ذكرت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية أنه خلال الأشهر التي أعقبت العملية الروسية في أوكرانيا في الشتاء الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الولايات المتحدة ستقبل ما يصل إلى 100 ألف أوكراني وأنشأ برنامج "الاتحاد من أجل أوكرانيا"، وهو برنامج من شأنه أن يسمح للاجئين الأوكرانيين بدخول الولايات المتحدة لأسباب إنسانية.
وقالت الصحيفة - في تقرير أوردته عبر موقعها الإلكتروني اليوم - إن عمل الولايات المتحدة الفوري والتزامها القوي بمساعدة الأوكرانيين خلال الأزمة الإنسانية هو أمر يستحق الثناء حقا، ومع ذلك، وبعد عام واحد من الخروج الدراماتيكي للولايات المتحدة من أفغانستان، لا يزال العديد من الأفغان الذين خاطروا بحياتهم لمساعدة الولايات المتحدة في القتال ضد طالبان ومن أجل المثل الديمقراطية يبحثون عن طريق نحو الولايات المتحدة،
كما أن الأفغان الذين تم إجلاؤهم إلى الولايات المتحدة لا يزالون في طي النسيان دون وجود أي ضمانات بأنهم يمكنهم البقاء أو العمل عند انتهاء فترة الإفراج المشروط الإنساني في عام 2023.
وأضافت الصحيفة أن تصحيح هذا التقاعس هو مسألة تتعلق بالأمن القومي، وتساءلت: لماذا يخاطر أي شخص بحياته من خلال الخدمة إلى جانب جنودنا أو تقديم خدمات الترجمة المهمة إذا لم تتمكن الولايات المتحدة من الوفاء بالوعود؟ وأكدت أنه لا يمكن السماح لأعداء واشنطن بالادعاء بأنه لا يمكن الوثوق بالولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من أجل القيام بالشيئ الصحيح لحلفائنا الأفغان والأمن القومي، يتعين على واشنطن تبسيط الطريق أمام الأفغان للوصول إلى أمريكا وتدشين برنامج من شأنه أن يؤدي إلى الحصول على وضع الإقامة الدائمة.
وأضافت أنه تم استخدام الإفراج المشروط لأسباب إنسانية للسماح لكل من الأفغان والأوكرانيين بدخول الولايات المتحدة بشكل قانوني، بينما جلب الإفراج المشروط الإنساني أكثر من 76 ألف أفغاني تم إجلاؤهم، إلى الولايات المتحدة فور سقوط كابول، غير أن البرنامج باء بالفشل إلى حد كبير في التعامل مع الأفغان الذين ما زالوا يعيشون في الخارج.
ومضت الصحيفة تقول إن المسار بالنسبة للأوكرانيين بات أكثر وضوحا وانسيابية مقارنة بمسار الأفغان، إذ يسمح برنامج "الاتحاد من أجل أوكرانيا" للمواطنين الأمريكيين برعاية الأوكرانيين، والموافقة على دعمهم ماليا طوال عملية التقديم وإقامتهم في الولايات المتحدة، وكذلك يتنازل البرنامج أيضا عن رسوم الطلب ومتطلبات المقابلة الشخصية، بينما في المقابل، فمنذ يوليو 2021، تقدم أكثر من 45 ألف أفغاني بطلبات للإفراج المشروط لأسباب إنسانية، وتم التعامل مع أقل من 2500 طلب ورفض معظمها، في حين تمت الموافقة على 270 فقط ولم يتم التعامل مع الغالبية العظمى من المتقدمين بعد.
وأوضحت الصحيفة أن تأشيرة الهجرة الخاصة، متاحة أيضا للأفغان الذين عملوا مباشرة مع حكومة الولايات المتحدة غير أن الصعوبة في الحصول على وثائق التحقق الضرورية قد ازدادت، ولم تقم إدارة بايدن بزيادة القدرة على معالجة هذه الطلبات تحسبا لتدفق الأفغان، وتبقى عملية تقديم الطلبات معقدة وبطيئة، ونظرا لأن التأشيرات الدائمة ليست بديلا واقعيا، بات يتعين على الولايات المتحدة تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص لضمان حصول الحلفاء الأفغان على نفس الفرص التي يتمتع بها الأوكرانيون، إذ أن برنامج مثل "الاتحاد من أجل أوكرانيا" من شأنه أن يبدد الحواجز ذات الصلة بالتطبيق بالنسبة للأفغان في الخارج.
ورأت الصحيفة أنه يتعين على الكونجرس تمرير قانون التكيف الأفغاني لتسريع المسارات للأفغان الذين تم إجلاؤهم والذين يعيشون حاليا في الولايات المتحدة للحصول على وضع قانوني لمقيم دائم.
واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة" إنه لمدة 20 سنة، عملت القوات الأمريكية جنبا إلى جنب مع الأفغان، أنه ما كان صحيحا قبل عام -عندما انسحبت الولايات المتحدة - يبقى صحيحا الآن ومفاده أنه ينبغي ألا ندير ظهورنا لحلفائنا الأفغان.