كتبت : نيفين الزهيري
"أين تذهب الليلة" كان عنوان ركن الإعلانات الخاصة في بالأفلام والمسرحيات و التياتروهات في عصر الملك فاروق ومن قبله، منذ مايقرب من 70 عاما، فالحياة كانت وقتها قائمة من خلال الإعلانات المبوبة وإعلانات عن الأعمال الجديدة التي تعرض علي المسارح ودور العرض وأيضا في الكازينوهات من برامج فنية متنوعة يقدمها نجوم كبار في عالم الفن في وقتها، فهي أشبه بحالة من الرصد الفني لتلك الفترة ولكن بدون قصد، وبالتحديد في ليلة ثورة 23 يوليو، كانت المسارح والسينمات التي قدمت خلطة سينمائية متنوعة ما بين الأفلام المصرية والأجنبية وحتي التياتروهات رفعت شعار كامل العدد، وخاصة في الإسكندرية حيث كان مصيف أغلب المصريين.
فعلي المسرح القومي بالإسكندرية كانت فرقة "ملوك الفن" تقدم مجموعة من العروض المتنوعة يقدمها الفنان الكوميدي إسماعيل ياسين مع شادية وعبدالغني السيد وشكري سرحان وثريا حلمي، أما دور العرض السينمائية بالإسكندرية فاقتصرت علي 3 سينمات وقتها قدمت عروضا مختلفة وهي سينما مترو والتي قدمت الفيلم الأجنبي "جسر واترلو" الذي انتج عام 1940 بطولة روبرت تايلور وفيفان لي ولوسيال واطسون وإخراج ميرفين ليروي، والذي تدور أحداثه خلال الحرب العالمية الأولي.
بينما عرضت سينما أمير الفيلم الأجنبي "الصاعقة" الذي انتج عام 1938 بطولة جورج باكروفت وفاي واري وريتشارد ارلين وإخرج جوزيف فون وهو فيلم عن جريمة عرفت بالصاعقة في هذا التوقيت في امريكا، بينما عرضت سينما بارك بالإسكندرية أيضا الفيلم العربي "خد الجميل" والذي كان أول عرض له يوم 27 ديسمبر 1951 بسينما لوكس بالقاهرة، وهو من بطولة عبدالعزيز محمود وسامية جمال وسعاد مكاوي وماري منيب وحسن فايق ومحمود شكوكو وإخراج وتأليف عباس كامل وتدور أحداثه حول رجل ثرى يكره الغناء ، لكن ابنه صوته جميل ويحب راقصة تقنعه بالعمل كمطرب ، لكن الوالد يواجه هذا العرض بالرفض ، إلى أن يقع فى ورطة تنقذ منها الراقصة فيسمح لابنه بالغناء.
أما سينما ريالتو بالاسكندرية فعرضت الفيلم الاجنبي "اريدك" لصامويل جولدوين ودانا اندروز ودروثي ماكجوير، وكان الفيلم الاجنبي الاحدث الذي يعرض في هذه الليلة فالفيلم عرض لاول مرة في دور العرض العالمية يوم 22 ديسمبر 1951، وتدور أحداثه في عام 1950، حيث يحاول الامريكيون في بلدة صغيرة التعامل مع فكرة التجنيد العسكري، كما عرضت سينما فيلم أمريكي بعنوان المعادلة.
ومن الإسكندرية إلي القاهرة كان هناك زخم فني أكبر، فسينما هونولولو في حدائق القبة كانت تعرض فيلم "البنات شربات" للمخرج حلمي رفلة وقصة وحوار أبو السعود الابياري، وبطولة كل من أحلام وإسماعيل ياسين وسراج منير ومحمود المليجي وميمي شكيب وعزيزة حلمي ونور الدمرداش، وكان العرض الاول لهذا الفيلم في 30 يوليو 1951 ويدور حول رجل يطلق زوجته بعد أن أنجبت له ثلاثة أبناء ويتزوج من أخرى فينجب ولدا متلافا ، وعندما تكبر الفتيات يذهبن إلى والدهن هربا من زوج الأم ، وتعاملهن زوجة الأب بجفاء وعندما يمرض الأب يجد كل المساعدة من بناته أما إبنه فهو فاسد والنهاية تتزوج الفتيات من ثلاثة شبان. وفي نفس السينما كان يعرض الفيلم الاجنبي "الطريق الخطرة".
