الجمعة 26 ابريل 2024

علماء مصريون عظماء وقصص نجاحهم الملهمة 9

مقالات14-8-2022 | 20:28

الأستاذ الدكتور محمود حافظ، صاحب الوجه الجليل الوضّاء..! (9)
(1912-2011)

"شخصية وضاءة حملت مشعل العلم والتعليم زمنًا طويلاً بأمانة وكفاية، ورصعته بلآلئ من الدين الحنيف واللغة العربية المباركة".. د. محمود مختار

    
هو محمود حافظ إبراهيم دنيا، صاحب المجمعين: مجمع اللغة العربية والمجمع ي، هو ثاني مصري يجمع بين رئاسة مجمع اللغة العربية والمجمع العلمي بعد عميد الأدب العربي طه حسين. وهو بذلك أول شخصية مصرية، بل وعالمية، يحتفظ بوظيفة رسمية «على درجة وزير» في هذه السن. ينتمي لأسرة لها تاريخ عريق في النضال ضد الاحتلال البريطاني فقد أسس والده ما عرف بـ«مملكة فارسكور» في دمياط لطرد الإنجليز، أثناء ثورة 1919 (كان عمر محمود حافظ 7 سنوات ) واضطر لبيع جميع ممتلكاته للإنفاق على العمل الوطني، مما حدا بالزعيم المصري سعد زغلول أن يدفع مبلغ 50 جنيهًا لمساعدة ابنه على استكمال تعليمه. يحتفظ حافظ بذاكرة حديدية ويحُسن تذكره للأسماء والأرقام والسنوات وأبيات الشعر التى قرأها من قبل فى مناسبات عديدة.

 عالم كبير ومخضرم في علم الحشرات، لقب بـ "جامع الفراشات". بدأ مشواره العلمي في كُتَّاب «فارسكور»؛ فأتم حفظ القرآن الكريم، ثم انتقل إلى محافظة القاهرة لاستكمال تعليمه، ثم التحق بمدرسة السعيدية الثانوية بالقسم الداخلي المجاني؛ نظرًا لتفوقه الشديد، وبدأ دراسته الجامعية في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول آنذاك، وتخرج فيها عام 1935م. ثم حصل على درجة الدكتوراه في علوم الحشرات عام 1940م، كأول مصري يحصل على الدكتوراه في هذا التخصص، وواصل بحوثه العلمية في جامعة لندن، وجامعة كامبريدج في انجلترا. جمعت مسيرته بين النشاط العلمي والنشاط الديني، وبين تميزه في علم الحشرات وتميزه في علوم اللغة العربية. دخل عامه المائة فهو مولود في 10 يناير 1912 وتوفي في 23 ديسمبر 2011 قبل أن يتم عامه المائة بثمانية أيام.

أكتب عنه اليوم كمعجب ومتًيم بشخصيته الآسرة المفعمة بالحيوية والكمال.  كان لى معه وقفات منذ تعرفت عليه أثناء تأسيس مركز التراث العلمى عام 1996، فى رحاب كلية العلوم جامعة القاهرة، حيث بارك الخطوة ودعمنى للعمل بحيوية ونشاط ولم يرفض او يتوانى عن الحضور والمشاركة فى فعاليات المركز الوليد برغم كبر سنه، كما قمت باستقباله بالمملكة المغربية 2002 كمستشار ثقافى ممثل للسفارة المصرية وكان قد جاءها عام 2002 فى وفد كبير لحضور اجتماع رؤساء وامناء مجامع اللغة العربية والذى عقد بالمغرب. كل هذا ترك فى قلبى وعقلى  بصمات كجزء مهم من حياتى العملية، فأحترمت عصاميته وزهده وتمنيت له حياة كاملة كانت لى ولجيلى نبراسا للمحبة والورع والاخلاق. 

