الأربعاء 24 ابريل 2024

ولا تكهنات بشأن مستقبل العراق

مقالات29-8-2022 | 17:11

أصبح الوضع السياسي في العراق في مأزق، وجميع قواه في وضع حرج خاصة بعد الاعتصامات أمام البرلمان العراقي، والدخول إلى القصر الجمهوري وإعلان منع التجوال وانتشار القوات في الشوارع اليوم.

التطورات الأخيرة شهدت تعليق حكومة الكاظمي عملها، وإرجاء الدراسة من قبل وزارة التعليم، بينما أنصار الصدر يتحركون في كل مكان بعد إعلانه الابتعاد عن كل ما هو سياسي وغلق كل مقار التيار ذات الصلة بالسياسة.

احتكاكات بين الجماهير الغاضبة و القوات الأمنية بدت معها الحكومة في وضع لا تحسد عليه رغم أنها حكومة تسيير أعمال، فلا حل للخلافات بين الكتل والأطراف السياسية المتنازعة ولا جلوس على طاولة الحوار لطرح ما بجعبتهم.

الوضع الراهن في العراق لا يخلو من أثر تدخلات إقليمية في الشأن الوطني بما يعطل الحوار ولا يؤمن حياة المواطنين وحقهم في العيش ببلد غني بالثروات الطبيعية والبشرية، لكنه لا يجد سبيله إلى الاستقرار رغم خلاصه من حكم صدام حسين في أبريل 2003 وسن دستور عظيم غير مفعل منذ 2005 ، تلته انتخابات متعددة وتأخر متعمد كل مرة بعدها في تشكيل حكومات توافقية طبقا للمحاصصة في ظل نظام برلماني يعتمد حضور الأحزاب بين الجماهير.

العراق الآن أصبح من الدول المتخلفة ومن المناطق الخطيرة في العالم، بعد أن كان مهدا للحضارات و العلم و المعرفة و تخرج منه كبار العلماء بكافة الاختصاصات ومن جميع مكوناته، واليوم يرثى للعراق بعد أصبح شعبه بلا خدمات وأرضه بلا إصلاحات أو تنمية أو مرافق.

الدعوات الوطنية للحوار تكررت للم الشمل وآخرها على ألسنة قادة كردستان والزعيم مسعود بارزاني، حيث أبدوا استعدادهم قبل أسابيع لاستقبال وفود كافة القوى السياسية العراقية في أربيل عاصمة الإقليم، والبدء في عمل وطني جاد، وحل الخلافات أيضا بين أربيل وبغداد طبقا للدستور.

تطورات الأوضاع في العراق اليوم تكشف النوايا الخبيثة للبعض ممن حاولوا إشعال نار الفتنة بين العرب و الكرد والسنة و الشيعة، لكن إرادة الخيرين والوطنين ستظل أقوى من النوايا الخبيثة وأصحابها.

العراق في خطر تزيده الأطراف المتنازعة على السلطة الذين لم لم يفكروا فيما فعل بهم الماضي من ويلات و دمار و خراب وفقد الآلاف الشباب الذين فقدوا حياتهم في ظل حكم ديكتاتوري زج بالآلاف في حروب مجنونة، أو ضحايا الأنفال، أو شهداء الحرب على الإرهاب الداعشي، ناهيك عن ضحايا وباء كورونا.

يقول تعالى "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ". ونقول من بعد كتابه إن العراق بلا تكهنات حول مستقبله، وهذا ما لابد أن نعترف به جميعا، طالما يرفض بعضنا حقيقة أن الحوار هو الحل وتطبيق الدستور هو السبيل للخروج من المأزق.

Dr.Randa
Dr.Radwa