السعادة الحقيقية لحظة الخروج، قد يتصور البعض أنها لحظة الدخول، وهذا غير دقيق، عند الدخول يدخل معك وربما يسبقك، الكذاب والمنافق، صاحب الغرض والحاقد والحاسد، الحانق من يتصور أنه كان الأحق منك، يدخل معك كذلك المبتز، المبتذل والرخيص والتافه، كل هؤلاء، وعليك أن تتجاوب مع الابتسامة الصفراء وإلا عددت متكبرا وتستمع مكرهًا غلاظة النفاق، كأن يقول لك أحدهم بسماجة "أنا ملحد ولكني مضطر أن اعترف بوجود الله وأشكره أن خلق إنسانا عظيما مثلك"، يقول هذا الغثاء وفي يده قائمة بأطماعه، وأنت تعرف جيدا أنه بمجرد خروجه من مكتبك لن يتردد في سبابك، لأن كل ما يريده غير مشروع ولا قانوني.
كل هؤلاء يدخلون معك، يسممون الهواء الذي تتنفسه، يشغلونك بصغارهم، ويكون عليك أن تمارس حياتك وعملك في وجود كل هذا العفن.
عند الخروج تخرج وحدك، تتخلص من كل هؤلاء، تمضي دون أن يلاحقك مبتز ولا يتبعك الكذاب، هؤلاء يبقون داخلًا، إنهم شر البقر، باقون على المزود.
اللهم احمي منهم، كل من يدخل وجنبه يا رب آذاهم، وطوبى لمن خرج.