ألقت صحيفة "الأهرام" الضوء على أن المنطقة العربية تواجه تحديات كثيرة اقتصادية وسياسية، وتحديات خارجية تتطلب تعزيز العمل العربي المشترك، وفي هذا الإطار فإن اللقاءات العربية بين الزعماء والرؤساء العرب تأتي في سياق بلورة موقف عربي موحد وتنسيق الرؤى العربية للتعامل مع التحديات المتزايدة التي تواجه الأمة العربية وعلى رأسها الأزمات العالمية مثل الأزمة الأوكرانية وتداعياتها على المنطقة خاصة فيما يتعلق بأمن الغذاء والطاقة، ومن ثم وضع استراتيجية عربية شاملة لتقليل الآثار السلبية لتلك الأزمات.

وأوضحت الصحيفة - في افتتاحية عددها الصادر اليوم الثلاثاء، تحت عنوان "تعزيز العمل العربي المشترك" - أن هذه اللقاءات الأخوية بين الأشقاء من الرؤساء والملوك العرب تعكس أيضًا أهمية تعظيم الدور العربي في تفاعلات النظام الدولي وبناء شراكات متوازنة مع كافة القوى الدولية بما يعظم المصلحة العربية، وهو ما اتضح في سياسة الحياد الإيجابي التي تبنتها الدول العربية تجاه الأزمة الأوكرانية وحالة الاستقطاب الحادة بين القوى الكبرى.

وأضافت الصحيفة أنه في ظل استمرار حالة السيولة في بعض الأزمات العربية، فإن التنسيق والتشاور بين الدول الصلبة في المنطقة من شأنه تعظيم الدور العربي في إدارة الأزمات والصراعات العربية، ودعم التسوية السياسية السلمية القائمة على الحلول التوافقية والحفاظ على وحدة وسيادة الدول العربية، وتعزيز الدولة الوطنية ورفض كل أشكال التنظيمات والميليشيات، وكذلك رفض التدخلات الخارجية التي أدت لتعقد هذه الأزمات، والعمل على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وتابعت الصحيفة أن أهمية العمل العربي المشترك تبرز أيضًا في دعم القضايا العربية خاصة القضية الفلسطينية، وضرورة تحقيق السلام العادل والشامل من خلال إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية في إطار حل الدولتين، وهذا هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وأيضًا تستهدف هذه اللقاءات الأخوية تعزيز التعاون العربي المشترك خاصة في المجال الاقتصادي والاستثمارات المشتركة من أجل تحقيق التنمية والازدهار للشعوب العربية والارتقاء بمستوى معيشتها، وهو ما انعكس في تطور العلاقات الثنائية بين مصر والدول العربية.

وأكدت صحيفة "الأهرام" أنه لا شك أن اللقاءات العربية الدورية التي تجمع الرئيس السيسي مع أشقائه العرب تعكس الدور المصري في قيادة العمل العربي المشترك، سواء فيما يتعلق بتحقيق التعاون والتنمية، أو فيما يتعلق بمواجهة التحديات المختلفة ودعم القضايا العربية.