بدأ حافظ تعليمه في كُتَّاب فارسكور وحفظ القرآن، وفى عام 1920 نصح أعمامه، الذين كانوا يعملون قضاه شرعيين، والده بضرورة إلحاقه بالتعليم الأزهرى، وبالفعل التحق بمعهد دمياط الدينى، لدراسة علوم الدين، حيث حفظ جزءاً كبيراً من القرآن الكريم، أكسبه قيماً عظيمة أهمها استقامة اللسان. ثم انتقل للقاهرة والتحق بالمدرسة السعيدية الثانوية. ثم تخرج في كلية العلوم جامعة فؤاد الأول (القاهرة) في 1935 وحصل على الماجستير عام 1938ثم الدكتوراه في علم الحشرات عام 1940 وواصل بحوثه الرائدة في جامعة لندن وجامعة كمبردج بإنجلترا في 1953 وعندما عاد للقاهرة عُين أستاذا ورئيسا لقسم علم الحشرات بالكلية، ثم وكيلا لكلية العلوم عام 1964. ساهم في إنشاء قسم الحشرات ووقاية النبات بالمركز القومي للبحوث وعمل على تطويره وإعداد الباحثين فيه، ووحدة للبحوث بهيئة الطاقة الذرية، والمركز الإقليمي للنظائر المشعة.

أسهم في تطوير معهد بحوث ناقلات الأمراض في وزارة الصحة ووضع البرامج البحثية لها وأشرف على تنفيذها وإعداد الكوادر العلمية بهاوأسهم في تخطيط البحوث على مستوي الجمهورية أثناء شغله منصب وكيل وزارة البحث العلمي،وألقي العديد من المحاضرات في الجامعات الأوربية والأمريكية والأفريقية والآسيوية كأستاذ زائر.

وفوق هذا كان له نشاط ديني، فقد عمل أمينًا عامًّا لجمعية الهداية الإسلامية مع الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الأزهر لسبعة عشر عامًا ثم عين وكيلاً للمجلس الأعلي للبحث العلمي، فوكيلاً لوزارة البحث العلمي في 1968 ثم عاد رئيسًا لقسم علم الحشرات حتي 1972 ثم أصبح أستاذًا متفرغًا بالكلية واختير خبيرًا بالمجمع العلمي في لجنة علوم الأحياء والزراعة ثم عضوًا بالمجمع العلمي في 1977 ثم نائبًا لرئيس المجمع 1996 حتي 2005 ثم رئيسًا للمجمع العلميين عام 2005 ومنذ اختير لعضوية للمجمع العلمي، وهو يساهم مساهمة فعالة في نشاط المجمع، في مجلسه ومؤتمره، وفي أعمال اللجان التي يعمل مقررًا لها، وهي لجنة علوم الأحياء والزراعة، ولجنة الكيمياء والصيدلة، وكذلك عضويته بلجنة الجوائز ولجنتي الجيولوجيا والنفط.

وكان عضوا في مجمع اللغة العربية من 1956 وبدأ بترجمة بعض المصطلحات إلى العربية ثم اخُتير خبيرًا في المجمع عام 1964 وشارك في العديد من لجان المجمع قبل أن يُنتخب بالإجماع نائباً لرئيس المجمع في 1996 ثم خلف شوقي ضيف في رئاسة المجمع في 2005 بعد انتخابه بالإجماع كذلك ولم يحدث في تاريخ المجمع هذا الإجماع وبذلك أصبح أول علمي في تاريخ المجمع يشغل كرسي الرئاسة فيه وشارك في ترجمة وتعريب الآلاف من المصطلحات، ودافع عن العربية من اتهامها بأنها لا تستوعب العلوم الحديثة وطالب ببذل الجهد لتعريب العلوم ومنها الطب وحذر من اتساع الهوة بين الأجيال الجديدة والعربية.

