الإثنين 6 مايو 2024

حكاية صورة.. نجوم الفن مع الزمالك في الملعب

نجوم الفن في الملعب

فن18-8-2022 | 17:03

خليل زيدان

لم تكن جماهير الكرة المصرية التي زحفت إلى استاد القاهرة لمشاهدة مباراة الزمالك وريال مدريد تحلم بأن ترى نجوم الفن مع نجوم الكرة في آن واحد، فهي بالفعل مفاجأة أسعدت قلوب الجماهير، حتى وإن خسر الزمالك أمام الفريق الضيف ـ حسبما حدث بالفعل ـ فإن نصف الفرحة الآخر بقي في نفوس وأفئدة من حضر المبارة وتمثلت في رؤية نجوم الفن على أرض الملعب يصافحون نجوم فريق الزمالك .. التفاصيل نرويها من عدد مجلة المصور الصادر في 17 مارس 1961.

في يوم الجمعة الموافق 10 مارس 1961 أقيمت مباراة ودية في استاد القاهرة الدولي، بين فريقي الزمالك وريال مدريد، وفي ذلك اليوم تواجدت كاميرات التليفزيون العربي الوليد لترصد الحدث بالصوت والصورة، مع تعليق الكابتن محمد لطيف .. وازدحمت مدرجات استاد القاهرة بآلاف الجماهير التي زحفت لتشجيع الفريق المصري، ولم يكن في حسبانهم أن هناك مفاجأة في سارة انتظارهم.

طرحت تذكرة المبارة للجمهور بقيمة 30 قرشا تم تخفيض قيمتها إلى 10 قروش لرجال الجيش، وتحدد بها موعد بدء المباراة في الثانية والنصف عصرا .. وقبل أن تبدأ المباراة بدقائق قليلة هبط إلى أرض الملعب مجموعة من نجوم الفن لتحية فريق الزمالك والفريق الضيف، وكانت عدسة مجلة المصور تلازم نجوم الفن لتسجل الحدث على البساط الأخضر.

كانت مفاجأة للجميع ولفتة وطنية رائعة من نجوم الفن وهم الموسيقار فريد الأطرش والفنانون فريد شوقي وهدى سلطان وصلاح ذو الفقار وعمر الشريف ومديحة يسري ومريم فخر الدين وليلى فوزي وزوجها الإذاعي جلال معوض مع سعيد أبو بكر لمؤازرة الفريق المصري.. ومن الواضح أنه كان هناك تنسيقا يعلمه نجوم الكرة.. فقد وقف الفريقان ـ الزمالك وريال مدريد ـ صفا واحدا ليقبل عليهم نجوم الفن لمصافحتهم، وليشدوا على أيدي فريق الزمالك متمنين له فوزا ساحقا على ريال مدريد.

ورغم تلك الحفاوة البالغة واللفتة الوطنية من نجوم الفن، التي كان لها أثرها البالغ في نفوس اللاعبين وألهبت حماس الجماهير الذي صفق طويلا للقاء نجوم الكرة ونجوم الفن على أرض واحدة، إلا أن نتيجة المباراة خيبت الآمال .. فحسبما جاء في تغطية مجلة المصور للحدث تحت عنوان "ريال مدريد لم يفترس الزمالك" فقد أكد زميلنا المرحوم الصحفي الكبير محيي الدين فكري أن الهزيمة الساحقة للزمالك لم تأت إلا في نهاية المبارة.

فقد كانت نتيجة المباراة هدفان لريال مدريد مقابل هدف للزمالك.. وبقي على نهاية المبارة ثمانِ دقائق وكاد الزمالك أن يتعادل، وقال فكري أن المعجزة قد حدثت وسيخرج الزمالك بنتيجة مشرفة .. ولكن حدث مالم يكن في الحسبان، فقد حصل الزمالك على "فاول" على مسافة 25 ياردة من مرمى ريال مدريد، وتنازع اللاعبان رضا وزميله محسن على تسديد الكرة، وتنازل محسن عن شرف التصويب واستعد رضا للتسديد.. لكن فجأة تدخل نبيل نصير ليدحرج الكرة من أمامه لتصل إلى لاعبي ريال مدريد، ويستغل بوشكاش الفرصة ويسجل بالكرة الهدف الثالث في مرمى الزمالك، وبعد دقائق يسجل الهدف الرابع .. لينفعل محيي الدين فكري مثلثه مثل الجماهير ولاعبي الزمالك ليؤكد في نهاية تغطيته الكروية للحدث أن ما فعله نبيل نصير جريمة تستحق العقاب.

بقي أن نطرح السؤال الحائر وهو.. أي روح وطنية التي تحلى بها نجوم الفن ليتركوا استوديوهاتهم وأعمالهم ويذهبوا إلى الفريق المصري لدعمه ومؤازرته أمام الفريق الأجنبي، ولنؤكد.. أن الفن في تلك الحقبة كان داعما للوطن بما قدموه من حفلات خيرية وأعمال فنية راقية.

Egypt Air