أما سينما تاج بالعباسية فكانت تعرض فيلم "سر ابي" للمخرج ولي الدين سامح وقصة محمد مصطفي سامي وسيناريو وحوار حسن مصطفي وبديع خيري، الفيلم كان بطولة انور وجدي وميمي شكيب وبشارة واكيم وسراج منير وفردوس محمد، وهو من انتاج 1946، ويدور حول سفر الصغير فؤاد ابن عادل باشا للخارج، حيث يعتدي عادل باشا على أمينة أرملة عطية ناظر العزبة وعندما تخبره أنها حامل يطردها، تضع مولودتها نهاد وفي نفس اليوم تلد منيرة زوجة سكرتير الباشا وليدها محروس، كما كانت نفس السينما تعرض الفيلم الاجنبي "وادي الناس" بطولة ويلي فولكر وجيرانا ستيبنيكوفا، وإخراج فالكاف واسرمان.
أما سينما شبرا بالاس فكانت تعرض فيلم "صورة الزفاف" وكان من الأفلام الحديثة التي تعرض حيث كان أول عرض له في 10 مارس 1952، الفيلم سيناريو وإخراج حسن عامر وبطولة محسن سرحان وفيروز وإسماعيل ياسين وزهرة العلا ومحمود المليجي وماري منيب، وتدور أحداثه حول صلاح، مهندس متزوج من توحة، يعيشان حياة سعيدة مع بعضهما، إلا أن حماته تبدأ بتعكير الحياة السعيدة الهادئة بينهما، مما يؤدي إلى انفصالهما، بعد ذلك تلد زوجته ابنه، ولا يعرف عنها شيئًا بسبب انفصاله عنها.
في الوقت نفسه كانت السينما نفسها تعرض الفيلم الاجنبي "راعي البقر والهنود "إنتاج عام 1949 وبطولة جيني اوتري وشامبيون وشيلا ريان وإخراج جون انجليش، والذي يدور حول عميل هندي شرير يغش الهنود في مجاعة يتعرضون لها ولكن جيني تعرفهم كيف يتخطون الأمر وتنقذهم.
أما سينما الكورسال فكانت تعرض فيلم زمن العاجيب وكان من الافلام الحديثة ايضا حيث كان أول عرض له يوم 23 يونيه 1952، وهو من إخراج حسن الإمام وتأليف السيد بدير وبطولة فاتن حمامة ومحسن سرحان ومحمود المليجي. ويعتقد أن الفيلم مقتبس عن رواية شرقي عدن للروائي الأمريكي جون ستاينبيك حيث تدور أحداثه حول امرأة تتطلع للثراء فتستسلم لثري كهل يتزوجها، للزوجة ابنة من رجل آخر ينكر بنوتها وللكهل أيضًا ابن وابنة من زوجة سابقة ينغمس الكهل في لعب القمار ويترك الحبل لزوجته على الغارب ، تتعرف بشاب يطمع في ثروة زوجها فيبتزه ويخطط للتخلص من الزوج لترثه زوجته ولتنفيذ الخطة عليها أن تتظاهر بحب ابن الكهل حتى يصاب الأب بصدمة ، يموت بسببها.
بينما عرضت سينما فانتازيو الصيفي فيلم طلاق سعاد هانم والذي عرض لاول مرة عام 1948 وهو من تأليف وإخراج أنور وجدي وبطولة أنور وجدي وعقيلة راتب وبشارة واكيم وعبد الفتاح القصري وفريد شوقي ومحمود شكوكو ووداد حمدي وعبد المنعم إسماعيل، يتحدث عن طلاق الزوج لزوجته للمرة الثالثة مما يجعلها محرمة عليه حسب الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلي فيلم ياسمين والذي عرض للمرة الاولي في 11 ديسمبر 1950، اخراج انور وجدي وتأليف أبو السعود الابياري وبطولة أنور وجدي ومديحة يسري وفيروز وزكي رستم ومحمد الديب.