وقد حظي بالكثير من مظاهر التقدير والتكريم والكثير من الجوائز أيضا ومنها مبارك في العلوم عام1999 وجائزة الدولة التقديرية في العلوم عام 1977 والميدالية الذهبية لجهوده العلمية البارزةمع شهادة تقديرمن أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا عام 1978 وشهادتا تقديرمن هيئة بحوث وزارة الزراعة الأمريكية ومركز البحوث البحرية الأمريكية، لبحوثه الرائدة في الآفات الزراعية والطبية في1972و1987 ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولي في 1978ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي في 1981 وقد ترك وراءه الكثير من المؤلفات ومنها كتاب علم الحيوان العام وكتاب تشريح الحيوان وأسس علم الحيوان والحشرات غير مايقرب من (163 بحثًا) في مجال علم الحشرات، وعلم الحيوان، كما أشرف على كثير من رسائل الماجستير والدكتوراه في هذا الميدان ونُشر له بالمجمع آراء في قضية التعريب العالي والجامعي وقضية التعريب في مصر ومجمع اللغة العربية، موجز عن تاريخه وإنجازاته وكلماتي مع الخالدين.
• وكان حافظ حتي السنوات الأخيرة من عمره يحرص على حضور المؤتمرات والمحاضرات، والذهاب إلى المجلس القومى للتعليم والبحث العلمى لمناقشة فالرجل عضو بارزفى المجالس المتخصصة،كما كان يذهب مرتين أسبوعيا لجامعة القاهرةحيث يشارك في مجلس كلية العلوم ومجلس قسم الحشرات وظل يتابع ويشرف على عدد من الدراسات العلمية في مجال الحشرات ويذهب لمقر مجمع اللغة العربية مرة في الأسبوع، حيث لديه هو وباقى أعضاء المجمع مهام ثقيلة لاستكمال قواميس شاملة في علوم الفيزياء والكيمياء والجيولوجيا والحضارة لمقاومة «الغزو الهائل للغة العربية» التي يراها مستهدفة هذه الأيام أكثر من أي زمن مضى، كما كان يواظب على حضور جلسات المجمع العلمي شبه الأسبوعية.

كان الرجل عضوا في 15 هيئة مصرية وعربية ودولية ظل يواظب على العطاء فيها وحضور جلساتها وكان يلتزم بكل هذه الواجبات والمسئوليات حتي بعد دخوله عامه المائة وكان حافظ قد وجه رسالة لوزيري التربية والتعليم والتعليم العالي عبر لقاء المصري اليوم به قال فيها: «أتمنى أن أرى مصر بلا أمية وأن أرى بلدي تحترم لغتها وحث على الاهتمام بالبحث العلمي».

قصة مملكة فارسكور وثورة 1919

فارسكور ثاني أقدم وأكبر مركز في محافظة دمياط، تتواجد بها بعض المعالم الأثرية، منها جامع الحديدي، وهو من أقدم المساجد في مصر.
فى 9 مارس 1919 اندلعت مظاهرات في كل أنحاء مصر، احتجاجا على ما جرى من اعتقال أربعة من قادة الوفد المصري ونفيهم إلى مالطة وقرر المواطنين النزول الى الشوارع للمشاركة في أول انتفاضة شعبية سلمية. حيث انفصلت مدينة فارسكور عن التاج الملكي المصري خلال حكم السلطان فؤاد لمصر والذى تحول لقبه لملك بمقتضى تصريح 28 فبراير لمصر في مارس 1919 وأعلنت  مملكة مستقلة و توج  حافظ دنيا (والد الدكتور محمود حافظ)  ملكًا عليها والتف أهالي فارسكور ودمياط حوله ووقفوا بجانبه ضد الانجليز ونادوا به حاكما على شمال الدلتا، فاستولى على المركز والأسلحة وقطار محمل بالذخائر والمواد الغذائية للإنجليز. و استطاع بحكمة كبيرة أن يدير شؤون مملكته و يشكل مجلسا وزاريا يشمل وزارة الداخلية و الحربية كما أنشأ وزارة اسمها  قطع المواصلات والطرق، واصبح  حافظ دنيا  ذائع الصيت وبلغت قوته عندما اعتقل مأمور مديرية دمياط 80 رجلا، هددهم بأنه سوف يمنع المياه التي تأتي من ترعة الشرقاوية، فاضطر المأمور للإفراج عنهم وبالفعل نصب ملكا على دمياط، وعين 26 وزيرا. استمر هذا الاستقلال قرابة 4 اشهر حتي استطاع الإنجليز الاستلاء علي فارسكور وتم القبض علي حافظ دنيا في حادث فريد  لشعب حر أبي  كريم  يحب الحرية ويشتاق لها و انتهى الأمر بأن ارشد عنه زوج شقيقته فوقع فى قبضة الانجليز وعندما احاطت دبابات الانجليز بمنزله رفض أن يقبض عليه ضابط برتبة بسيطة، ولكنه طلب أن يأتي إليه القائد الإنجليزي، واقتيد إلى المنصورة وصدر ضده حكم بالإعدام  و تم العفو عنه ومن معه.

