ركزت الصحف الإماراتية الصادرة اليوم، على التدخلات القطرية في شئون الدول العربية، مؤكدة تمسك الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بموقفها، كما أبرزت صمود الشعب الفلسطيني في وجه محاولات الإحتلال الاسرائيلي للنيل من مقدساته.
وأكدت صحيفة "البيان" في افتتاحيتها تحت عنوان "العرب يعاقبون قطر": إن علاقات قطر العربية متضررة جدا وهي لا تواجه مشكلة فقط مع الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، بل تمتد إلى أغلب الدول العربية حتى لو لم تنضم إلى المقاطعة.
وأرجعت الصحيفة ذلك إلى أن الدوحة لم تترك بلدا عربيا واحدا دون أن تتدخل في شئونه سواء عبر أداتها التنفيذية جماعة الإخوان، أو عبر الإعلام وتحريض الشعوب العربية عبر “تثويرها” وإثارة غضبها لأتفه الأسباب أو حتى عبر تمويل ودعم جماعات متطرفة للقيام بعمليات إرهابية في تلك الدول.
وأوضحت أن الذي يتأمل أسماء الدول العربية ويعود إلى إرث العقدين السابقين يكتشف ببساطة أن الدوحة سعت لتخريب أغلب الدول العربية، على الرغم من أن هذه الدول لم تؤذ قطر ولم تسع بأي طريقة إلى التسبب بأضرار لقطر وشعبها.
واشارت إلى أن هذا السلوك المشين يرجع إلى معاناة الدوحة من "نقيصة تاريخية في التكوين" تدفعها إلى تقمص أدوار الدول العظمى من أجل دفع أغلب الدول العربية إلى مفاوضتها ومساومتها وطلب رضاها.
وقالت “البيان”: إن هذا يفسر اليوم أن الدوحة التي شهدت وصول مسئولين أجانب لم يصلها أي مسئول عربي باستثناء الكويت التي قامت بوساطة مشكورة ومباركة ما يعني أن بقية الدول العربية تركت الدوحة في أزمتها ليس لوجود ثارات نائمة وحسب بل لأن الكل يعرف طبيعة هذا النظام الحاكم.. وتلك رسالة على الدوحة أن تفهمها.
وتحت عنوان "قطر التي فقدت ذاكرتها"، قالت صحيفة "الخليج": "لأن قطر تنسى كثيرا ولأن ذاكرتها مثقوبة أو أنها بلا ذاكرة فقد وجب تذكيرها ونظامها من حين إلى حين بتفاصيل الجرائم التي ارتكبتها والفظائع التي اقترفتها" .
وأكدت "الخليج" أن دول مجلس التعاون والدول المتضامنة ضد الإرهاب ستمضي بكل ثقة إلى مستقبل شعوبها وستترك قطر إذا استمر الحال على ما هو عليه فريسة النحيب الاستباقي والضجر والكآبة.. دول الخليج والدول الأربع ستترك قطر سجينة فكرتها الإخوانية الضيقة، وستمضي قدما من دون قطر إذا لزم الأمر وهذا ما يبدو مؤكدا حتى الآن فلا أمل في الأفق القريب وفقا للممارسة القطرية المبنية على ترديد الوهم إلى درجة تصديقه والمرتبة للعزلة والمترتبة عليها.
وأضافت: كما التقت إرادات تلك الدول على كلمة سواء في القاهرة فإن لقاء المنامة تأكيد على إصرار محور الخير على مواجهة وتطويق محور الشر وكفى بإيران التخلف والطائفية والولي الفقيه نصيرا لقطر المارقة والطيور على أشكالها تقع.
وذكرت أن الحقيقة التي لا تصدقها قطر ولا تريد تصديقها، أنها أصبحت منبوذة من قبل شعوب المنطقة والوطن العربي وأصبحت مصدر إزعاج للإنسان في العالم.
أما صحيفة "الوطن"، فأكدت في افتتاحيتها تحت عنوان "هبة عربية لنصرة الأقصى": أنه في خضم التصعيد الوحشي الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي كالعادة في فلسطين المحتلة وبحق المقدسات، كان الموقف العربي فعالا عبر سرعة التحرك الرافض لجموح الكيان وتعديه على المسجد الأقصى ومنع دخول الفلسطينيين سواء عبر تأكيد الثوابت أو دعم نضال وصمود الشعب الفلسطيني أو عبر نقل صورة الأحداث ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه إغاثة شعب أعزل مصمم على التمسك بوطنه وقيام دولته.
وهو ما أثمر شجبا عالميا واستنكارا واسعين ورفضا مطلقا لجميع التعديات في الأراضي الفلسطينية ما أجبر الاحتلال في النهاية على إلغاء الإجراءات أحادية الجانب التي حاول فرضها سواء عبر وضع بوابات إلكترونية أو إلغاء الكاميرات التي أراد نصبها، وإن كان انكساره قد ترجمه تعديات ومحاولة التضييق على عشرات آلاف الفلسطينيين الذين دخلوا الأقصى مجددا بعد أسبوعين من الامتناع عن الدخول وفق شروط الاحتلال.
وقالت: إن القدس رغم جراحها انتصرت في معركة الصمود والعروبة ونصرة المقدسات.. وقد عبر الشعب الفلسطيني في مناسبة جديدة عن استعداده للفداء والثبات وقدرته على الحراك السلمي وتنظيم الفعاليات التي تؤكد عدم تهاونه مع أي مساس بالمقدسات أو الرضوخ لشروط يفرضها الكيان الغاشم.
ودعت "الوطن" المجتمع الدولي إلى التعاطى بفاعلية أكبر لنصرة الحق وفق حل عادل وشامل عبر تأكيد أن الاحتلال وكل ما يقوم به سواء التعديات أو الاستيطان أو استباحة الدم الفلسطيني وغيره لا يمكن السكوت عنه أو تجاهله، وبالتالي فإن إمكانية التعامل مع الكيان وفق القانون يجب أن تبدأ، وأن تتم المساءلة، وأن يكون هناك حراك قوي ثابت لا يتوقف لنصرة شعب متسلح بعقيدته النضالية وصموده وتمسكه بوطن وقيام دولته مدعوم بعشرات القرارات الصادرة من أرفع هيئة أممية وهو مجلس الأمن والتي تؤكد الحق الفلسطيني .