حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم، والتي ستكون تحت عنوان "أسماء يوم القيامة ودلالاتها في القرآن الكريم"، حيث أكدت الأوقاف على جميع الأئمة الالتزام بموضوع الخطبة نصًّا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة عن عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية.
أسماءُ يومِ القيامةِ ودلالاتُهَا في القرآنِ الكريمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابهِ الكريمِ: {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۗ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا}، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنًا ونبيًّنَا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهمَّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلِهِ وصحبهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:
فقد تحدثَ القرآنُ الكريمُ عن يومِ القيامةِ وأحوالِ الناسِ فيهِ حديثًا كاشفًا لطبيعتهِ، مفصلًا لكثيرٍ مِن أحداثهِ وأوصافهِ، فهو يومُ البعثِ، ويومُ النشورِ، ويومُ الحسابِ، ويومُ الفصلِ، ويومُ الدينِ، ويومُ التلاقِ، ويومُ الحسرةِ، ويومُ الوعيدِ، ويومُ الخروجِ، ويومُ التغابنِ، ويومُ الجمعِ، ويومُ التنادِ، ويومُ الآزفةِ، ويومُ الخلودِ، واليومُ الحقُّ، واليومُ الموعودُ، واليومُ المشهودُ، والنبأُ العظيمٌ.
ولا شكَّ أنَّ تعددَ أسماءِ يومِ القيامةِ في القرآنِ الكريمِ يدلُّ على عظمِ شأنِهِ، ووجوبِ الاستعدادِ لهُ، وقد تحدثَ القرآنُ الكريمُ عن بعضِ أسماءِ القيامةِ، وأبرزِهَا وأكثرِهَا ذكرًا
في القرآنِ الكريمِ هو لفظُ «القيامةِ»، فقد وردَ في الكتابِ العزيزِ (٧٠) مرةً، وسُميتْ باسمهِ إحدَى سورِهِ المشرفة، التي استهلَّهَا الحقٌّ سبحانَهُ بقولِهِ: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}؛ تعظيمًا لشأنِهَا، ويقوُل سبحانَهُ:{اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۗ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا}، ويقولُ (عزَّ وجلَّ): {فاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}.
ويومُ القيامةِ هو يومُ الحسابِ، ويومُ الجزاءِ، ويومُ العرضِ عليهِ سبحانَهُ، إذ يقولُ: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ}، ويقولُ سبحانَهُ: {وَمَا نُؤَخِّرُهُۥٓ إِلَّا لِأَجَلٍۢ مَّعْدُودٍۢ يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ فأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّار لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ وَأَمَّا الَّذِينَ سُـعِدُوا فَفِي الْجَنَّـةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْـرَ مَجْـذُوذٍ}.
ويومُ القيامةِ هو اليومُ الحقُّ، إذ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ مَآبًا}، والعاقلُ مَن يعملُ لهذا اليومِ حقَّ العملِ، ويتّقِى اللهَ حقَّ تقاتِهِ، إذ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}.
وكما تحدثَ القرآنُ الكريمُ عن القيامةِ تحدثَ عن الساعةِ التي غالبًا ما يأتِي الحديثُ عنها في سياقِ بدءِ أحداثِ القيامةِ، قاصرًا علمهَا على اللهِ (عزَّ وجلَّ) وحدَهُ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ}، ويقولُ سبحانَهُ: {إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ}، ويقولُ سبحانَهُ: {إنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى ٱلْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌۢ بِأَىِّ أَرْضٍۢ تَمُوتُ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌۢ ٱللَّهَ عِندَهُۥ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى ٱلْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌۢ بِأَىِّ أَرْضٍۢ تَمُوتُ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
وعندمَا سُئِلَ سيدُنَا رسولُ اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلم) عن الساعةِ أجابَ (صلَّى اللهُ عليه
وسلم) بقولِهِ: (ما المسئولُ عنها بأعلمَ بهَا مِن السائلِ)، وبهذا حسمَ نبيُّنَا (صلَّى اللهُ عليه
وسلم) قضيةَ الإفتاءِ أو الفتوَى أو الفُتيَا في أمرِ الساعةِ أو محاولةِ التنبؤِ بهَا، فإذا كان رسولُنَا الكريمُ (صلَّى اللهُ عليه وسلم) يقولُ: (ما المسئولُ عنهَا بأعلمَ بهَا مِن السائلِ)، فمَن ذَا الذي يتجرأُ على اللهِ (عزَّ وجلَّ) بالخوضِ في أمرٍ توقفَ سيدُنَا رسولُ اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلم) عن الحديثِ فيهِ.