اما سينما رويال فكانت تعرض الفيلم العربي المساكين، وهو أيضا من الافلام الحديثة التي كانت من إنتاج عام الثورة حيث كان أول عرض له في 7 يوليو 1952، من إخراج وتأليف حسين صدقي وبطولة مريم فخر الدين وحسين صدقي ودولت أبيض وتحية كاريوكا وعزيزة حلمي ووداد حمدي، وتدور أحداثه حول علاقة صداقة بين الطفل ممدوح ابن الأسرة الثرية وفتحية وهى من أسرة فقيرة، تدور الأيام ويفترق الطفلان ممدوح وفتحية، يصبح ممدوح أحد الضباط فى الجيش، أما فتحية فبعد أن فقدت أسرتها تعمل فى أحد الكباريهات، يتقابل ممدوح وفتحية بعد هذه السنين ويعودان بالذاكرة للماضى، لذا يقرر الزواج من فتحية، إلا أن والدته لا توافق ولكنه لحبه فتحية يتزوجها سرًا وتنجب فتحية له طفلاً، يستدعى ممدوح للاشتراك فى حرب فلسطين، تتوقف الحرب ولا يعود ممدوح ويعد من المفقودين، ولا تجد فتحية ملاذًا لها سوى والدة ممدوح التى رحبت بها وبحفيدها، وأصبح الجميع فى أشد الشوق لعودة ممدوح، وتنقضى مدة غيبته طويلة حتى يعود ممدوح لأسرته فتحية ووالدته وابنه.
وفي سينما الخديوي إسماعيل بالدقي كان يعرض فيلمان مصريان وهما "اسماعيل يس بيت الاشباح" للمخرج فطين عبدالوهاب وتأليف علي الزرقاني، والذي عرض لاول مرة في 19 أكتوبر 1951، وبطولة إسماعيل ياسين وكمال الشناوي وثريا حلمي وميمي شكيب وسراج منير وعبدالفتاح القصري ورياض القصبجي، وتدور أحداثه حول أحد الأثرياء الذي يموت ويوصى ورثته بالبقاء فى قصره لمدة شهر ، ولكن وكيل الدائرة يدعى أن القصر به أشباح ليستولى عليه ، ولكن خدعته تنكشف وينال كل فرد حقه فى الميراث.
أما الفيلم الثاني فيحمل اسم " فاطمة" وهو إخراج وسيناريو أحمد بدرخان عن قصة مصطفي أمين وحوار بديع خيري، والذي عرض لاول مرة في 15 ديسمبر 1947 بسينما ستوديو مصر، هذا الفيلم هو آخر أفلام أم كلثوم، وفيه التقت لآخر مرة مع ألحان محمد القصبجي، والفيلم بطولة ام كلثوم وانور وجدي وميمي شكيب وعبدالفتاح القصري وسليمان نجيب وحسن فايق وفردوس محمد، وتدور أحداثه حول فاطمة شابة حسنة الخلق من إحدى الحارات، يعجب بها فتحي ابن أحد الباشوات ثم يتزوجها عرفياً، بعد أن فشل في إغرائها. يغضب أبوه من هذا الزواج. يلتقي بالفتاة الارستقراطية ميرفت، ويعدها بالزواج ثانيةً بعد أن وعد من قبل. ويحاول فتحي الحصول على ورقة الزواج العرفي بطلب من أبيه لكي يقطع علاقته بفاطمة، وينجح في ذلك، إلاّ أن فاطمة تحتفظ بنسخة من تلك الورقة. ورغم أن فاطمة أنجبت طفلاً منه لكنه ينكر.
أما سينما الأهلي فعرضت فيلمين غير مصريين وهما طرزان والنافورة السحرية والذي انتج وعرض في 1949 وهو من اخراج لي شوليم وبطولة ليكس باركر وبريندا جويسي والبرت ديكر وايفيلين انكرز، أما الفيلم الثاني فكان "سادة البحار" والذي عرض لاول مرة عام 1922 للمخرج اليكسندر كودرا وبطولة فيكتور فاركوني وماريا كودرا وتيبور لوبينسيزكي.
في الوقت الذي عرضت فيه سينما الهلال فيلمين مصريين هما "البطل" للمخرج حلمي رفلة وسيناريو انور وجدي وحوار ابوالسعود الابياري وقصة ابراهيم الورداني وكان أول عرض له في 6 فبراير 1950، وهو من بطولة شادية وتحية كاريوكا وكمال الشناوي وإسماعيل يس وزينات صدقي وشرفنطح وجمالات زايد، ويدور حول عامل فى محل احذية يحب ابنة صاحب المحل ويصدم عندما تصارحه بأنها لاتحبه. يخبره الطبيب انه لن يعيش اكثر من اسبوع فيكتب صاحب المحل كل املاكه باسمه تهربا من شريك له . وتتعقد الأحداث لصالحه.
