يغادر سوق تكنولوجيا المعلومات البيلاروسي ومشهد التكنولوجيا المتطورة في البلاد أحد الرواد الأجانب المطور الدنماركي الأوكراني "سيكلوم" وكذلك الملياردير الأمريكي جورج سوروس.
مرة أخرى ستصبح بيلاروس بدون جورج سوروس، صاحب الحصة المسيطرة في شركة "سيكلوم"، حيث تخضع شركة "سيكلوم بيل"، وهي جزء من مجموعة "سيكلوم" الدولية لعملية تصفية منذ يونيو الماضي .
وقد تأسست "سيكلوم" عام 2002 من قبل توربين مايجارد (توفي عام 2019)، الذي اختار أوكرانيا مركزا رئيسيا لأعماله وتطويرها. وفي الصيف الماضي، أصبحت الشركة من بين أكبر 5 شركات في الصناعة المحلية.
وقد استثمر مايجارد أيضا في بيلاروس، حيث افتتح، عام 2006 "سيكلوم بيل"، وفي عام 2007، أصبحت واحدة من رواد الشركات في سوق تكنولوجيا المعلومات ببيلاروس، وفي عام 2019، كانت "سيكلوم بيل" من بين أفضل 50 شركة في مجال تكنولوجيا المعلومات في بيلاروس.
وفي عام 2015، تم الاستحواذ على الحصة المسيطرة في "سيكلوم" من قبل صندوق إعادة التنمية الأوكراني Ukrainian Redevelopment Fund، الذي أنشأه جورج سوروس، وقد سمحت الأموال من المستثمر الثري بتعزيز وجود الشركة في الأسواق القديمة، ودخولها أسواق جديدة. ومع الانتهاء من تصفية "الابنة" البيلاروسية، ستترك بيلاروس مرة أخرى بدون جورج سوروس، الذي غادر بيلاروس منذ 25 عاما، كفاعل خير، والآن يغادر كرجل أعمال.
حيث اكتشف الملياردير الأمريكي الشهير بيلاروس عام 1992، وزار مينسك شخصيا في خريف نفس العام، لإطلاق المشاريع التعليمية لمؤسسة سوروس، وبدأ بالفعل الفرع البيلاروسي في العمل عام 1993، حيث نظم ندوات لمديري المدارس، ومحاضرات بدعوة من علماء الولايات المتحدة الأمريكية، ورحلات العلماء المحليين إلى ندوات ودورات تدريبية في الخارج.
وقام الصندوق بتمويل مركز الخصخصة بالكامل، والذي كان من المفترض أن يساعد السلطات المحلية في التخلص من سيطرة السلطة المركزية، وأنشأ ودعم مشاريع مثل مركز الإعلام الجماهيري وغيرها.
وقد عقد جورج سوروس اجتماعا رسميا مع الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، في أوائل عام 1995، استمر ساعتين بدلا من الـ 45 دقيقة المخصصة له، وكان الطرفان راضيين عن بعضهما البعض، ولبعض الوقت ظلت هناك نهضة لمؤسسة سوروس البيلاروسية. لكن في عام 1997، أعلن الملياردير الأمريكي عن وقف جميع الأنشطة على أراضي بيلاروس.