السمراء .. هي أقدم أسماء مصر وتنطق بالهيروغرافية "كيميت" فهي دولة أفريقية طميها أسمر ونيلها افريقي الهوى والمنبع ،وكان الملك خوفو يرسل البعثات ليكتشف منابعه وبناء مقاييسه والملكة حتشبسوت ترسل سفنها لتجلب الصمغ والبخور والعاج وريش النعام من أواسط أفريقيا....والمقصود بالأسمر هو القمحي اللون وهو الذي يشبه طمي النيل بعد الفيضان وقد رسمه المصري القديم على أوراق البردي وجدران المقابر...وقد تغنى المصري الحديث على لسان سيد درويش منذ قرابة قرن من الزمان.. قاعد عالساقية ياخلي أسمر وحليوة عوج الطاقية وقالي غنيلي غنيوة...ومحمدعبد الوهاب من كلمات أحمد شوقي قال : النيل نجاشي حليوة أسمر عجب للونه دهب ومرمر... ارغوله في ايده بيسبح لسيده...ومنذ أن غنت السيدة منيرة المهدية أسمر ملك روحي..ودخلت على الخط السيدة سعاد مكاوي لتعقد مقارنة..قالوا البياض أحلى ولا السمار أحلى من كلمات خليل محمد خليل ولحن عبد الوهاب والمعركة قائمةويحمل لوائها السمر فيقولون أن السمار نص الجمال حتى عبد الحليم سمي بالعندليب الأسمر وكانت أغنيته الأشهر في الوسادة الخالية للبطلة لبنى عبد العزيز...أسمر يا أسمراني من كلمات إسماعيل الحبروك.. مع ان لبنى كانت بيضاء..ثم غنى من كلمات عبدالله الفيصل سمراء ياحلم الطفولة... ولكن صاحب الحنجرة الذهبية محمد قنديل أمتعنا بجميل وأسمر لعبد المنعم السباعي ولحن أحمد عبد القادر وقيل أن سر انتشار هذا النوع من الأغنيات أن الشعب المصري بعد ثورة يوليو١٩٥٢ وبعد أن تخلص من حكم أسرة محمد علي وتولى الحكم أبناء مصر ، كانوا من ذوي البشرة السمراء وكان ذلك دعما لروح الوطنية العالية التي كانت تسري في دماء المصريين وقتها...و غنى قنديل أبو سمرة السكرة أبو ضحكة منورة من كلمات محمد حلاوة ولحن محمود الشريف...أما السيدة صباح فقد غنت أغنية مشهورة كتبها سمير محبوب عندما كان في قمة شهرته وهو يحمل مؤهل عالي" وقد كانوا أقلية" ومعتز بذاته وقد كتب لعبد الحليم حافظ...صافيني مرة ويا مواعدني بكرة وظالم وكمان رايح تشكي لمها صبري... و قد ذهب محبوب لخطبة فتاة فرحب أهلها وقد رفضته لأول وهلة لأنه أسمر البشرة وهي شديدة البياض...فكتب أغنية أسمر %سمر طيب ماله والله سماره سر جماله..وأقسم أن تغنيها أشد المطربات بياضا وهي صباح..أما الجميلة شادية فقد غنت مع بليغ حمدي والأبنودي ١٩٦٤ ..اه يا أسمراني اللون حبيبي يا أسمراني بعد توقف عن الغناء دام سنتين....وفي الأغنية الأيقونة ياحبيبتي يامصر..ماشفش الرجال السمر الشداد فوق كل المحن... ولم ينسى الدونجوان محرم فؤاد أن يغني لسميرة توفيق أبحث عن سمراء قامتها هيفاء.. لميشيل طعمة.. أما صاحب تاكسي الغرام عبد العزيز محمود فغنى من كلمات مرسي جميل عزيز..أسمر ياجميل يا أبو الخلاخيل ياللي المنديل راح ياخد من خدك حتة .. وفايزة أحمد بعد أن تنازلت عن حقها في أغنية أسمر يا أسمراني...غنت يا الأسمراني رمشك ناداني ماعرف جرحني ولا داواني أيضا لمرسي جميل عزيز.. ومنذ مطلع القرن الماضي حتى الآن لم يتوقف الغناء لصالح السمر برغم أن عبد الغني السيد خيرنا بين البيض الأمارة والسمر العذارى ولكن أختي بالاسم" نجاح سلام" حسمت الموقف بقولها : بدي عريس أسمر عربي شرط من المتحدة...اي من الجمهورية العربية المتحدة"أيام الوحدة مع سوريا". وعادت تشكو..الشاب الأسمر جنني ياعيوني. .. سرقلي عقلي مني غيره مابهوى شبان مابريده يبعد عني دخيل الله.... وصوت الحب أيضا نجاة غنت لمرسي جميل عزيز عطشان يا أسمراني محبة...يا أعز الحبايب يا أسمر عطشان والهوى عطشان...و سمارة ..سمارة ليه الحلو بيدارى...والأغنية التي شهرت محمد منير الملك الأسمر كانت الليلة ياسمرة ياسمارة من كلمات فؤاد حداد ولحن أحمد منيب... حتى شريفة فاضل غنت أغنية...خفيفة الظل تقول : أسمر ياسمارة يا أبو دم خفيف حبيتك ياسمارة وأنا قلبي ضعيف...هذا ولم يغني أحدا بهذا الكم من العمق والكثافة للبيض الأمارة.. ربما لأنهم ليسوا في حاجة لذلك فدائما كان مطلب العريس من زمن فات أريدها بضة غضة.... الى ان تغير المزاج العام... حتى فيروز دخلت على الخط وأعربت عن موقفها بصراحة عندما قالت ..وقف يا أسمر في الك عندي كلام......وهنا سكت الكلام