أما الفيلم الثاني فكان "اليتيمتان" من اخراج حسن الامام، وقصة هنري بركات وكان اول عرض له عام 1948، بني الفيلم على رواية (الولدان الشريدان) لبيير كورسيل، وتدور أحداثه حول عثور الحاج مرسي على طفلة رضيعة في إحدى جوانب الطريق أثناء عودته في الليل فيشفق عليها ، ويأخذها معه إلى بيته ليربيها مع ابنته سنية، وتقوي العلاقة بين الفتاتين على مدار السنوات ، حتى يموت الحاج مرسي، فتتفرق بهما سبل الحياة بعد طول عناء من السعي، فبينما تقع سنية في حب رجل ثري وتخطط للزواج منه ، تقع نعمت في قبضة امرأة متسلطة تقود عددًا من الشحاذين والنشالين.
أما سينما وهبي فعرضت فيلم "بيت النتاش" للمخرج حسن حلمي وتأليف محمد متولي، وكان العرض الاول له في 21 فبراير 1952 وهو من الافلام الحديثة التي عرضت وقتها ايضا، بطولة شادية وإسماعيل ياسين وشرفنطح وزينات صدقي وعبدالفتاح القصري وعبدالسلام النابلسي، وتدور أحداثه حول يدور الفيلم حول رجل استطاع أن يزور عقد شراء قطعة أرض لشخصه، وخوفاً من أن يكتشفه البوليس يقرر تزويج ابنه ميمي من ابنة ضحيته ملبسة الواقعة في حب ابن خالتها سكر.
بالإضافة الي عرض فيلم "أميرة الجزيرة" والذي عرض للمرة الاولي في 29 نوفمبر 1948، من اخراج وتأليف حسن رمزي وبطولة تحية كاريوكا وبشارة واكيم وكمال الشناوي ومحمود شكوكو، وتدور احداثه في جزيرة مجهولة في زمن غير معروف، تقع حوادثها بعد مضي عشرين عاما على اغتصاب الأمير الشرعي بواسطة القرصان حنضل وأعوانه الذي دانت له الإمارة بالظلم. كانت للأمير الراحل فتاة صغيرة يهرب بها خادمه أبو المكارم ويعيش معها بعيدا عن أعين الأمير الجديد ويشاع بين الناس أنها ابنته. تقع الأميرة في حب القائد عادل ويعلن زواجهما. إلا أن الأمير حنضل يراها فتنال رضاه ويأخذها لقصره. وتدور معارك من أجل استردادها حتى يتم النصر لعادل وتعرف الفتاة أنها هي أميرة الجزيرة.
سينما روضة بالمنيل كانت المميزة في تلك الليلة حيث حضر فيها المقدم محمد أنور السادات أحد الافلام مع زوجته السيدة جيهان السادات، وتشاجر مع أحد المشاهدين، لكى يثبت وجوده فى دار السينما، لو قدر الله وفشلت الحركة، حيث شاهد فيلم القطة المتوحشة الامريكي والذي عرض لأول مرة في دور العرض الامريكية في 30 نوفمبر 1921، للمخرج ايرنيست لوبيتش وبطولة بولا نيجري وفيكتور جانسون وبول هايديمان، كما كانت تعرض هذه السينما أيضا الفيلم الاجنبي غرام ثائر.
إلي جانب عرضها الفيلم العربي "لعبة الست" إخراج ولي الدين سامح وتأليف بديع خيري ونجيب الريحاني وبطولة تحية كاريوكا ونجيب الريحاني وسليمان نجيب وبشارة واكيم وماري منيب وعبدالفتاح القصري وحسن فايق وكان أول عرض لهذا الفيلم في 28 فبراير 1946.
واخيرا سينما شهرزاد بالجيزة والتي عرضت فيلم "حبيب الروح" تأليف وإخراج انور وجدي وبطولته مع ليلي مراد ويوسف وهبي وميمي شكيب وفردوس عبدالحميد ووداد حمدي وصلاح منصور وكان اول عرض له في 11 اكتوبر 1951، اما الفيلم الثاني فكان "ليلة العيد" للمخرج حلمي رفلة وإنتاج وسيناريو أنور وجدي وتأليف أبوالسعود الابياري وبطولة شادية وحسن فايق وشكوكو وإسماعيل ياسين ونور الدمرداش وزينات صدقي وفريد شوقي واستيفان روستي وعبدالفتاح القصري وكان أول عرض له في 19 أكتوبر1949.
أما المسارح والكازينوهات بالقاهرة فقد كان مسرح الازبكية الصيفي يقدم مسرحية بنت الجيران لفرقة صفية حلمي وفرقتها والتي تضم زوزو حلمي وكوكا عبده، أما كازينو الكوبري فكان يقدم فقرات منوعة تقدمها إحسان عبده وفرقتها المكونة من فاطمة علي عباس البليدي وسعاد مكاوي وكيت.