من حبيبي السابق للاكس ومن الإعجاب "للكراش" وتحويل مصطلح الراية الحمراء "للريد فلاج" كتحذير من شخص سىء، مسميات لغوية كثيرة بدأت فى الانتشار عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن ماهية العلاقات... فهل غيرت السوشيال ميديا لغة المشاعر؟
وقال الدكتور رفعت عبدالباسط محمود أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان، أن اللغة بشكل عام هى جزء من الثقافة، التى تستمد من العادات والتقاليد والملبس والمظاهر الخارجية لأى مجتمع، ولأننا نعيش عصر الانفتاح التكنولوجي والتطور الهائل فى مجال الهواتف الذكية والسويشيال ميديا، وكأننا نحيا فى قرية عالمية صغيرة فما يحدث فى أمريكا الآن أصبحنا نعيشه فى نفس اللحظة ما أنعكس على الثقافات وظهر جلياً في المفردات اللغوية التي يستخدمها رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
واستطرد: "دائماً ما نجد أن لكل جيل من الشباب والشابات لغة خاصة تكون معبره لمشاعرهم وعلاقاتهم، فلو عدنا لعام 2011 سنجد انهم كانوا يتداولوا لغة تسمي "بالفرانكو أرب" ولم يستطع أحد فهمها غيرهم، وكأنها ألغاز للتعبير عن خصوصيتهم وخلق مساحة لهم، والآن لغة السويشيال ميديا التى فرضها الواقع الافتراضي بقوة وتأثير لتطرح مجموعة من المصطلحات المستوردة من الخارج وتجعلها على الساحة كأمر طبيعي".
وأضاف أنه على سبيل المثال كلمة "توكسيك" كلمة إنجليزية تعنى الإنسان السام الذي يجب أن يبتعد عنه الجميع، ومصطلح "الفريندزون" أصبح تتناوله الفتيات لتحديد منطقة الصداقة بينها وبين الشاب التى لا تبادله ذات المشاعر، وهكذا من مسميات مستمدة من الخارج وتردد لفترة وجيزة ثم تنتهي سريعاً وتأتي لغة أخرى لها مصطلحاتها الخاصة، وبسبب أننا أصبحنا نستمد ثقافتنا من الوسائل الالكترونية فقط دون وعي أو رقابة أبوية، خلق فجوة ما بين الجيل الماضي والحاضر في فهم بعضهم البعض، ولذلك على وسائل الإعلام والأسرة والمؤسسات التعليمية أن تزيد من برامج التوعية والرقابة لتجنب السلوكيات واللغة التى تردد دون وعى فالمشاعر هي المشاعر والعلاقات الاجتماعية والعاطفية ستظل على مر العصور بحلوها ومرها.