الديموقراطيين من اليسار المتطرف الذي يحاولون بشكل يائس منعي من الترشح للرئاسة في 2024".

ورفض مكتب التحقيقات الفدرالي الكشف عن أسباب الخطوة غير المسبوقة بحق رئيس سابق.

إلا أن العديد من وسائل الإعلام الأمريكية ذكرت أن عناصر فدراليين يجرون عملية تفتيش بإذن قضائي وهي متعلقة بسوء تعامل محتمل مع مستندات سرية نُقلت إلى مارالاجو بعد مغادرة ترامب البيت الأبيض في يناير 2021.

ويواجه ترامب أيضا تحقيقات قضائية مكثفة تتعلق بمساعيه لقلب نتائج انتخابات 2020، وفيما يتعلق بالهجوم الذي شنه أنصاره في السادس من يناير على الكابيتول.

ومنذ مغادرته البيت الأبيض، لم يتوقف ترامب الشخصية الأكثر إثارة للانقسام في البلاد، عن بث أخبار مضللة عن فوزه في انتخابات العام 2020.

وسارع كبار الجمهوريين لإظهار الدعم للرئيس السابق الذي لم يكن حاضرا في مارالاجو عند حدوث المداهمة.

وأعرب مايك بنس، النائب السابق لترامب، والمنافس المحتمل في 2024، عن "قلق عميق" إزاء تفتيش منزل ترامب وقال إنها تنم عن "انحياز حزبي" من جانب وزارة العدل.

ومن جانبه اتهم كيفن ماكارثي، النائب عن كاليفورنيا والطامح لرئاسة مجلس النواب في حال استعاد الجمهوريون الغالبية في المجلس في انتخابات منتصف الولاية في نوفمبر، وزارة العدل بممارسة "التسييس المسلح".

واعتبرت رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري رونا ماكدانيال عملية المداهمة "مشينة".

أما السناتور الجمهوري ليندسي جراهام، الحليف المقرب من ترامب فقال إن "إطلاق تحقيق بحق رئيس سابق في توقيت قريب جدا من الانتخابات أمر يتجاوز الإشكالية".

وبعد التنديد بالمداهمة في بيان مطول مساء الإثنين، أعلن فريق ترامب الثلاثاء عن إطلاق حملة لجمع الأموال طالبا "من كل أمريكي يتمتع بصفات الرجولة ومحب للوطن أن يتقدم" ويتبرع لمحاربة ما وصفه ترامب بأنه "اضطهاد سياسي لا ينتهي".

وحض المدير السابق لمنصات ترامب الاجتماعية دان سكافينو الرئيس السابق على التعجيل بالإعلان عن ترشحه للانتخابات مجددا.

وكتب سكافينو في تغريدة "ترشح يا 45، #ترامب 2024".

ورد الديموقراطيون على عملية المداهمة بحذر أو امتنعوا عن التعليق.

وقالت رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي لشبكة إن بي سي: "لا أحد فوق القانون ... ولا حتى رئيس سابق للولايات المتحدة".

ومن جانبه قال السناتور الديموقراطي عن كونيتيكت كريس مورفي "متى قررنا أن الأثرياء والأقوياء هم فوق القانون، فإن أمريكا لا تبقى أمريكا".

وفي بيانه لم يلمح ترامب إلى سبب قيام إف.بي.آي بتفتيش منزله لكنه قال "بل حتى اقتحموا خزنتي".

وقال أندرو ماكابي، النائب السابق لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي إنه يعتقد أن المكتب قد يكون يبحث عن "شيء محدد" يتعلق بالتحقيق الذي يجريه بشأن سوء التعامل المفترض مع معلومات سرية.

وفي فبراير كانت هيئة المحفوظات الوطنية الأمريكية قد كشفت أنها استردت 15 صندوقا من الوثائق من مقر ترامب في فلوريدا وطلبت من وزارة العدل التحقيق في كيفية تعامل ترامب مع معلومات سرية.

وأثار استرداد الصناديق تساؤلات حول التزام ترامب قوانين السجلات الرئاسية التي وُضعت بعد فضيحة "ووترجيت" في السبعينات ويُطلب بموجبها من الرؤساء الاحتفاظ بالسجلات المتعلقة بعملهم.

وفي مقابلة مع شبكة "سي.إن.إن" قال ماكابي "لا بد أن هناك شكًا وقلقًا وفي الواقع معلومات محددة دفعت (مكتب إف بي آي) إلى الاعتقاد بوجود مواد إضافية لم يتم تسليمها".

وقالت مديرة الاتصالات السابقة في فريق ترامب أليسا فاراه جريفن لشبكة "سي.إن.إن" أن عملية المداهمة يمكن أن تثير حماسة مؤيديه، الذين تجمع عدد منهم أمام مارالاجو الثلاثاء.

وأضافت "إذا اعتبرت (عملية المداهمة) بمثابة تجاوز كبير وليس كمسألة خطيرة جدا، فهذا يوم جيد جدا لدونالد ترامب".

وشهدت واشنطن لأسابيع جلسات استماع في الكونجرس حول اقتحام أنصار ترامب مبنى الكابيتول في السادس من يناير، ومحاولاته إلغاء نتائج الانتخابات التي فاز بها الديموقراطي جو بايدن.

وبينما رفض المدعي العام ميريك جارلاند التعليق على تكهنات بإمكانية توجيه اتهامات جنائية لترامب، الا أنه أكد قائلا "لا يوجد شخص فوق القانون"، مبديا عزمه على "محاسبة كل شخص مسئول جنائيا عن محاولة قلب نتيجة انتخابات شرعية".

وقال مسئول في الإدارة الأمريكية إن البيت الأبيض "لم يأخذ علما بالإجراءات المذكورة" وأحال الاسئلة الأخرى إلى وزارة العدل.

ويخضع ترامب أيضا للتحقيق في محاولات لتغيير نتائج الانتخابات الرئاسية في ولاية جورجيا، في حين يتم التحقيق بممارساته التجارية في نيويورك في قضيتين منفصلتين، واحدة مدنية والأخرى جنائية.