كتب الصحفي توم إنجلهارت بصحيفة ذا نيشن يقول إن الرئيس "المتداعي" جو بايدن يجسد انهيار الولايات المتحدة، في حين أن العاملين معه "يعيشون في بحبوحة ويعيدون إحياء الحرب الباردة".
ويقول إنجلهارت في هذا الشأن "لا أرى أي غرابة في أن جو بايدن -80 عاما، الرئيس الأكبر سنا في تاريخنا- يخطط للترشح مرة أخرى في عام 2024... بصراحة، أليس هذا الأمر مثاليا بطريقته الخاصة؟ اريد القول: ما الذي يجسد انحدار أمريكا أفضل من رئيس يتداعى كل يوم؟".
كما يلفت إنجلهارت، وهو في عمر مماثل، وقد ناهز 78 عاما، إلى أنه مهما قال مسئولو البيت الأبيض فإن الانحدار هو "طبيعة ثانية"، مشددا على أن "البلد تتقطع أوصاله، فيما يعيش جو بايدن وبيروقراطيوه على أكمل وجه ويعيدون بشق الأنفس الحرب الباردة التي انتهت قبل ثلاثة عقود. لذا فإليك ما يمكنني قوله: أهلا وسهلا بكم في نسخة أكثر كآبة من الماضي في حالة إذا ما كنت صغيرا جدا ولم تعاصره".
ويروي الكاتب، أنه وُلد في أمريكا عام 1944، "الإمبراطورية الوليدة" والتي أظهرت نفسها كـ "قوة عالمية غير مسبوقة" ستواجه قوة عظمى أخرى، الاتحاد السوفيتي. وفي عام 1991، انتهت الحرب الباردة فجأة، وبقيت الولايات المتحدة في وحدة فخرية، القوة العظمى الوحيدة، على ما يبدو، على كوكب الأرض.
ويقول إنجلهارت "اتضح في الوقت نفسه، أن كبار المسئولين في واشنطن مصممون على تحويل هذه اللحظة العابرة من "انتصار عالمي غير مسبوق" إلى حالة أبدية، مشيرا أيضا إلى أن "الحروب والغزوات والصراعات التي تلت ذلك، تهدف إلى تعزيز النظام العالمي الجديد. وكان الجميع ينتظر"ثمار السلام" التي وعد بها الأمريكيون بعد نهاية الحرب الباردة. ومع ذلك، بعد بداية "السلام"، كانت هناك رغبة لا تقاوم في ضخ المزيد من أموال الضرائب إلى البنتاجون، وميزانية "الدفاع" المتضخمة بالفعل وإلى شركات المجمع الصناعي العسكري، بغض النظر عن القدرات الحقيقية للجيش الأمريكي".
ويرى الكاتب أن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2016 لخص اللحظة أحادية القطب، وأصبح انتصاره نوعا من "صرخة الألم والاحتجاج" على أن الولايات المتحدة على مدى حياة عدة أجيال تحولت من بلد "عظيم" إلى "شيء أكثر قتامة، خارج عن المألوف".
ويعتقد إنجلهارت، أن الديمقراطية الأمريكية تعرضت لضغوط لا تصدق، وأثبتت القوات المسلحة الأمريكية العملاقة، المدعومة من قبل المجمع الصناعي العسكري "بحجم وقوة لا يمكن تصورهما"، أنها غير قادرة تماما على الفوز بأي شيء ذي قيمة، على الرغم من التمويل "الذي لا يمكن تصوره حتى في زمن الحرب".
ويخلص الكاتب إلى أن "أمريكا بعبارة أخرى تتقطع أوصالها، ويمكن أن يتغير أقدم تاريخ للبشرية إلى درجة لا يمكن التعرف عليه، لأننا مهددون بتراجع وانهيار كل شيء بشكل عام".