قالت الشاعرة منى الضويني رئيس نادي أدب دكرنس، أن أهم المشكلات التي تواجه الشعراء هي محاولة إثبات الذات وسط هذا الكم الهائل من الكُتاب، مضيفة أنه مع وجود هذا الكم الهائل من دور النشر وكل أشكال التواصل لم يعد النشر أو الوصول للكتاب أو الرواية صعبًا ولكن الأصعب هو أن تثبت أنك تملك شيئا مغايرا يقال، خاصة إن لم يكن لك مجموعة من الأصدقاء يدعموك مع انتشار فوضى الشلالية التي أثرت بشكل كبير على المجتمع الأدبي.
وفيما يلي نص الحوار..
حدثينا عن بداية تجربتك الشعرية ؟
في نهاية المرحلة الابتدائية كان في صوتي بعض الاختلاف فاخترت جماعة الشعر والإلقاء وتميزت ومن خلال ذلك حيث قرأت شعر شوقي والبارودي وعدد من شعراء العصر الحديث وبدخولي المرحلة الإعدادية والثانوية استطعت حصد المركز الأول من الصف الأول الإعدادي حتى نهاية المرحلة الثانوية وكان ذلك على مستوى الجمهورية، وبدخولي الجامعة لم يكن هناك إلا الكتابة وفعلت ، فكانت كتابات أغلب جيلي لها نكهة مختلفة نكهة ما حلمنا به وجاء الديوان الأول ليمثل تلك المرحلة ( بين الدفا والطل ) وتوقفت مع بداية ممارسة الحياة العملية، وكأن ما حلمنا به كان مغايرا تماما لما وجدناه واقعا ، واسلمت راياتي لذالك الواقع ولكن مع الوقت علمت أن الكتابة هي المعادلة الذي يمنح النفس قدرا من الاتزان يستطيع به الفرد مواصلة الحياة وتعاطيها بكل متغيراتها..وهنا كان الديوان الثاني الذي لا يبدو إلا شكلا شديد الذاتية والاضطراب ليمثل تلك المرحلة التي تمر بها نساء عدة ( أحلام بايتة ) .
كيف تفسرين مسار الحركة الشعرية وهل هناك معوقات في هذا اللون الأدبى ؟
أعتقد أن أهم المشكلات التي تواجه الشعراء محاولة إثبات الذات وسط هذا الكم الهائل من الكتاب ، الجميع الأن يكتب، ومع وجود هذا الكم الهائل من دور النشر وكل أشكال التواصل لم يعد النشر أو الوصول صعبا ولكن الأصعب هو أن تثبت أنك تملك شيئا مغايرا يقال، خاصة أن لم يكن لك مجموعة من الأصدقاء يدعموك مع انتشار فوضى الشلالية التي أثرت بشكل كبير على المجتمع الأدبي.
ما رؤيتك لدور المؤسسات الثقافية الرسمية ؟
للأسف الشديد الثقافة الرسمية جهودها حثيثة ولا تتواكب مع ما يحدث من مجريات داخل الشارع أو حتى مشاكل داخل المجتمع الثقافي فلا تعالج الأمور بشكل مختلف عن السياسات التي اعتمدتها كافة الأنظمة من ملء أوراق وتنظيم سجلات أما العمل الفاعل فلا يأتي إلا من خلال أفراد داخل المؤسسة أرادوا تغيرا، وبتغيرهم يتغير وجه العمل فليس هناك خطة واحدة يعمل الجميع لأجلها.
كيف تفسرين المقابل المادي للمشاركة فى الملتقيات الثقافية ؟
الجوائز والمكافآت وبدلات السفر التي يحصل عليها المبدع شئ مشين للغاية ..أنا رئيس لنادي أدب دكرنس و لذلك أتعامل مع المنظومة الرسمية لوزارة الثقافة، هل يعقل أن المحاضر المركزي يتقاضى في المحاضرة ما قيمته 62 جنيها ..ولتقس على هذا كل أشكال التعامل المادي داخل إطار المنظومة الرسمية للثقافة في مصر .
الأعمال الأدبية الموجودة الأن هل تواكب الطموحات المصرية للريادة؟
المسألة تتعلق بإحساس الفرد أن ما يقال تعبيرا واضحا عنه نابعا مما يستشعره في كافة مناحي حياته وعلى اختلاف طوائفه، كما أن النزول للمدارس في المراحل الدراسية المختلفة من الأمور الهامة حيث أن تلك الفئة في حاجة ملحة لمساعدتها في التعرف على ذاتها وأيضًا تعاون وزارة الثقافة مع الجامعة بشكل دائم ومستمر لإيجاد صيغة لربط الطالب كجمهور مستهدف بأشكال إبداعية مختلفة .
ما هى المشكلات التي تواجه الأدباء في الأقاليم ؟
المنظومة الثقافية لا تولي المواهب الشابة الاهتمام اللائق خاصة في الأقاليم ومن يريد من هذه المواهب التعرف على موهبته وإعادة صياغتها وصقلها فلابد من الاعتماد علي ذاته وتكوين علاقات يستطيع من خلالها تنمية مهاراته الإبداعية .
كيف نصل للريادة في المجال الثقافي ؟
مصر بها عدد هائل من المبدعين في كافة المناحي الابداعية ولن تعود لمصر تلك الريادة إلا باحترام ذلك المبدع ومحاولة تلبية بعض احتياجاته والتأكيد عليه بما يمثله من قوى ناعمة مؤثرة في صياغة بنية المجتمع والتأثير على المحيط العربي كاملا.
ما رأيك في دور وزارة الثقافة في دعم المنتج الأدبي عبر السلاسل الأدبية ؟
وزارة الثقافة في المرحلة الأخيرة بها عدد كبير من السلاسل والتي من خلالها تحاول غربلة الكم الهائل الذي يأتيها من كافة أشكال الإبداع المقروء ولنقل أن ما يخرج في المرحلة الحالية كثير به جودة وإحكام لا يمكن غض البصر عنه ، أما عن دور النشر الخاصة فهي متنوعة تنوع المحيط الذي نحياه ما بين غث وثمين.
كيف تنظري لمصطلح الأدب النسائي ؟
لا أشجع هذه التسمية كثيرا فالأدب تجربة إنسانية بمجموعة خبرات مختلفة ومغايرة لكل منا ذكر أو أنثى ولكن إذا أردت الإبداع الذي أنتجته المرأة في الفترة الأخيرة فإنه كما أدب الرجال تجارب تستحق الوقوف أمامها ودراستها وتعد إفراز واضح لتجربة مجتمع كامل تعرض لمتغيرات أجهزت على عدد كبير من ثوابته واغتيلت أحلام أفراده وطموحاتهم بمجتمع مغاير، وتجارب لا يعول عليها وتجارب ما بين بين تعد إرهاصات لا تصل إلى تجربة واضحة المعالم جيدة الصياغة محددة الرؤية .