آراءه فى التعليم

كان للدكتور محمود حافظ آراء فى التعليم على مدى ثلاثة عصور: ففى العصر الملكى، يقول: كان العلم متواضعاً جداً، لكن التعليم كان أفضل لأن عدد الطلاب فى الفصل الواحد كان لا يزيد على 15 طالبًا، والعلاقة بين الطالب والمدرس حميمية جدا، وكانت تسودها القيم والمثل العليا ومكارم الأخلاق والتمسك بمبادئ الدين الحنيف، كل ذلك ساعد على استيعاب العلم، بالإضافة إلى وجود القدوة الصالحة المتمثلة فى الأب والأم.

خلال الـ50 سنة الماضية تقدم العلم بقدر ما تقدم فى قرنين أو ثلاثة قرون إلى الأمام، فاليوم الطالب فى الجامعات والمدارس يتلقى علماً متطوراً إلى أبعد الحدود، الطفل اليوم يلعب الكمبيوتر ويدخل على الإنترنت، حتى الفلاح الذى كانوا يعتبرونه أجيراً، اختلف كثيراً، لكن للاسف الشديد فقد تأثر استيعاب العلم إلى حد كبير، نتيجة تكدس الطلاب فى الفصول والجامعات، بالإضافة إلى الدروس الخصوصية التى أصبحت نكبة اليوم، رغم محاولات الحكومة ووزارة التربية والتعليم الوصول إلى حل جذرى لها.

صفات وخصال وقامة د.محمود حافظ (جد الاساتذة)

ظل محمود حافظ محافظًا طوال سنين طويلة على الزي الرسمي ببذته المهندمة وقبعته الفخيمة حتى آخر أيامه، ودام مفتخرًا بما آل إليه بكونه أول مصري يتخصص في علم الحشرات، وأول شخصية مصرية عالمية يحتفظ بوظفته رسمية على درجة الوزير في سن الـ100عام.

احتفلت جامعة القاهرة وكرمته كأقدم أستاذ بالجامعة لوجوده فيها لسن الـ75 عامًا، وأطلقت عليه اسم "جد الأساتذة". فلم يقف عند تخرجه في كلية العلوم من الجامعة ذاتها 1935، وتدرج بالمناصب فيها حتى أضحى وكيلًا لكلية العلوم، ثم وكيلًا للمجلس الأعلى للبحث العلمي، فوكيلًا لوزارة البحث العلمي، عاد بعدها رئيسًا لقسم علم الحشرات، ثم أصبح أستاذًا متفرغًا بالكلية حتى مماته. 

عضويته للاتحادات والهيئات المحلية والاقليمية زالدولية

نال شرف رئاسة المجمعَيْنِ (مجمع اللغة العربية، والمجمع العلمي المصري) في آن واحد.،عضو المجلس القومي للتعليم والبحث العلمي، عضو بمجلس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، رئيس الجمعية المصرية لتاريخ العلوم، رئيس الجمعية المصرية لعلم الحشرات، رئيس الجمعية العلمية المصرية العامة (الاتحاد العلمي المصري)، رئيس اللجنة القومية للعلوم البيولوجية بالأكاديمية، رئيس لجنة جوائز الدولة التقديرية وجائزة مبارك في العلوم الأساسية بالأكاديمية، عضو المجمع المصري للثقافة العلمية ورئيس سابق، عضو بالأكاديمية المصرية للعلوم ورئيس سابق، عضو مؤسس للجمعية المصرية لعلم الطفيليات ورئيس سابق، عضو وزميل بالأكاديمية الإسلامية للعلوم (عمَّان - الأردن)، عضو وزميل بأكاديمية العلوم الأفريقية (نيروبي- كينيا)، عضو وزميل بأكاديمية العالم الثالث للعلوم (تريستا - إيطاليا)، عضو فخري بجمعية علم الحشرات الروسية، عضو متميز بجمعية علم الحشرات الأمريكية، زميل بالجمعية الملكية لعلم الحشرات بلندن، عضو الاتحاد الدولي للعلوم البيولوجية (باريس)، عضو بالمنظمة الدولية للمكافحة البيولوجية للآفات (باريس)، عضو مجلس الاتحاد الدولي لتاريخ العلوم (لييج – بلجيكا)، عضو مؤسس بالمركز الدولي لبيئة وفسيولوجيا الحشرات(نيروبي- كينيا)، عضو فخري بالمجلس الدائم للمؤتمرات الدولية لعلم الحشرات والمجلس الدولي لوقاية النبات (بكين – الصين)، مستشار للمنظمة الدولية للصحة العالمية في موضوع الحشرات الناقلة للأمراض.