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنَا
محمدٍ (صلَّى اللهُ عليه وسلم)، وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.
إنَّ السؤالَ الذي ينبغِي أنْ نسألَهُ جميعًا لأنفسِنَا: ماذا أعددنَا لذلك اليومِ العظيمِ؟ فقد سألَ رجلٌ النبيَّ (صلَّى اللهُ عليه وسلم): متى الساعةُ؟ فقالَ لهُ (صلَّى اللهُ عليه وسلم): (ما أعددتَ لهَا؟) قالَ: حُبُّ اللهِ ورسولِهِ، قال: (أنتَ مع مَن أحببت).
فعلينَا أن ننشغلَ بإعدادِ أنفسِنًا للقاءِ اللهِ (عزَّ وجلَّ) بإتقانِ العملِ، والقيامِ بالرسالةِ والأمانةِ التي كلفنَا اللهُ (عزَّ وجلَّ )بها ، فقد جاءَ عن الفضيلِ بنِ عياضٍ أنَّه سألَ رجلًا : “كمْ عمرُكَ؟ فقالَ الرجلُ: ستونَ سنةً، قالَ الفضيلُ: إذا أنتً منذُ ستينَ سنةً تسيرُ إلى اللهِ توشكُ أنْ تصلَ، فقالَ الرجلُ: إنّا للهِ وإنَّا إليهِ راجعون، فقالَ الفضيلُ: يا أخِي، هل عرفتَ معناه، قالَ الرجلُ: نعمْ، عرفتُ أنِّي للهِ عبدٌ، وأنِّي إليهِ راجعٌ، فقالَ الفضيلُ: يا أخِي، مَن عرفَ أنَّهُ للهِ عبدٌ وأنَّهُ إليهِ راجعٌ، عرفَ أنَّهُ موقوفٌ بينَ يديهِ، ومَن عرفَ أنَّهُ موقوفٌ عرفَ
أنَّهُ مسؤولٌ، ومَن عرفَ أنَّهُ مسؤولٌ فليعدَّ للسؤالِ جوابًا، فبكَى الرجلُ، فقالَ: يا فضيلُ، وما الحيلةُ؟ قال الفضيلُ: يسيرةٌ، قال الرجلُ: وما هي يرحمُكَ اللهُ؟ قال الفضيلُ: أنْ تتقِي اللهَ فيمَا بقيَ، يغفرُ اللهُ لكَ ما قدْ مضَى وما قد بقيَ.
فحريٌّ بنَا أنْ نسارعَ إلى فعلِ الخيراتِ النافعةِ للنفسِ وللبلادِ والعبادِ، حتّى نجدَ ثوابَ ذلك يومَ القيامةِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: { وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا}، ويقولُ (عزَّ وجلَّ): {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}.
اللهمَّ اجعلنَا يومَ القيامةِ مِن الفائزين واحفظْ بلادَنَا مصرَ وسائرَ بلادِ العالمين.
خطب الجمعة في شهر صفر
وقدد أعلنت وزارة الأوقاف موضوعات خطب شهر صفر ١٤٤٤ هـ، وهي: د
الجمعة الأولى من صفر : ٢ سبتمبر ٢٠٢٢م - آيات الاعتبار في القرآن الكريم.
الجمعة الثانية من صفر : ٩ سبتمبر ٢٠٢٢م - التحذير من الغفلة والبغتة في القرآن الكريم.
الجمعة الثالثة من صفر : ١٦ سبتمبر ٢٠٢٢م - حقوق ذوي الأرحام في القرآن والسنة.
الجمعة الرابعة من صفر : ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٢م - أهل الاستجابة في القرآن والسنة.