الإثنين 29 ابريل 2024

هل نجحت الدراما " المدبلجة " فى منافسة المنتج المصرى؟

مسلسل هندي

27-8-2022 | 14:05

ولاء جمال

المسلسلات الهندية والكورية واليابانية وغيرها من الأعمال المدبلجة، لماذا تحظى بمشاهدات عالية وما الذى يجذب الجمهور إليها وكيف نواجه نحن بأعمالنا هذه المنافسة؟

فقد لاقت على سبيل المثال الثقافة الهندية قبولاً لدى المشاهد العربى، نظراً لاحتوائها على الكثير من المؤهلات التى ساعدتها على الانتشار، كملامح ثقافتها واختلافها عن غيرها حتى على مستوى الملابس، كالسارى الهندى وتقديم العادات والتقاليد الغريبة نوعاً ما عن العرب، وكذلك تجسيد البطل الهندى كبطل أسطورى.

 كذلك انتشرت بالآونة الأخيرة الكثير من الثقافات المختلفة الوافدة من الشرق إلى البلاد العربية عبر الدراما، ووجدنا أيضاً أن ثقافة المسلسلات الكورية لاقت رواجاً كبيراً بين عدد غير قليل من المتابعين العرب، وقد تنوعت ما بين دراما وموسيقى.

وأقبل المشاهد العربى أيضاً على الثقافات اليابانية والصينية، وفى هذا التحقيق نرى ما الأسباب لانتشار هذا الاتجاه وتناميه...

 

بداية تقول الناقدة الفنية ماجدة موريس: المسلسل الهندى يعتمد على الحكايات ذات الطابع العائلى، فدائماً العائلات هناك بينها تواصل حميم، مثلما كنا نقدم نحن زمان، ويعرضون بيت العائلة والإجازات التى يجتمع فيها كل بنات وشباب العائلة، وإذا كانت هناك مشكلة نرى كيف تؤثر هذه المشكلة فيهم جميعاً، فالعمل الهندى له طابع عائلى حميم فى أغلب الأعمال التى يقدمونها، وحتى عندما يتفاعلون مع بعض أو يعبرون عن فرحتهم نجد الجميع يرقصون، سواء الأولاد أو البنات أو السيدات والرجال؛ لأن رقصهم له ملامح مميزة جداً، فالمسلسل الهندى يحيى روح العائلة، وهو الأمر الأول الذى يجذب جمهوراً كثيراً لهم، إلى جانب طبعاً أن الهنود فيهم جزء شرقى بمعنى الملابس والإكسسوار وحتى طريقة الشعر، إلى كل هذه الأشياء القريبة من الشرق أكثر من الغرب.. والهند حتى نكون على علم هى أكبر دولة منتجة للسينما فى العالم، وعلى الرغم من أن هوليوود هى الدولة رقم واحد فى التأثير، لكن العدد الأكبر والأهم يأتى من الهند، ويوجد ملايين الناس يعشقون السينما الهندية.

 

وتقول السيناريست سعاد القاضى: مقايس السوق لدينا محتاجة تطوير وإيمان من المنتجين بالكتاب الشباب؛ لأن هناك كتاباً كثيرين لديهم أفكار جديدة، خاصة الشباب الذى يشاهد المنصات ويطلع على الثقافة الأجنبية والسينما الأوروبية والدراما الأوربية أكثر من العربى، هؤلاء الشباب يرون أن هذه هى الخلطات الواردة «بتاكل» مع الناس أو هى التى يحبها الناس، فأنت كممثل فى حاجة لمعرفة ماذا تريد الناس.

 

وتضيف سعاد القاضى: مثلاً أنا كنت للتو أشاهد مسلسلاً يابانياً، وقد ضربوا بكل التابوهات الخاصة بصناعة الدراما أو السينما عرض الحائط، بداية من عدد الحلقات حتى الأفكار وتنفيذها.. وأيضاً بالنسبة لكوريا، أصبح هناك جمهور لأعمالها، وعندما ينفذون عملاً يكون مكتوباً له النجاح قبل أن يعرض، أما نحن فلازلنا لا نمتلك ثقافة الروايات المصورة والمنتشرة بالخارج، وأصبح لها جمهور كبير، وفى نفس الوقت نحن هنا كمؤلفين أو كدور نشر أو شركات إنتاج لا نلتفت إلى شىء كهذا. وهذه نقطة من الأهمية الالتفات لها فى السوق المصرى، وأقول السوق المصرى لأنه من يقود الدراما العربية كلها، فالسوق المصرى عندما يتم تطويره، تسير وراءه الدراما العربية كلها.

أما المخرج والكاتب الكبير عصام الشماع فيقول: إن سبب انجذاب الناس للدراما الكورية واليابانية والهندية وما شابه، ما يوجد لدينا من بعض السلبيات فى بعض الأعمال المعروضة، وهناك مثل قديم يقول عندما تضع العربة أمام الحصان فلن يسير، إنما إن وضعت الحصان أمام العربة، فستسير.

مضيفاً: الدراما التليفزيونية طوال عمرها الحصان أمام العربية والحصان هذا هو المبدعون والنص، والدراما الهندية واليابانية والكورية وغيرها تضع الحصان أمام العربة وعندهم تنافس وحتى إذا عرض عليها نص لاسم صغير، يأخذونه مادام نصاً جيداً، فالجودة هى معيار التنافس ومعيار النجاح، لذلك استطاعوا الوصول للناس حول العالم.

أما عن رأى الجمهور الذى يتابع الدراما الهندية والكورية واليابانية، فتقول وسام حامد:

 سر الانجذاب للمسلسلات المدبلجة من الهندى والكورى واليابانى وغيرها هو المناظر الطبيعية الخلابة والنظافة فى الأماكن التى يصورون فيها، حتى البيوت تجدى مثلاً شخصاً فقيراً، لكنه نظيف ومرتب فتحبين أن تشاهديه لترى بيته كيف رتبه بهذا الجمال وهو فقير، وكذلك فى المسلسلات المدبلجة لو عندهم مشكلة يناقشونها ويأتون لها بالحل، كما أن أصحاب الدراما المدبلجة يحببونك فى بلدهم، فبجانب مشاهدة قصة أو دراما سواء حزينة أو مفرحة.. تحب البلد التى بها كل هذه المناظر الحلوة الجميلة، يستعرضون المعالم الجميلة لبلدهم، ويخلقون لديك رغبة السفر لمشاهدة هذه البلاد.

وتؤكد وسام حامد: إن الدراما الهندية مثلاً عندهم روح العائلة الجميلة ومعظم مسلسلاتهم داخل البيوت ويظهر الترابط الأسرى عندهم كشىء أساسى فى كل مسلسل، وعلى سبيل المثال إذا فعل شاب أشياء خاطئة ينفى بالخارج، وتتبرأ والأسرة منه وتخرجه من دائرتها إلى أن يضبط نفسه ويقومها، وفى هذه الفترة لا يتركوه إنما يظلون يرسلون له أشخاصاً لتقويم سلوكه، دون أن يعرفوه بأنهم تابعون لعائلته، فهم يساعدونه يساعدونه بطريقة غير مباشرة، فهم يعاقبونه ويصلحونه فى نفس الوقت.