الخميس 23 يناير 2025

حلم جذب التشكيليين..فوثقوا إنجازاته

  • 28-7-2017 | 13:13

طباعة

كتب : شيماء محمود

شهدت حركة الفن التشكيلى فترة ازدهار مع قيام ثورة 23 يوليو وما تلاها من أحداث عظام فى تاريخ مصر مثل تأميم قناة السويس والعدوان الثلاثى وبناء السد العالى وهزيمة 5 يونيه وحرب الاستنزاف حيث تفاعل الفنانون مع أحداث الثورة وسجلوها فى أعمالهم..لذا اعتبر المؤرخون هذه المرحلة هى بداية الحلم الوطنى الذى جذب معظم الفنانين للالتفاف حوله بالأعمال التى أنتجت لتأريخ الثورة فى كل الفنون والآداب والتى وجدت رعاية من الدولة.

ولعل أبرز الفنانين المصريين المعاصرين لتلك الفترة ممن نقلوا هذه الأجواء خلال لوحاتهم الفنان حامد عويس الذى لقب برائد الواقعية الاشتراكية حيث عبر عن ضروب من فئات الشعب العامل مثل الفلاح والصياد والحلاق والخياطة والجندى والزعيم. . من بين أعماله لوحة الزعيم وتأميم القناة التى نفذها عام 1957 و يظهر فيها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وسط جماعة من المواطنين المصريين، يلقى عليهم خطاب على ضفة قناة السويس..وكذلك لوحة "الجبهة الشعبية" التى تبدو ملحمة يمثل الإنسان فيها البطل الحقيقي،

كما نلحظ ذلك الوعى القومى فى أعمال عبد الهادى الجزار الذى اشتهر بأعماله التى صورت العمال والفلاحين، والفقراء والمهمشين وأبناء الطبقات العاملة..أبرز اللوحات التى أثارت الذل فى عهد الملك فاروق لوحة "الجوع" التى توضح ما كان يعانى منه المجتمع أثناء الحكم الملكى، والوضع السيئ الذى آلت إليه الأحوال والتى كانت تنذر بالخطر، ويظهر باللوحة مجموعة من النساء والأطفال يقفون منتظرين طعامهم، والأطباق فارغة أمامهم، وعلى وجوههم يظهر الفقر والبؤس.. رسم أيضا الجزار لوحة " الميثاق" و"إنسان السد العالي" التى رسمها عام 1964 و نال عنها وسام الجمهورية فى العلوم والفنون..لما مثلته من تعبير عن التحامه مع قضايا مجتمعه وتجسيده لملحمة وطنية شاركت فى صنعها أمة بأكملها.

كذلك ظهرت النزعة التعبيرية الرمزية عند جمال السجينى موشية بقيم الكفاح والصمود حيث أخذ على عاتقه التعبير عن القضايا الوطنية التى أصبحت محوراً لأفكاره الفنية ، وشغلته قضية بناء التماثيل الميدانية، ومن منحوتاته التى تحمل شحنة المشاعر القومية والوطنية تماثيل «النيل» من النحاس المطروق الذى تميز به عن فنانى عصره وحتى الآن كرائد عظيم فى هذا الفن وكذلك أعمال "الحرية" "هذه أرضنا" و"صحوة الفلاح" و"وجه الزعيم جمال عبدالناصر" و"فلاحة" "مصرية"و "شجرة المصير" ..وتمثال "جمال عبد الناصر" يقف شامخا ناظرا للمستقبل يخطو خطواته نحو آخذا بيد شعبه .

تجلت أيضا أعمال اهتمام الفنانين التشكيليين بتلك القضايا القومية مثل لوحة حرب بورسعيد للفنان محمد صبري وكفاح بورسعيد«1956» للفنان صالح رضا ،«والسد العالي» للفنانين عبدالعزيز درويش والرزاز والأعمال التى عبرت عن الواقعية الاجتماعية عند جاذبية سرى وتحية حليم ومحمد مصطفى والغول أحمد.

وفى المقابل تم اعتقال أنجى أفلاطون عام 1959 أى بعد الثورة بسبع سنوات حيث كانت معروفة بنشاطها السياسى والدفاع عن الفقراء حتى تم اعتقالها من قبل البوليس السياسى فى هذه الفترة جسدت فى لوحاتها السجينات و الظلم الاجتماعى الذى تعرضن له، وبعد خروجها من السجن، عادت تدافع عن المظلومين وتنادى بحق الشعب في الحياة الكريمة.. بعيدا عن الشعارات أخذت ترسم عن معاناة الشعب وانتصاراته أيضا .

كل هذا وغيرهم ممن احتفظت ذاكرة الفن المصرى بقسط وفير من إبداعاتهم التى عبرت عن القضايا القومية ولم يسع لصفحاتنا الكتابة عنهم.

    الاكثر قراءة