أنشطة د.محمود حافظ العلمية والوظيفية

اتسع نشاط محمود حافظ العلمي، وأصبحت له مكانته المرموقة في الهيئات العلمية والعربية والعالمية، وقد قامت هيئة علمية روسية بنشر إنجازاته العلمية في مجلد عن رواد علوم الحياة، ساهم في إنشاء قسم الحشرات ووقاية النبات بالمركز القومي للبحوث، ووحدة للبحوث بهيئة الطاقة الذرية، والمركز الإقليمي للنظائر المشعة، حتى أصبح رئيسًا للمجمع، ألقى العديد من المحاضرات في الجامعات الأوروبية والأمريكية والإفريقية والآسيوية. "الوسطية.. هي الطريق السليم. أجري العشرات من الدراسات حول المعاجم العلمية، وتعريب العلوم، وشارك في ترجمة وتعريب الآلاف من المصطلحات، من خلال لجان الأحياء، والزراعة، والكيمياء، والصيدلة، والنفط. ودافع حافظ عن العربية من اتهامها بانها لا تستوعب العلوم الحديثة معتبرا ذلك فِرية/كذبة مطالبا ببذل الجهد المتواصل في تعريب العلوم ومنها طب الطب.

كما حذر من اتساع الهوة بين الأجيال الجديدة والعربية معتبرًا سبب ذلك انتشار المدارس الأجنبية والتي لا تهتم بالعربية. كتاب علم الحيوان العام. شارك فى تأليف عدد من الكتب العلمية منها: كتاب تشريح الحيوان، أسس علم الحيوان، الحشرات، كما أعد الجزء الخاص بعلم الحيوان في الموسوعة العلمية العربية.

لم يشغله نشاطه العلمي عن النشاط الديني، فعمل أمينًا عامًا لجمعية الهداية الإسلامية مع الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الجامع الأزهر الأسبق طيلة 17 عامًا.

التحق بمجمع اللغة العربية، عام 1956 عندما تعاون مع نذير بك أحد أعضاء المجمع، في ترجمة بعض المصطلحات إلى العربية، وشارك في العديد من لجان المجمع قبل أن يُنتخب بالإجماع نائبًا لرئيس المجمع، ثم رئيسًا له بعد انتخابه بالإجماع، في خطوة لم تحدث في تاريخ المجمع، ليصبح بذلك أول علمي في تاريخ المجمع يشغل كرسي رئاسته. خلال مسيرته، حصد العديد من الجوائز، على رأسها: جائزة مبارك في العلوم، جائزة الدولة التقديرية في العلوم، الميدالية الذهبية لجهوده العلمية، شهادة تقدير من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، شهادتا تقدير من هيئة بحوث وزارة الزراعة الأمريكية ومركز البحوث البحرية الأمريكية، لبحوثه الرائدة في الآفات الزراعية والطبية، وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى. تتبع الفراشات منذ أن بهرته ألوانها وهو في المرحلة الابتدائية، دفعته لحب هذا المجال، ساعد حفظه القرآن الكريم في نطق اللغة العربية بشكل سليم، وساهم في تخطيط البحوث على مستوى الجمهورية أثناء شغله منصب وكيل وزارة البحث العلمي. وقتما تغيب عن مشواره اليومي إلى المجمع العلمي منذ التاسعة صباحًا، حينما دخل في غيبوبة اقتربت من الشهر داخل مستشفى قصر العيني، كانت بداية كتابة وفاة كل منهما، فلم يمر سوى أسبوع على حريق المجمع إثر اشتباكات بين المتظاهرين وبعض قوات الجيش، ولحق حافظ المجمع الذي أفنى عمره فيه، يوم 23 ديسمبر 2011 عن عمر ناهز 99 عامًا.

Dr.Randa
Dr.Radwa