ارتفعت درجة حرارة منطقة القطب الشمالي بمعدل أسرع أربع مرات من المتوسط العالمي على مدى الـ43 عاما الماضية، حسبما كشفت دراسة حديثة.

وتعد هذه الوتيرة أسرع بكثير من التقديرات السابقة للجنة الاستشارية لعلوم المناخ التابعة للأمم المتحدة في عام 2019. وقالت اللجنة حينها إن منطقة القطب الشمالي تحتر بأكثر من ضعف المتوسط العالمي بسبب عملية تعرف باسم تضخيم القطب الشمالي أو الاحترار الشديد في القطب الشمالي.

غير أن باحثين من المعهد الفنلندي للأرصاد الجوية نقحوا تحليلهم لدرجات الحرارة في القطب الشمالي بعد عام 1979 عندما أصبحت بيانات الأقمار الصناعية الأكثر تفصيلا متاحة.

وقالوا في الدراسة التي نُشرت في مجلة (كوميونيكيشن ايرث أند إنفايرومنت)) مؤخرا إن تقديراتهم الأعلى تنبع من الاحترار القوي والمستمر في منطقة القطب الشمالي. وقد تأثر تقييمهم أيضا بكيفية تعريف القطب الشمالي كمنطقة داخل الدائرة القطبية الشمالية وطول الفترة التي تم خلالها حساب معدل الاحترار.

وقال ميكا رانتانين، الباحث في معهد الأرصاد الجوية الفنلندي "ركزنا على فترة بدأت في عام 1979، لأن الملاحظات بعد ذلك العام أكثر موثوقية ولأن الاحترار الشديد بدأ في السبعينيات".

وقال إن الاحترار كان أقوى على المستوى المحلي. وفي منطقة بحر بارنتس، على سبيل المثال، كان أسرع بسبع مرات من المتوسط العالمي.

 

وأضاف رانتانين "المعلومات المستندة إلى الأقمار الصناعية مهمة للغاية في القطب الشمالي في ضوء عدم وجود الكثير من نقاط المراقبة هناك".

وقالت الدراسة إن تضخيم القطب الشمالي يكون أقوى في أواخر الخريف وأوائل الشتاء، عندما يطلق المحيط الخالي من الجليد الحرارة في الغلاف الجوي. وكان الانخفاض في الغطاء الجليدي أكبر في الصيف وأوائل الخريف، ولكن في ذلك الوقت من العام، لا يطلق سطح البحر سوى كميات صغيرة من الحرارة لأن الغلاف الجوي والبحر دافئان بشكل متساو تقريبا.

وأضافت أن حجم تضخيم القطب الشمالي يتأثر بكل من تغير المناخ الحالي الناجم عن النشاط البشري والتغيرات الطبيعية طويلة الأجل في نظام المناخ.