في رحلة البحث عن شريك الحياة، قد لا تجد الفتاة أو الشاب انسجاماً مع من يتقاربون معهما فى نفس العمر، ويجدان هذا الانسجام والتناغم مع أشخاص يكبرونهم في السن، بحيث يزيد فارق العمر بينهما على 10 سنوات أو أكثر، فإلى أي حد يكون فارق السن بين الزوجين عاملا مؤثرا فى نجاح الزواج أو فشله؟
فى هذا السياق يقول الدكتور جمال فرويز ،أستاذ الصحة النفسية: إن التقارب العمري بين الزوجين يمثل أحد أهم العوامل التي تساهم فى نجاح الزواج وتحقق التوافق الأسري بينهما، معتبرا أن فارق السن المناسب بين الزوجين يكون من 5 إلى سنوات7 ويكون الزوجان أكثر توافقاً من حيث الميول والأهواء، وأضاف: فيما يخلق فارق السن الكبير بين الزوجين والذي يتعدى 10 إلى 15 عاما بيئة خصبة للخلافات نظر للاختلافات الجذرية بين الزوجين.
وأشار إلى أنه لا يمكن الحكم بالفشل المطلق على الزواج الذي يتم بين شخصين الفرق العمري بينهما كبيرا، بل أنه قد ينجح فى حال قدرة الزوج أو الزوجة الأكبر في السن على تعويض هذا الفارق بالمزيد من الاحتواء الإنساني والعاطفي لأن الطرف الأصغر غالباً ما يبحث فى هذا الزواج عما يعوضه عاطفة الأبوة إن كانت فتاة أو عاطفة الأمومة إن كان شابا.
واعتبر أن نجاح بعض الحالات فى هذا الصدد لا يمثل قاعدة يمكن القياس عليها، لأن الواقع يؤكد أنه كلما اتسع فارق العمر بين الزوجين كلما زادت الخلافات بمرور الوقت بسبب عدم التوافق بينهما في الأفكار والتطلعات والأحلام، فضلاً عن أن حياتهما تكون أكثر عرضة للانتقادات الاجتماعية وهو ما يخلق حالة من الضغط النفسي على كلا الطرفين ما يزيد من احتمالات الفشل، فضلاً عن المشكلات التي تنجم بسبب عدم الإشباع الحسي بين الزوجين في هذه السن بسبب الطبيعة الفسيولوجية والهرمونية، التى تؤثر على الرغبة الجنسية لدى الطرف الأكبر، وتجعله أكثر عزوفاً عنها، ما يجعل الطرف الآخر يشعر بالحرمان، وهو ما يتسبب في مشكلات بين الزوجين.
وأضاف أن الفارق السني بين الزوجين لابد من النظر له كعامل مهم ورئيسي فى نجاح الزواج، ومن ثم لابد أن يتم التعامل معه بعقلانية دون الخضوع للأهواء أو الظروف.